يسجل المغرب سنويا 30 ألف حالة جديدة لداء السرطان، الذي يعتبر ثاني سبب للوفيات بالمغرب، بنسبة 7.2 في المائة من الوفيات، ويمس النساء والرجال وكذا الأطفال. ويأتي سرطان الثدي في المقدمة بنسبة 36.12 في المائة، متبوعا بسرطان الرئة (23.75 في المائة). تقديم حصيلة جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان أمس الثلاثاء بالرباط (كرتوش) وردت هذه الإحصائيات خلال تقديم حصيلة جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان لسنوات 2006-2010، أمس الثلاثاء بالرباط. وقال عبد اللطيف بن إيدر، رئيس مصلحة الأنكلوجيا بمستشفى بن رشد بالدارالبيضاء، إن أكثر أنواع السرطان لدى النساء، هو سرطان الثدي وعنق الرحم، وبالنسبة للرجال، سرطان الرئة والبروستات. وأفاد بن إيدر، خلال ندوة صحفية لتقديم الحصيلة، أن الجمعية عملت على وضع المخطط الوطني للوقاية ومراقبة داء السرطان للفترة 2010-2019، يتمحور حول 78 إجراء، تتلاءم مع الموارد المتوفرة والمتوقعة، وتعتمد مقاربات جديدة للوقاية والكشف والعلاج والمواكبة الاجتماعية. ويهدف هذا المخطط، حسب بن إيدر، إلى خفض أخطار السلوكات المسببة لهذا الداء بنسبة 30 في المائة، وتشخيص على الأقل 50 في المائة من النساء، اللواتي يمثلن الفئة المستهدفة المصابة بسرطان الثدي وعنق الرحم، والتكفل بعلاج المصابين بنسبة 100 في المائة، ومحاولة تحقيق نسبة الشفاء من الداء على الأقل بالنسبة ل 50 في المائة من المرضى المتكفل بهم، ومرافقة مطلقة للمرضى، الذين يحتاجون للعلاجات المصاحبة، مشيرا إلى الحملات التحسيسية، التي نظمتها الجمعية سنويا منذ إنشائها، للتحسيس بالوقاية من هذا الداء والحث على الكشف المبكر من أجل ضمان الشفاء. من جهته، قال رشيد البقالي، المدير التنفيذي لجمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، إن الجمعية وضعت برنامجا لمحاربة التدخين، باعتباره من أهم مسببات داء السرطان، أطلق عليه "إعداديات وثانويات ومؤسسات بدون تدخين"، يهدف إلى محاربة السرطان الناتج عن التدخين، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يستهدف المراهقين بالمؤسسات التعليمية، وأيضا البالغين في وسط الشغل، عن طريق وضع أنشطة طويلة المدى للتحسيس بأخطار التدخين ونتائجه. وانطلقت هذه المبادرة سنة 2007، ومكنت، حسب البقالي، من تحسيس أكثر من مليون و795 ألف تلميذ وتلميذة عن طريق خلق نواد للصحة في ألف و203 مؤسسات تعليمية، كما مست أكثر من 100 ألف مستخدم ينتمون إلى شركة الاتصالات، ما مكن من خفض نسبة تعاطي التدخين من 12 في المائة، سنة 2007، إلى 9 في المائة سنة 2010. وأضاف البقالي أن الحملات التحسيسية، التي نظمتها الجمعية، مكنت من الكشف عن 4 آلاف حالة سنة 2010. ومكنت الجهود المبذولة من طرف جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان ووزارة الصحة من خلق 7 مؤسسات للأنكلوجيا لمعالجة داء السرطان، فيما يجري حاليا خلق مركزين في مكناس وطنجة، إلى جانب مشروع بناء مركزين آخرين في العيون وآسفي. وأضاف البقالي أن الجمعية عملت، أيضا، على أنسنة مراكز ووحدات الأنكلوجيا الموجودة حاليا، وأعادت تأهيل قاعة للإنعاش والعمليات الجراحية بمستشفى الأنكلوجيا بالرباط، وعملت على خلق مصلحة للطب النووي، واقتناء 4 "مسرعات"، وهي آلات تساعد على الشفاء من السرطان وضعت بالمستشفيات، ما ساهم في الرفع من عدد هذه الآلات إلى 24 آلة خولت المغرب احتلال مراتب مهمة توازي جنوب إفريقيا، مشيرا إلى أنه أصبح هناك مستشفى لكل 3 ملايين من السكان، وأن الجمعية تهدف إلى خلق وحدات للعلاج الكيميائي في كل مدينة، لتجنيب المرضى مشاق السفر إلى المستشفيات الكبرى المعروفة. وأفاد المدير التنفيذي أن هذه المجهودات مكنت الجمعية من تحمل مصاريف وتكاليف العلاج لفائدة 25 ألف مصاب، ومن خلق دور للحياة لمساعدة المرضى، الذين يأتون من مدن بعيدة قصد العلاج بالمستشفيات الجامعية، مبرزا أن عدد هذه الدور وصل حاليا إلى ثمانية، وأن 3 دور أخرى في طور البناء.