عادت الحياة، أمس الأربعاء، إلى مختلف أحياء مدينة الداخلة، بعد أن فرضت القوات العمومية الأمن، عقب المواجهات العنيفة، التي اندلعت، إثر انتهاء مباراة لكرة القدم، جمعت، الأحد المنصرم، بين فريقي شباب المحمدية ومولودية الداخلة، وأسفرت عن مقتل 8 أشخاص، وجرح 50 آخرين. وقال مصدر مطلع، ل"المغربية"، إن عناصر الدرك الملكي أطلقت حملة بحث مكثفة في ضواحي المدينة لإيقاف المشتبه بهم، في حين، حجزت سيارات رباعية الدفع استعملت في أحداث الشغب. وأبرز المصدر أنه جرى إيقاف 8 أشخاص، إلى جانب الاستماع إلى عدد من المشتبه بهم قبل إطلاق سراحهم، موضحا أن البحث يتركز حاليا حول 8 من مشجعي فريق شباب المحمدية لكرة القدم. وأفاد المصدر ذاته أن غالبية المصابين، من أصل 50 شخصا أصيبوا بجروح في هذه الأحداث، غادروا المستشفى، بعد أن تلقوا الإسعافات الضرورية، مشيرا إلى أن حالتي وفاة سجلتا، أمس الثلاثاء، بعد تسجيل حادثي اصطدام سيارتين على بعد 10 كلم من الداخلة، قبل أن يلوذ سائقا سيارتين رباعتي الدفع بالفرار. وقالت مصادر محلية، ل "المغربية"، إن هذين الحادثين لا علاقة لهما بأعمال الشغب، التي عرفتها الداخلة، مبرزا أن قوات الجيش تطوق مداخل المدينة، تحسبا لمحاولات مشاغبين أو مهربين من ذوي السوابق التسلل إليها. من جهة أخرى، أكد وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، أمس الأربعاء، أن "الأوضاع في مدينة الداخلة هادئة، والسكان ينعمون بالأمن والطمأنينة، بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة". وقال الشرقاوي، في اجتماع للجنة الداخلية واللامركزية والبنيات الأساسية بمجلس النواب، يخصص لدراسة مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالأحزاب السياسية، إنه "بفضل المجهودات والعمل المهم للقوات العمومية، رجعت الأمور إلى نصابها، والأوضاع هادئة في مدينة الداخلة، والسكان ينعمون بالأمن والطمأنينة". وأضاف أن النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالعيون أمرت بفتح تحقيق لمعرفة ظروف وملابسات المتورطين في هذه الأعمال، مشيرا إلى أنه جرى، لحد الآن، اعتقال 8 أشخاص سيقدمون إلى المحكمة، في حين، ما زالت الأبحاث جارية لإيقاف باقي المتورطين الآخرين. وأوضح الشرقاوي أن المقابلة، التي انتهت بفوز الفريق الضيف، شهدت "بعض المناوشات، تطورت، بكيفية مؤسفة، إلى أحداث عنف بين المتفرجين ومشجعين ينتمون لأحياء سكنية مختلفة"، مضيفا أن المواجهات حدثت على مراحل، وفي نقط متفرقة، انطلقت بالتراشق بالحجارة بين الجانبين، بعد الخروج من الملعب. وأكد وزير الداخلية أن "قوات الأمن تدخلت لإرجاع الأمور إلى نصابها، غير أن المواجهات انطلقت في بعض الأحياء، وبأشكال أخرى، تمثلت، على الخصوص، في تجمهر أشخاص بنقط معينة، ونصبهم حواجز من الحجر، واستهدافهم للمواطنين والسيارات، بالحجارة وبالأسلحة البيضاء". وأشار إلى أن هذه الأحداث خلفت عددا من الخسائر في الأرواح والإصابات بجروح، وتخريب بعض الممتلكات. وأكد وفاة سبعة أشخاص، بينهم عنصران من أفراد القوات العمومية، مضيفا أن "ثلاثة أشخاص منهم فارقوا الحياة، بعد دهسهم، عمدا وعن سبق إصرار، بسيارات رباعية الدفع، كان على متنها بعض الأشخاص من ذوي السوابق القضائية، في حين، كان باقي الضحايا ضحية أعمال عنف بالغ". وعن مستوى الخسائر المادية، قال الشرقاوي إنه جرى إضرام النار في ثماني سيارات، وبعض المؤسسات البنكية والتجارية الخاصة، التي تعرضت لأعمال سرقة.