أفاد الدكتور محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ، في تصريح ل"المغربية"، بمناسبة احتفال دول العالم، يوم 22 شتنبر الجاري، باليوم العالمي يوم دون سيارة، أن هذه المبادرة تعتبر بادرة تحسيسية مهمة جدا وذلك للتخفيف من التلوث الهوائي المنبعث من عوادم السيارات، في الليل والنهار، بالمدن والقرى، لاعتبارات عدة، منها أن الإنسان أصبح الآن مرتبطا بهذه الآلة، التي لها محاسن كثيرة، ضمنها أنها تساعده في تنقله وفي قضاء مآربه، كما أن لها مساوئ، لأنها تحتل المجال، وتعمل على تخريبه وتدميره، خصوصا عندما تتآكل وتصبح عالة على الوسط والبيئة". وشدد قروق على أن "وسائل النقل عبر العالم تستهلك 23 في المائة من الغازات الدافئة على الصعيد الدولي، وهذا شيء مهول جدا يجب التقليل منه، سيما أن العالم منذ مدة، يعيش تغيرات مناخية، ووضعا مناخيا غير ملائم، في حياتنا العامة"، مضيفا أنه على هذا الأساس هناك حركية اليوم، على الصعيد العالمي للتحسيس بهذا الوباء، الذي أصبح يحتل مكانة أساسية في حياتنا اليومية، إذ لا يمكننا التخلص منه بسهولة". كما اعتبر قروق أن اليوم العالمي دون سيارات يُعد مناسبة للتشجيع على استعمال وسائل نقل أخرى أقل دمارا، كالمشي على الأقدام، أو استعمال الدراجات الهوائية، أو وسائل النقل العمومي، الذي يعتبر أداة أساسية للتنقل، وفي هذا الصدد، ذكر أن المغرب، خلال السنوات الأخيرة، دخل ورشا كبيرا لتطوير وتحسين وسائل النقل العمومي، من خلال مشروع الترامواي، الذي هو عبارة عن ثورة ثقافية في تعاملنا مع وسيلة النقل ومع التنقل في المجال"، مضيفا أنه "من الناحية الثقافية، يجب إعادة التفكير في عملية النقل والتنقل، لأن الإنسان يسكن في مكان، ويعمل في مكان آخر، ويقضي مآربه في أماكن أخرى، وأهم ما يجب التفكير فيه هو عملية جمع هذه المصالح، بكاملها، في مجال محدود، لكي نقلل من عمليات التنقل الكثيرة". للتذكير، فإن دول العالم في 22 شتنبر من كل سنة، باليوم العالمي دون سيارة، وهي مناسبة يتخلى فيها السكان عن ركوب السيارات، وتعمد هذه الدول إلى غلق بعض الطرقات، ما يجبر مواطنيها على السير على الأقدام، أو استخدام وسائل النقل العمومية، أو ركوب الدارجات الهوائية، التي تنتشر في الدول الأوروبية، خاصة الاسكندنافية. الاحتفال بهذه المناسبة، فرصة لتذكير العالم بأن الإنسان يمكنه التخلي عن استعمال السيارات الباعثة للغازات السامة، والأدخنة.