في إطار أنشطتها الثقافية ولقاءاتها الفكرية المنتظمة، تنظم جمعية الفكر التشكيلي، بتعاون وتنسيق مع مديرية الفنون بوزارة الثقافة اليوم الخميس 20 أكتوبر 2011 ، بالرواق الوطني "باب الرواح" المنتدى الثاني للقصة المغربية والتشكيل. الباحث محمد أيت حنا (خاص) ويتميز المنتدى بتنظيم عرض بعنوان "القصة المغربية والتشكيل"، سيقدمه عضو الجمعية، الباحث محمد أيت حنا، الذي وصفه الكاتب محمد الشيكر ب"الشاعر والقاص والأستاذ المبرز والمكون التربوي بالمركز التربوي الجهوي بالدارالبيضاء، والباحث المقتدر والشاعر اللماح، الذي يتخفى في لبوس قصاص متمرس يقظ، يقتنص طرائد السرد في أعالي التجربة التأملية ويراودها في تخوم اللوغوس المجنحة، ويعبر برشاقة بين النصوص والأنساق اللّغوية". ويهدف المنتدى، حسب بلاغ لجمعية الفكر التشكيلي، التي يرأسها الفنان التشكيلي، محمد المنصوري الإدريسي، إلى تجسير العلاقة بين الفن والمجتمع والمبدع والفضاء العمومي. وبما أن العروض التشكيلية، التي تتجه إلى المتلقي العمومي يضيف البلاغ، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه، لا تصاحبها في الغالب نقاشات مفتوحة تستكشف عوالمها الدلالية وتسائل تجاربها الجمالية وأساليبها وتقنياتها وتعبيراتها. وبما أن الانشغال بالسؤال الجمالي عموما وبالمنجز التشكيلي خصوصا، يكاد يتحول إلى نوع من الترف الفكري، الذي لا ينفتح على المتلقي العمومي، يعمل المنتدى على تنظيم حلقات ثقافية تأخذ صورة لقاءات مفتوحة تصاحب العروض التشكيلية وتغني النقاش حول الإبداع الفني في المشهد الجمالي الوطني وتسعى إلى ربط الصلات بين المبدعين والنقاد وعموم المتلقين بما يخدم الثقافة الجمالية تحديدا. وبخصوص محور المنتدى "القصة المغربية والتشكيل" أفاد المنظمون في الأرضية الثقافية للمنتدى، أن الحديث عن علاقة التشكيل بأي ميدان من الميادين الأخرى أو قطاع من القطاعات المفترض تقاطعها معه، يضعنا بالمغرب في وضعية بدئية. فلا أحد يستطيع إنكار التطور الذي ما فتئ التشكيل المغربي ينخرط فيه، غير أنّه تطور معزول عن كل السياقات الضرورية لاستكمال الوعي التشكيلي والحس الجمالي. فالتطور التشكيلي في المغرب تطور قطاعي، منكفئ على ذاته، لا يتطور إلا داخل حدود الدوائر الضيقّة للتشكيل بحصر المعنى، ولا يجاهد لفتح منافذ الإحالة بينه وبين الأشكال التعبيرية الأخرى، أو مد جسور التواصل مع متلقٍ ما انفك يزداد ابتعادا عن حدود التعبير الفني، ولا يتلاقح مع النقد التشكيلي والجمالي الضروري لكل ثقافة بصرية. وإذا كان كل أثر فني ينطوي، كما يقول ميشال هار، على قدر من الغرابة، فإن غرابة الأثر الفني المغربي غرابة مزدوجة، غرابته الأصلية التي يحملها شأنه شأن أي أثر فني، وغرابة مضافة يسببها انعدام الطرق الضامنة للإحالة المتبادلة مع غيره من القطاعات (الأشكال التعبيرية الأخرى)، خصوصا القصة التي هي موضوع المنتدى. فالقصة، حسب المنظمين، هي النموذج الذي يفرض نفسه أكثر من أي نموذج آخر وبشكل أكثر إلحاحا من أي وقت مضى لدواعي عديدة منها أن القصة هي الجنس الأدبي الأكثر قابلية للتلاقح مع باقي أشكال التعبير، فهي لا تكتفي باستلهام المضامين والأفكار، وإنما تبتكر تقنياتها اعتمادا على تقنيات التعبير الأخرى، ففي القصة يحضر التشكيل كتعبير لوني وإدراك بصري أكثر منه كمضامين وأسئلة فنية، كما أن التطور المهم الذي صار يسم القصة المغربية اليوم كما وكيفا، حتى غدت القبلة المفضلة لأغلب الكتاب الشباب، بحيث يستلزم مقاربة أي قطاع آخر على ضوء القطاع الأدبي الالتفات إليها.