لقي عامل مصرعه، يوم الأربعاء الماضي، بمدينة أزمور، فيما أصيب اثنان آخران، وسط حفرة بعمق 4 أمتار، جراء انهيار الأتربة عليهم. رجال الوقاية المدنية ينقلون أحد الضحايا (خاص) وعلمت "المغربية" من مصادر مطلعة أن العمال الثلاثة، تتراوح أعمارهم ما بين 20 و25 سنة، كانوا منهمكين، منذ الساعات الأولى من صبيحة الأربعاء الماضي، في حفر قناة للواد الحار، تعبر تجزئة سكنية في طور الإنجاز بأزمور، قبل أن تنهار فوق رؤوسهم وأجسادهم، وبشكل مفاجئ، أطنان من الأتربة، من فوق سطح الأرض في حدود التاسعة صباحا. وأضافت المصادر نفسها أن عناصر الأمن التابعة لمفوضية الشرطة، وممثلي السلطة المحلية، وعناصر الوقاية المدنية بثكنة أزمور، انتقلوا إلى مكان الحادث إلى جانب تعزيزات، جرى إيفادها من ثكنة الجديدة. وظل المتدخلون، حسب المصادر ذاتها، يراقبون مكتوفي الأيدي، في حيرة من أمرهم، المشهد، نظرا لكون الحفرة كانت بعمق حوالي 4 أمتار، والأتربة لم تكن مستقرة وتهدد بمزيد من الانهيار، إذ أن أي محاولة للنزول إلى الحفرة، تعتبر مجازفة خطيرة غير محسوبة العواقب، ما من شأنه أن يرفع عدد الضحايا. وأكدت المصادر ذاتها أنه رغم صعوبة التدخل وخطورة الوضع، والاستعانة بالسلالم والحبال، والشجاعة والمهنية العالية التي أبداها رجال الإنقاذ، فإنه لم يجر انتشال ضحيتين إلا في حدود منتصف النهار، بعد أن تمكن أفراد الوقاية المدنية، من الإبقاء عليهما حييين، وإنقاذهما من موت محقق، عقب إمدادهما بأنبوب للأكسجين، وسط الأتربة، التي كانت تخفي جسديهما بشكل شبه كلي. واستمرت التدخلات على قدم وساق إلى حدود ساعة متأخرة من المساء، ولم تتكلل بإنقاذ حياة الضحية الثالث، الذي ظل محاصرا وسط أطنان الأتربة وأخرج جثة هامدة. وأضافت المصادر أن سيارة للإسعاف تابعة للجماعة الحضرية، نقلت الضحيتين المصابين، في حالة صحية حرجة، إلى المستشفى المحلي بأزمور، فيما نقلت سيارة لنقل الأموات جثة العامل الثالث، إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، لتودعها في مستودع الأموات. يذكر أن الضابطة القضائية فتحت تحت إشراف رئيس مفوضية أزمور بحثا في النازلة المأساوية، للاستجلاء حقيقة ما وقع، ومعرفة ظروفها وملابساتها، وتحديد المسؤوليات الجنائية والمدنية.