تعب فريق الوداد البيضاوي، أول أمس السبت بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، كثيرا قبل أن يحرز هدفا وحيدا في مرمى ضيفه إنييمبا النيجيري (الصديق) في ذهاب نصف نهائي دوري عصبة أبطال إفريقيا، وتحديدا على بعد ثوان معدودة من الصافرة النهائية. وأنقذ البنيني باسكال أنجان، الذي دخل خلال الشوط الثاني بديلا لعبد الرحمان المساسي، فريق الوداد بضربة رأسية، بعد تمريرة من ياسين لكحل، من ضربة ثابتة، ونجح في هزم الحارس بول غودوين، الذي أجمع الكل على أنه كان سيد المباراة دون منازع. وبعيدا عن أجواء الصراع على أرضية الملعب، استعان فريق الوداد، الذي كان مساندا بحوالي 40 ألف متفرج، بقنينة من "البول" جرى سكبها على جنبات مرمى الفريق النيجيري، قبل انطلاق الشوط الثاني، رغبة في إبطال مفعول السحر، اعتقادا بأن الكرة رفضت دخول الشباك لوجود قوة خارقة وقفت في وجه لاعبي الفريق الأحمر. واعتمد لاعبو فريق إنييمبا منذ انطلاق المباراة على إمكانياتهم البدنية، ورفضوا المغامرة في الهجوم، مكتفين بتحصين خط الدفاع، وبذل أقل مجهود لامتصاص اندفاع الوداديين، الذين كانوا أكثر سيطرة على الكرة، لكن دون فعالية على صعيد الهجوم. وكان الثنائي مراد لمسن وفابريس أونداما، أول ضحايا الاندفاع البدني للنيجيريين، علما أن الطاقم الطبي للوداد تدخل أكثر من مرة لإسعاف اللاعبين، والأمر نفسه بالنسبة لطاقم الفريق النيجيري، علما أن لاعبي إنييمبا حاولوا مرات عدة امتصاص اندفاع الوداديين من خلال التظاهر بالإصابات، وربح الوقت، وهي حيلة لم ينتبه إليها طاقم التحكيم طيلة المباراة، بدليل أنه لم يوجه أي بطاقة مجانية للضيوف بهذا الشأن. وتوالت محاولات فريق الوداد، الذي دخل المباراة محروما من خدمات لاعب وسط ميدانه، سعيد عبد الفتاح، الموقوف، وكانت أبرزها في الدقيقتين 18 و20، خصوصا من ضربة حرة على مشارف مربع العمليات، تولى تنفيذها عبد الرحمان المساسي، الذي دخل لأول مرة رسميا في مباريات دوري الأبطال، إلا أن محاولته مرت فوق المرمى. وجاء أول رد قوي لفريق إنييمبا في الدقيقة 26، حين سدد المهاجم إيفانيي كرة مرت بمحاذاة مرمى لمياغري، وقبل هذه المحاولة بدقيقتين، قام مدرب إنييمبا بإجراء تغيير اضطراري، مخافة تلقي عميد الفريق ورقة صفراء ثانية، بعد إنذاره الأول إثر تدخله القوي في حق المدافع عبد الرحيم بنكجان. خلال الشوط الثاني، وبعد مرور حوالي عشر دقائق، أقدم المدرب ميشيل دوكاستيل على إشراك كل من يوسف القديوي، وباسكال أنجان، وياسين لكحل، مكان ياجور ولمساسي وسكوما، بهدف ضخ دماء جديدة في صفوف الفريق، خاصة مع استعصاء بلوغ الكرة مرمى الضيوف. و في أول محاولة، كاد باسكال أن يحقق الهدف في الدقيقة 73، إلا أن الدفاع النيجيري كان يقظا، وأبعد الخطر. وفي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع أن المباراة ستنتهي بالتعادل السلبي، نجح باسكال في فك "طلاسيم" إنييمبا، وأحرز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 89، وهي نتيجة رغم أنها صغيرة، فإنها تمنح الأفضلية لفريق الوداد قبل خوض الإياب في نيجيريا، بعد أسبوعين.