شهد المعبر الحدودي الوهمي لسبتةالمحتلة خلال اليومين الماضيين، حالة استنفار أمنية قصوى، حيث عمدت السلطات الإسبانية إلى استحضار كل الفرق الأمنية، بما فيها السرية، معززة بالكلاب وآليات الرصد، تحسبا لتسلل إرهابيين مشتبه بهم. وتضاربت الأخبار، أمس الأربعاء، حول اعتقال السلطات الأمنية بمطار ابن بطوطة الدولي بطنجة، خلال اليومين الماضيين، لمغربي يدعى (ف.خ) متزوج ويتحدر من حي السويقة، يقيم بإسبانيا منذ سبع سنوات، على صلة بخلية إرهابية تنشط ما بين المغرب وإسبانيا. وأفادت مصادر مطلعة أن المتهم كان اتصل بعائلته وأخبرها أنه سيمتطي طائرة ستقله من مطار باراخاس بمدريد إلى مطار ابن بطوطة، الأمر الذي، حسب المصادر نفسها، أكدته والدته، التي لم تستشعر أي خطر يتهدده لحظة اتصاله بها هاتفيا من إسبانيا. وبعد طول انتظار تبين للعائلة من خلال اتصالات أجرتها بجهة بالمطار المذكور، أن ابنها اعتقل. وتضيف المصادر ذاتها، نقلا عن العائلة، أن المتهم لم تظهر عليه قط أي مؤشرات للتطرف الديني أو تغير في شخصيته. وفيما ربطت مصادر أمنية مغربية بين الوضع بباب سبتة وزيارة وفد من البرلمان الأوروبي للمدينة المحتلة، الذي تسلم مذكرة رسمية من الحكومة المحلية، صادقت عليها كل الفرق الممثلة في البرلمان المحلي، قالت مصادر إعلامية من المدينةالمحتلة، في اتصال هاتفي مع "المغربية" صباح أمس، إن "المصالح الأمنية بالمدينةالمحتلة اتخذت كامل احتياطاتها للتصدي لأي عمل إرهابي قد يتهددها، خاصة بعدما جرى إيقاف مغربي آخر منذ حوالي 20 يوما بالجزيرة الخضراء، كان متجها إلى سبتة، يدعى (ع.أ) يتحدر من الدارالبيضاء، متهم بالانتماء إلى خلية إرهابية". وحسب المصدر ذاته، فإن ما زاد من رفع درجة التأهب، هو دأب (ف.خ) على التنقل إلى تطوان عبر سبتة، إضافة إلى تردده على بعض أحياء المدينةالمحتلة، ناهيك عن الاستفسار الذي تلقته سلطات الأمن بالمدينةالمحتلة عن الشخصين اللذين جرى إيقافهما الأسبوع الماضي على متن قارب للهجرة غير الشرعية رفقة مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين. وسلم الأمن الإسباني جميع الموقوفين لنظيره المغربي بباب سبتة، وبعد تدقيق البحث مع هؤلاء المهاجرين السريين من طرف الأمن المغربي، تبين أن الشخصين المعنيين المتحدرين من طنجة، سبق لهما أن أدينا بتهمة الإرهاب بالمغرب سنة 2008.