أجمعت ردود الفعل الدولية، التي جرى التعبير عنها بعد الانتخابات التشريعية ليوم الجمعة المنصرم، على الإشادة بسير العملية الانتخابية، وعلى وصفها بالخطوة التاريخية لتكريس المسلسل الديمقراطي، الذي انخرط فيه المغرب، وتنزيل مقتضيات الدستور الجديد. في هذا الصدد، أكدت الولاياتالمتحدة، أول أمس السبت، أنها تدعم جهود المغرب الرامية إلى تعزيز المسلسل الديمقراطي الجاري فيه، من خلال إصلاحات دستورية وقضائية وسياسية. الولاياتالمتحدة: المغرب نموذج بالنسبة لبلدان المنطقة عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أول أمس السبت، عن تهانئها للشعب المغربي عقب الإجراء "الناجح" للانتخابات التشريعية، مؤكدة أن ملايين المغاربة توجهوا إلى صناديق الاقتراع بمناسبة هذه الاستحقاقات. وقالت رئيسة الدبلوماسية الأمريكية، في بلاغ صدر بواشنطن "أريد تهنئة الشعب المغربي على إثر الإجراء الناجح للانتخابات التشريعية ليوم الجمعة". وأكدت أنه "من خلال العمل مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فإن البرلمان الجديد والمجتمع المدني قادران على تطبيق مقتضيات الدستور الجديد، باعتباره خطوة إلى الأمام على درب تجسيد تطلعات وحقوق كافة المغاربة". وأوضحت كلينتون، في سياق متصل، أن "العمل الشاق المتمثل في تشييد الصرح الديمقراطي، لا يتوقف عند الانتهاء من فرز الأصوات والإعلان عن أسماء الفائزين". وأكدت، في هذا الصدد، أن الولاياتالمتحدة "مستعدة للعمل مع البرلمان الجديد والشعب المغربي، من أجل تدعيم دولة القانون وحقوق الإنسان، وتعزيز الشفافية والحكامة القائمتين على أساس المساءلة، والعمل على إجراء إصلاحات ديمقراطية مستدامة". وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قالت إن الإصلاحات المعلن عنها يوم 9 مارس الماضي، من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تشكل "نموذجا يحتذى بالنسبة إلى باقي بلدان المنطقة"، كما أنها "تحمل وعودا كبيرة، أولا وقبل كل شيء، للشعب المغربي". وأكدت رئيسة الدبلوماسية الأمريكية، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيرها المغربي، الطيب الفاسي الفهري، عقدت بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، أنه "وفي الوقت الذي تتبنى فيه بعض الدول مقاربة أحادية الأبعاد، فإن صاحب الجلالة أطلق إصلاحات شاملة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية". من جهته، قال أندي هاليس، مساعد المتحدث باسم مكتب شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "الولاياتالمتحدة تدعم جهود المغرب الرامية إلى تعزيز المسلسل الديمقراطي الجاري به، من خلال إصلاحات دستورية وقضائية وسياسية". فرنسا: الانتخابات جرت وفق القواعد الديمقراطية من جانبها، أشادت فرنسا، أول أمس السبت، ب "حسن سير" الانتخابات التشريعية بالمملكة ، "وفق القواعد الديمقراطية"، مؤكدة وقوفها إلى جانب المغرب لمواكبة الإصلاحات التي انخرط فيها. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، أن فرنسا "تقف بالطبع إلى جانب المغرب، البلد الصديق والحليف الثابت، لمواكبته في إصلاحاته وتعبر عن أملها في أن يجري تشكيل الحكومة المقبلة في إطار الدستور الجديد، بالموازاة مع تحقيق إنجازات ونجاحات جديدة". وسجلت الخارجية الفرنسية، في بيان لها، أن الحملة الانتخابية "جرت في احترام للقواعد الديمقراطية، عبر فسح المجال أمام نقاشات واسعة، خصوصا في وسائل الإعلام السمعية البصرية، وبمشاركة مجموع الأحزاب السياسية". بريطانيا: استحقاق 25 نونبر يدعم تفعيل الدستور وأشادت الحكومة البريطانية، يوم الجمعة، بحسن سير الانتخابات التشريعية بالمغرب، مبرزة أن هذا الاستحقاق يدعم تفعيل الدستور الجديد، الذي جرى إقراره، في شهر يوليوز الماضي، من قبل الشعب المغربي. وقال وزير الشؤون الخارجية البريطاني، وليام هيغ، في بلاغ توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء، "أشيد بحسن سير الانتخابات التشريعية، التي تجري اليوم في المغرب". وأبرز هيغ أن هذه الانتخابات تشكل دعامة لتفعيل مقتضيات الدستور الجديد، الذي جرى اعتماده في شهر يوليوز الماضي، عقب الاستفتاء، واصفا اقتراع 25 نونبر ب "المهم"، للسير على درب ترسيخ ديمقراطية مبنية على المساءلة. وذكر رئيس الدبلوماسية البريطانية بأنه كان ناقش، خلال زيارته الأخيرة للمغرب (أكتوبر الماضي) مع المسؤولين المغاربة، إصلاحات سياسية، وأعرب عن استعداد ورغبة المملكة المتحدة في دعم جهود المغرب في هذا المجال. وأعرب هيغ، من جهة أخرى، عن رغبته في العمل مع الحكومة المغربية المقبلة، المنتخبة ديمقراطيا. البرتغال: إشادة بالسير الجيد للانتخابات كما أشادت الحكومة البرتغالية، أول أمس السبت، بالسير الجيد للانتخابات التشريعية، التي أجريت بالمغرب في مناخ "سلمي"، مؤكدة أن هذا الاستحقاق يعكس دعم المغاربة للإصلاحات السياسية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأوضحت الحكومة في بلاغ لها، أن هذه الانتخابات التشريعية تؤكد التزام وعزم المغاربة على بناء مجتمع عادل، في احترام لحقوق الإنسان. وجددت الحكومة البرتغالية عزمها على تعزيز العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين، ومساندة المغرب بشكل كامل في الإصلاحات الرامية إلى تقوية وتدعيم الديمقراطية الدستورية. داتي: المغرب نموذج للعالم العربي اعتبرت البرلمانية الأوروبية الفرنسية، رشيدة داتي، أن "الثورة الهادئة"، التي تجري في المغرب، مع إجراء أول انتخابات تشريعية بعد تعديل الدستور، تعد "نموذجا بالنسبة للعالم العربي" و"أملا لنهاية هذه السنة". وكتبت داتي، في مقال نشرته صحيفة (لوفيغارو) يوم الجمعة المنصرم، أنه "في الوقت الذي يسيطر الشك في مصر، وتبحث تونس عن التوازن بين الديني والعلماني لوضع الدستور، ولم تخرج فيه ليبيا حتى الآن من الحرب، فإن هذه الانتخابات تعد حاسمة". نائب إيطالي: الاقتراع مر في شفافة وتعددية من جانبه، أبرز ماتيو ميكاتشي، النائب عن الحزب الراديكالي في إيطاليا، الذي يقوم بمهمة ملاحظ للانتخابات التشريعية بالمغرب، "الشفافية" و"التعددية"، اللتين طبعتا أجواء الاقتراع، مؤكدا أن "ملاحظتنا لعملية التصويت أبرزت وجود شفافية وتعددية"، وأنه "ليست لديه مؤشرات للقول بأنه حصلت خروقات". وأكد ميكاتشي، في تصريح لمجموعة صحافيين في مكتب للتصويت بحي الليمون بالرباط، انتظام تسجيل الناخبين وحضور ممثلين عن كل الأحزاب السياسية، وملاحظين دوليين، وكذا عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومنظمات مجتمع مدني وطنية.