استعرض المغرب , أمس الخميس بنيويورك , تجربته في مجال محاربة الإرهاب , وذلك خلال إطلاق " المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب " الذي يهدف الى تنظيم الجهود من أجل محاربة الإرهاب الدولي بشكل ملموس. ويعد المنتدى, الذي ينعقد على هامش الدورة ال' 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة, "هيئة متعددة الأطراف وغير رسمية لمكافحة الإرهاب", ويتوخى " تمكين صناع القرار وخبراء الشركاء الرئيسيين والدول الكبرى في مختلف مناطق العالم, من أرضية لتقاسم التجارب والاستراتيجيات وتعزيز القدرات" . وقال وزيرالشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري, خلال كلمة ألقاها بمناسبة انطلاق المنتدى تحت الرئاسة المشتركة لكل من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون, ووزير الشؤون الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو" إنه في هذا الإطار, يتعين على المملكة , التي كانت نفسها هدفا لعمليات متطرفة عنيفة , أن تقدم مساهمتها على المستوى الدولي". وأبرز السيد الفهري "إننا لا نعرض مساهمتنا عبر مسلك القمع , ولكن عبر الإصلاحات التي أدرجناها على مستوى التربية , والحقل الديني , والحملات التحسيسية", مشددا على أهمية دور المجتمع في هذا الشأن لكونه " هو من يدافع عن نفسه ضد هذه الظاهرة المدمرة " . كما أشار رئيس الديبلوماسية المغربية إلى أن المغرب سينظم , في هذا السياق , ندوات جهوية تتطرق إلى مواضيع تهم , على الخصوص , دور وسائل الإعلام في محاربة التطرف , ودور القضاة والعدالة في محاربة الإرهاب , والمعتقلات والتطرف. وأكد السيد الفاسي الفهري أن المغرب , ومن منطلق موقعه الجغرافي , تمت الاستجابة إلى مساهمته في هذا المجهود الجماعي الدولي لأنه , يوضح المسؤول نفسه , " لا أحد محصن من هذه الظاهرة". وفي كلمتها , خلال افتتاح هذا المنتدى , اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية أن" التعاون الدولي بات ضرورة ملحة" من أجل محاربة هذه الآفة لأن " كل البدان معرضة للإرهاب" وليس بوسع أي بلد محاربة الظاهرة بمفرده. وبالإضافة إلى المصادقة على الوثائق التأسيسية لهذا المنتدى, تهم المواضيع التي ستناقشها خمس مجموعات عمل, العدالة الجنائية ومكافحة التطرف العنيف, وكذا تعزيز القدرات في مناطق الساحل والقرن الإفريقي وجنوب آسيا. وتعتبر الخارجية الأمريكية أنه " يتعين على المجتمع الدولي توحيد صفوفها لمساعدة البلدان في جهودها لمكافحة الخطر الإرهابي". وقد تميزت الحصة الافتتاحية لهذه المبادرة الجديدة بعرض فيلم مرشح لنيل جوائز "الأوسكار" والذي يسرد حياة الناجين من الاعتداءات الإرهابية وأسر الضحايا. ويعتبر هذا الملتقى الأول , الذي ينعقد على مستوى وزراء الخارجية والذي ويعد المغرب أحد أعضائه المؤسسين, مبادرة يلتئم فيها ثلاثون أعضاء ( 29 دولة + الاتحاد الأوروبي ) , وهي مبادرة تنضاف إلى الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي في إطار الأممالمتحدة .