صبيحة يوم أمس الجمعة كانت الأجواء غير عادية، وليست كسابقاتها، في مدرسة باب تامسنا بحي العكاري، ومدرسة المسيرة الخضراء بشارع الحسن الثاني بدائرة الرباط المحيط، إذ عوض أن تستقبل التلاميذ لمواصلة الدراسة، كانت أبوابها مفتوحة في وجه الناخبين لاختيار مرشحيهم من اللوائح الانتخابية المتنافسة. وعلى بعد عشرات الأمتار من مكاتب التصويت، ترى النساء متجهات إلى مكاتب التصويت فرادى وجماعات، ولا حديث بينهن إلا سؤال "على من غادي تصوتي"، لتفرق بينهن الإجابات حسب اختيارات كل ناخبة، وهن متجهات إلى مكاتب التصويت بدائرة الرباط المحيط، التي فتحت أبوابها في الثامنة صباحا، لتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم. وفي الطريق إلى مكاتب التصويت، عاينت "المغربية" أن الشوارع والأزقة المؤدية إليها كانت خالية من أوراق المرشحين، باستثناء أماكن الإشهار المخصصة لهم من طرف ولاية الرباط. وعند الوصول إلى مكاتب التصويت، لاحظت "المغربية" أن تشكيل المكاتب بمدرستي باب تامسنا بحي العكاري والمسيرة الخضراء، جرى طبقا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل، ولم يسجل أي خرق للقانون، طيلة النصف الأول من يوم الاقتراع، وأن مكاتب التصويت تتوفر على النسخ الكافية من محاضر الفرز والإحصاء وأوراق التصويت، ويوجد بها أكثر من ممثل للوائح المتنافسة. وفي تصريح ل"المغربية"، قالت إلهام (28 سنة) "في كل محطة انتخابية أجد نفسي أمام تحدي الاختيار بين البرامج، التي تطرح خيارات وإجراءات، منها الموضوعي ومنها غير الواقعي، وتقدم التزاما بتقديم خدمات موعودة للبلد وللوطن". وبالنسبة لاختياراتها أضافت "أختار برنامجا واحدا يكون أقرب إلى الواقع، وعند الإدلاء بصوتي، أرمي الظرف ومعه آمال كبيرة وحسن الظن بمن سيمثلني في البرلمان ليحقق الوعود والالتزامات، خدمة للوطن والمواطن". وتمنت إلهام أن يكون من ستختار في مستوى التطلعات الوطنية، وأن يطبق ما جاء في برنامج حزبه الانتخابي الموعود به. وبخصوص مدى تأثر الشباب بدعوات المقاطعة للانتخابات، قال رشيد، وهو من الحي نفسه، ل "المغربية" "أنا ضد المقاطعة، إلا أنني في كل محطة انتخابات، تنتابني حالة من الخيبة، إذ أجد أن الحزب الذي صوتت عليه في المحطة السابقة خلف كل الوعود، التي قطعها على نفسه"، وأكد أنه لن يقاطع الانتخابات، وقال "سأنتخب، وسأضع الثقة في من أتمنى فيه تحقيق المرجو خدمة لهذا الوطن والمواطن، وكلي أمل أن أجد الضمير الذي سيحقق ما نصبو إليه حبا في مغربنا، وأدعو من سينال ثقة المواطنين إلى الالتزام بالوعود وبالبرامج". وبعد تصريحه ل"المغربية"، توجه رشيد إلى مكتب التصويت وأدلى بصوته لصالح اللائحة التي يرى أن برنامجها أقرب إلى الواقعية. يشار إلى أن عملية التصويت مرت في ظروف عادية، دون تسجيل أي حادث يذكر، مع وجود ملاحظين حقوقيين، وصحافيين مغاربة وأجانب، يتجولون بكل حرية بمكاتب التصويت. وفتحت مكاتب التصويت أبوابها في الثامنة صباحا، حسب ما هو منصوص عليه في مدونة الانتخابات.