أكد رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، أمس الخميس، أنه لا صحة للأنباء، التي ترددت عن اعتقال المعتصم، نجل العقيد الليبي الهارب معمر القذافي. وكانت وكالة "رويترز" للأنباء، نقلت، عن مصادر في المجلس الانتقالي، قولها إنه جرى نقل معتصم إلى بنغازي، حيث يخضع للتحقيق، مضيفة أنه اعتقل، عندما كان يحاول الهرب بسيارة مع إحدى عائلات سرت. وكانت مصادر في المجلس الانتقالي قالت ل "رويترز"، في وقت سابق، إن معتصم، الذي كان يشغل منصب مستشار الأمن القومي في نظام العقيد القذافي، اعتقل، الثلاثاء الماضي. وسمعت أصوات إطلاق نار كثيف في العاصمة طرابلس، مساء أول الأربعاء، احتفالا بإلقاء القبض على معتصم. وقالت مصادر عسكرية ليبية إنه نقل إلى معسكر بواطنه في بنغازي، وإن حالته الصحية جيدة ولو أنه يعاني الإرهاق. وقال مسؤول آخر في المجلس الانتقالي ل "رويترز" إن معتصم قد حلق شعره الكثيف في محاولة للتمويه. وتقول قوات المجلس إنها تسيطر الآن على معظم بلدة سرت، بعد قتال عنيف خاضته ضد القوات الموالية للقذافي. ولو صح الخبر، سيكون المعتصم أول أولاد القذافي يقع في قبضة قوات المجلس الانتقالي. أما القذافي نفسه وولده سيف الإسلام، فيعتقد أنهما موجودان في الصحراء الليبية الجنوبية، بينما هربت ابنته عائشة وولداه هنيبعل ومحمد وزوجة القذافي، صفية إلى الجزائر، في غشت الماضي، بينما هرب الساعدي القذافي إلى النيجر. وكان مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الانتقالي، عبر عن تفاؤله، أول أمس الأربعاء، بأن المجلس سيتمكن قريبا من إعلان النصر النهائي على نظام القذافي. وقال عبد الجليل، في مؤتمر صحفي مشترك عقده في بنغازي مع رئيس الوزراء التونسي، الباجي قايد السبسي، "آمل أن نتمكن من أن نعلن عن تحرير البلاد في غضون أقل من أسبوع واحد، بعد أن نحرر سرت". وأضاف أنه "في غضون أقل من شهر، سنشكل حكومة انتقالية سيلعب الشباب والنسوة أدوارا فيها". وكان المجلس الانتقالي قال إن الاستيلاء على سرت يعتبر خطوة مهمة ستمكن المجلس من إدارة البلاد بأكملها، لأنها ستضمن سيطرته على كافة الموانئ الليبية. وبشأن تأمين الحدود، أكد عبد الجليل أن ليبيا وتونس تعملان معا لتحسين الرقابة على حدودهما المشتركة، مضيفا أن الجهود المشتركة هي لتوفير الأمن للجانبين على الحدود، وأن وزيري الدفاع والداخلية من البلدين، شاركوا في الاجتماع، وأنهم سيتعاونون معا لوضع رقابة أفضل على الحدود. من جانبه، أوضح قائد السبسي أن "أمن ليبيا هو أمن تونس ولحد الساعة الأمور الأمنية على أحسن ما يرام". وكانت الأممالمتحدة رأت في انتشار الأسلحة في ليبيا مبعثا لقلق كبير، وقالت إن حكام ليبيا الجدد في حاجة إلى تشكيل شرطة وجيش مناسبين ليحلا محل مئات الميليشيات المشكلة أساسا من متطوعين. ووصفت النيجر، الجارة الجنوبية لليبيا، خطر تهريب الأسلحة عبر الحدود بأنه متفجر، في حين قالت الجزائر إنها قلقة من أن يتمكن متشددون من القاعدة من استغلال الفوضى في ليبيا للحصول على أسلحة. ويخشى جيران ليبيا ألا يتمكن المجلس الانتقالي من تأمين الأسلحة، التي خلفها النظام القديم حال بسط سيطرتهم على كامل أراضي البلاد. سياسيا، أعلنت وزارة الخارجية الكرواتية، أول أمس الأربعاء، أن كرواتيا أعادت فتح سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس، بعد ستة أشهر على إغلاقها لأسباب أمنية. وقالت الوزارة إن القائم بالأعمال، فويكو سينكر، سيتولى في الوقت الراهن إدارة شؤون السفارة، حتى وصول سفير كرواتي جديد إلى ليبيا. وكانت كرواتيا، التي اعترفت، في غشت الماضي، بالمجلس الوطني الانتقالي بصفته السلطة الشرعية في ليبيا، أجلت قبل إقفال سفارتها في طرابلس، في أبريل الماضي، من ليبيا، 400 من رعاياها، الذين كان معظمهم يعمل لحساب 10 مؤسسات كرواتية متخصصة بالبني التحتية.