بعد أن عاش أزيد من 25 سنة في هولندا، بين العمل والدراسة، عاد عبد الحفيظ بوشحاح، إلى مدينة مراكش، حاملا فكرة جديدة في مجال الاستثمار، لم تكن موجودة من قبل في المغرب الفريق المشرف على 'ريد سان' مراكش من جنسيات مختلفة (خاص) يتعلق الأمر بإنشاء أول مطعم تضامني بالبلد، هدفه استقبال وخدمة زبناء من الطبقة المتوسطة والغنية، من أجل تخصيص قسط من الأرباح لمساعدة الجمعيات، التي تهتم بالمعوزين ومرضى السرطان وذوي الاحتياجات الخاصة. ورغم أن بوشحاح وشريكته الصينية "هو جي تاو" فتحا مشروعهما Red Sun، في ظروف صعبة، تزامنت مع التفجير الإرهابي الذي ضرب مقهى أركانة بمدينة مراكش، وتأثير ذلك على النشاط السياحي، إلا أن المطعم يستقبل حاليا، ما بين 40 و50 زبونا يوميا، نتج عنه تخصيص 50 ألف درهم، كجزء من الأرباح، لجمعية تعنى بالأطفال المتخلى عنهم، تسلمت شيكها "شُميشة"، مقدمة برنامج "شهيوات"، وعضو الجمعية المذكورة. وقال صاحب المشروع، المختص في تحضير وتقديم المؤكولات المغربية والأسيوية الراقية، إن سلسلة مطاعم "ريد سان" في هولندا سخرت، في ظرف 5 سنوات، أزيد من 15 مليون درهم، لمساعدة جمعيات إنسانية في مجموعة من الدول، بينها الهند والمغرب وهولندا، ويبقى أكبر ريع مُحصل عليه في حفل تضامني، ذلك الذي أقيم بأمستردام في دجنبر 2010، حيث جمع الأثرياء المدعوون ما مجموعه 518 ألف أورو، خُصصت لجمعية بالهند تعنى بمحاربة العنف ضد الأطفال. ورغم حادث أركانة الأليم، إلا أن افتتاح المطعم المذكور مر في أجواء سعيدة، وحضره 50 من أغنى أثرياء هولندا، وصلوا إلى المنطقة السياحية أكدال، بمراكش، عبر طائرة خاصة، إلى جانب وزير الجالية المغربية في الخارج، محمد عامر ، وسفراء كل من هولندا والصين، ومشاهير من عالم الفن والتلفزيون والرياضة. وأكد عبد الحفيظ بوشحاح، خلال حفل الافتتاح، أن مشروعه كلف 26 مليون درهم، ويوفر حاليا فرصة عمل ل 70 شابا وشابة، موضحا أن المطعم يمكنه تشغيل 120 شخصا في المستقبل القريب، سيما أن الطاقة الاستيعابية للمشروع تفوق 350 زبونا. ويختص المطعم، في الوقت الحالي، في تقديم وجبات العشاء فقط، تتخللها أنشطة موسيقية وألعاب بهلوانية تستمر إلى غاية ساعات متأخرة من الليل. وكشف عبد الحفيظ، في تصريحات ل"المغربية"، أنه لم يواجه مشاكل كبيرة خلال انجاز مشروعه بمراكش، خصوصا في ما يتعلق بالإجراءات الإدارية، التي غالبا ما كانت محط انتقاذ المستثمرين، ودعا باقي المغاربة المقيمين بأوروبا إلى أن يفعلوا مثله، لأن الحكومة، حسب قوله، تريد جذب المزيد من المستثمرين من أبناء الوطن المقيمين بالخارج. وحول فكرة تخصيص قدر من أرباحه إلى العمل الإنساني، قال بوشحاح "المال وسيلة في الحياة، وليس هدفا في حد ذاته، وقرار الاستثمار في أي مجال إذا لم يصدر من القلب، فإن مصيره سيكون الفشل بالتأكيد. .".