أكد الخبير اليوناني باناجيوتيس ثودوراكيديس، أول أمس الأربعاء، بنيويورك، أن المغرب بلد ضامن للسلم والأمن في منطقة الساحل والصحراء، بما في ذلك مكافحة الإرهاب. وقال ثودوراكيديس الجنرال المتقاعد بالجيش اليوناني والملاحظ السابق بالمينورسو، أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، إن "المغرب يعد ركيزة وضامنا للسلم والأمن الإقليمي، وأن جهوده جهود نموذجية" في هذا الباب. وشدد الخبير اليوناني في مداخلة حول ما يهدد الأمن بمنطقة الساحل، على أن المغرب يعتبر في هذه المنطقة "بلدا مستقرا ومعتدلا وعضوا مسؤولا وموثوقا به في المجتمع الدولي". وبخصوص تجربته داخل المينورسو، أشار هذا العسكري السابق، الحاصل على الدكتوراه في التحليل الجيو-استراتيجي، إلى وضعية الهشاشة التي يعيشها سكان مخيمات تندوف "المحتجزون منذ أكثر من جيل في ظروف عسيرة ومسدودة الآفاق". ووصف هؤلاء السكان بأنهم "سكان مغبونون"، و"ملوا من وعود البوليساريو"، وأنهم أصبحوا "بالخصوص قابلين" للتجنيد من قبل الجماعات المسلحة التي تنشط بقوة في المنطقة. ونبه ثودوراكيديس إلى أن شباب هذه المخيمات "محرومون من حقوقهم الأساسية ويعيشون داخل نظام فاسد ويائسون من مستقبل أفضل"، معتبرا أن جميع هذه العوامل تثير القلق بشأن تطور الوضع في منطقة الساحل "التي تعج بالجماعات المسلحة والإرهابية"، والتي هي بصدد "التحول إلى أفغانستان جديدة". وأكد أن حلا سريعا لنزاع الصحراء أصبح أمرا ملحا، لأن غياب هذا الحل "يمثل عائقا أمام تعاون وطيد ضد الإرهاب في منطقة الساحل". وذكر الخبير اليوناني، في هذا الشأن، بوجاهة مبادرة الحكم الذاتي "الشجاعة" التي تقدم بها المغرب، والتي اعتبرها مجلس الأمن بالأمم المتحدة مبادرة "جدية وذات مصداقية". ودعا كذلك المجتمع الدولي إلى "الاهتمام بالدور المحوري للمغرب في استتباب الأمن والاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء"، بالنظر إلى أن المملكة يمكن أن تكون "فاعلا أساسيا" في تعزيز التعاون الإقليمي. من جانبه، أبرز الأستاذ شوجي ماتسوموطو من جامعة سابورو غاكوين (اليابان) الدور الذي قامت به بعض الجماعات في زعزعة الاستقرار منذ بداية الربيع العربي. وقال إن هذا الربيع كشف بشكل واضح أن عدم الاستقرار ينجم عن "مشاركة مجموعات مسلحة ومرتزقة في بعض النزاعات كالنزاع الليبي"، لأن "بعض الجماعات لا يمكنها العيش والاستمرار إلا في أجواء الغموض والتوتر وعدم الاستقرار"، مستدلا على ذلك بالدعم الذي قدمته البوليساريو لنظام معمر القذافي.