سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليلى بختي: ما أثارني في الفيلم هو فكرته الإخراجية التي تنتصر للحب والكرامة قالت لالمغربية إن مشاركتها في عين النساء أغنت تجربتها الفنية وجعلتها أكثر نضجا
'أبهرتني بموهبتها وعمقها الإنساني وإرادتها وقوة شخصيتها، إنها ممثلة كبيرة'، بهذه الكلمات المعبرة وصف المخرج الروماني رادو ميهايلينو النجمة الفرنسية ذات الأصول المغاربية ليلى بختي، التي تألقت بشكل لافت في الفيلم المغربي الفرنسي "عين النسا"، الذي يحقق إقبالا جماهيريا كبيرا منذ عرضه في 9 نونبر الجاري حاليا بالقاعات السينمائية المغربية. بعد 6 سنوات فقط، من دخولها عالم السينما، باتت بختي تحقق شهرة واسعة في مختلف الدول الأوروبية، ووصفتها الصحافة الفرنسية ب"الممثلة الموهوبة والشابة الجميلة، التي تألقت في جل أدوارها"، إذ اختيرت أفضل ممثلة واعدة، فحازت جائزة سيزار عن فيلمها "كل ما يلمع"، كما اختارتها "لوريال باريس" لمستحضرات التجميل سفيرة لها، ووصفها المدير العام الدولي ل"لوريال باريس" سيريل شابوي بأنها تتمتع بجمال أخاذ ومؤثر في الوقت نفسه، مشيرا إلى أنها تمتلك شخصية قوية تؤهلها لتكون سفيرة ممتازة ل"لوريال. بمناسبة عرض فيلمها الجديد "عين النسا" بالمغرب، تتحدث ليلى بختي، في حوار ل"المغربية" عن دورها في الفيلم، الذي تقمصت فيه دور البطولة، من خلال شخصية ليلى الثائرة والمناضلة من أجل حقوق النساء بالقرية، كما تتحدث عن علاقتها بفريق عمل الفيلم، خصوصا المخرج الروماني رادو ميهايلينو، والصعوبات التي واجهتها أثناء التصوير. قال المخرج رادو ميهايلينو إنه كتب دور "ليلى" بالمشاركة معك؟ فكيف جاء اختياره لك؟ وكيف كانت التجربة؟ تعرف المخرج علي من خلال أفلامي السابقة التي شاركت فيها، فأعجب بأدائي رغم أنني في بداياتي الفنية، فعمري الفني لم يتجاوز ست سنوات، علما أن دخولي الفعلي لعالم السينما كان في سنة 2005 عندما أقنعني أحد أصدقائي بالتقدم لاختبار اختيار الممثلين الخاص بفيلم "شيطان"، إذ اخترت لتجسيد دور الفتاة الشابة "ياسمين"، وهو الدور الذي شهد ميلادي الفني. بالفعل شاركت المخرج في كتابة دور "ليلى"، أطلعني على الموضوع قبل نهاية كتابة السيناريو، فاقترحت عليه قراءة بعض الكتب من بينها واحد مهم حول مكانة المرأة في القرآن، وأعترف أنني لم أقم في السابق بمجهود كبير مثل ما قمت به بخصوص دوري في هذا الفيلم، وقبل شهر من التصوير اشتغلت معه حول الدور واختلافات الشخصية، وأعترف بأنه ساندني كثيرا في التصوير الذي لم يكن سهلا. العمل مع مخرج متمكن مثل رادو ممتع جدا، ومثمر في الوقت نفسه، كانت بيننا لقاءات متكررة في السنتين الأخيرتين، ما سمح لي بالمساهمة في بناء شخصية "ليلى" التي شاهدت تطورها مباشرة، لدرجة أنني كنت أعرفها حتى قبل كتابة السيناريو وبداية التصوير. ما الذي أثارك أكثر في الفيلم؟ ما أثارني في الفيلم هو موضوعه أو فكرته الإخراجية التي تنتصر للحب وللكرامة، فالفيلم يكرم المرأة المغربية والعربية، من خلال حثها على الدفاع عن حقوقها، القصة تتمحور حول معاناة النساء في إحدى القرى الجبلية، التي تعاني نساؤها ظلم التقاليد البالية التي كرسها نمط العيش الذكوري، الذي ظلم الرجال أيضا. إنه فيلم عن الحب، فهو بعيد عن ذلك الصراع التقليدي بين الرجل والمرأة، لأنه يتناول في العمق العلاقات الإنسانية وسلطة التقاليد البالية، فهو يقدم رجالا لا يحترمون النساء، لكنه لا يصدر أحكاما عليهم، لأنهم هم كذلك ضحايا ثقل التقاليد. أراد المخرج تقديم رجال لهم القدرة على الحب والعطاء، ولكنهم يعانون ثقل التقاليد وقلة المعرفة. حدثينا عن الفيلم وعن دورك فيه؟ تدور أحداث الفيلم في قرية جبلية، لا تتوفر على البنيات التحتية اللازمة، ما يضطر النساء إلى الصعود نحو الجبل لجلب الماء، الذي يرمز إلى الخصب والعطاء والحياة، فيما يكتفي الرجال بالجلوس في مقهى القرية وتمضية وقتهم في القيل والقال. أثناء عودة النساء بالماء من النبع البعيد عن القرية، تتعرض بعضهن لحوادث مأساوية، إذ تفقد الحوامل منهن أجنتهن، ويتعرضن بسبب ذلك إلى التعنيف من طرف الأزواج والحموات، اللواتي يتهمنهن بعدم القدرة على الإنجاب، في مشاهد تراجيدية قاسية. في ظل هذا الجو التراجيدي المشحون بالصراع النفسي، تقرر نساء القرية التمرد على التقاليد والامتناع عن جلب الماء. وتحت قيادة المرأة الغريبة "ليلى" زوجة معلم القرية "سامي"، التي تعلمت الكتابة والقراءة على يدي زوجها، تحتشد النساء ويدخلن في إضراب مفتوح عن معاشرة أزواجهن، في انتظار حل يرضي الجميع. هل صادفتك صعوبات في التحدث بالدارجة المغربية، خلال تصوير الفيلم، وهل تتحدثين العربية في حياتك العادية؟ باعتباري جزائرية الأصل، وتحديدا من سيدي بلعباس، كنت أتحدث العربية مع جدتي، لكنني فقدت اللغة، لأنه لم تتح لي الفرصة للتحدث بها في فرنسا، وحتى لو أن الفيلم اعتمد الدارجة الجزائرية، فإنه لم يسبق لي أن سمعت جدتي تتحدث عن الإضراب عن الحب، لهذا كان علي في جميع الأحوال تعلم الدارجة المغربية، التي واظبت على تعلمها في فرنسا، خلال حوالي شهر قبل بدء التصوير، ولما سافرت إلى مواقع التصوير بالقرية، اقتربت أكثر من طبيعة اللهجة وأصواتها. يلاحظ أنك قمت في الفيلم بأشغال شاقة من الصعب على أي امرأة تعيش بأوروبا القيام بها، كيف تمكنت من ذلك؟ قام المخرج بإنشاء مجموعة من الورشات، حيث تعلمنا الأعمال المنزلية وجلب الحطب لتحضير الخبز ونسج الزرابي، كما تعلمنا كيفية جلب الماء من النبع، رغم حرارة الجو، وقساوة الجبل، كان الأمر صعبا للغاية، خصوصا أن الجميع لم يتعودوا على مثل هذه الأعمال المضنية. هل يعني ذلك أنك عانيت أثناء التصوير؟ ليس بالمعنى المادي للكلمة، فبالنسبة لي كممثلة ليس هناك أجمل من التصوير في المناظر الطبيعية. فما يعجبني في مهنة التمثيل، أن جميع من في الفيلم يكثفون جهودهم من أجل إنجاح العمل، فكلنا في حاجة إلى بعضنا البعض، وكل واحد له أهميته، من المخرج إلى الممثلين، دون نسيان التقنيين، وهذا التعاون كان له تأثير كبير، بحيث كنا ننام جميعا في مكان واحد ونلتقي في الصباح وكنا نقتسم أوقات الفرح والحزن، كنا بمثابة عائلة ثاية. كنت سعيدة بالحديث مع القرويات، خاصة أنهن طرحن علي العديد من الأسئلة الطبيعية وسألنني عن عائلتي، تأثرت كثيرا، إنهن جميلات وطبيعيات ويمتلكن أحاسيس إنسانية كبيرة. ماذا أضاف لك دور "ليلى"؟ وما الذي استفدته من تجربتك في "نبع النساء"؟ تعلمت أن أنظر إلى الأشياء بنسبية، عند وصولي إلى مكان التصوير كنت أشعر بالخجل لأنني أعيش في رخاء، بالمقارنة مع القرويات، وما صدمني أن سكان القرية كانوا يعبرون عن سعادتهم، رغم أنهم لا يقرأون ولا يكتبون، أتذكر أنني كنت أغضب من الذهاب إلى المدرسة، لكنني بت أعلم الآن لماذا كان والداي يحرصان على تعليمي. لا يمكن انتقاد نساء القرية اللواتي على عكس ما يظن البعض لا يحلمن بنمط حياة على شكل الغربيات، فلا يجب إدانتهن، لأن ذلك يعني التقليل من الاحترام لهن. عشت إلى جانبهن أزيد من 5 أشهر واقتسمت معهن الكثير ولاحظتهن طويلا، لقد كن يتمتعن ببساطة كبيرة . اختارتك شركة "لوريال" العالمية، أخيرا، لتكوني أول سفيرة عربية لها، ماذا يعني لك ذلك؟ أستعمل مستحضرات "لوريال" وهي "ماركتي" المفضلة وأن أكون سفيرة للعلامة التي أحبها وأستعملها يسهل علي المهمة كثيرا وأعتقد أنني لم أكن لأقبل لو لم يكن هذا هو الحال. وأعتقد أن اختياري لم يكن اعتباطيا بل كان على أساس النجاحات التي حققتها في السينما والتلفزيون خاصة في فرنسا، حيث حزت ثقة الكثير من المخرجين السينمائيين الفرنسيين والأوروبيين.