اعتبرت الممثلة المغربية، زبيدة عاكف، مشاركتها في مسلسل "زينة الحياة"، بالمهمة في مسيرتها الفنية، كونها قدمت شخصية مختلفة عما قدمته في وقت سابق. تعرف الجمهور المغربي على زبيدة عاكف في العديد من الأعمال الدرامية، من بينها مسلسل "الفرقة" للمخرج محمد نصرات، إلى جانب لاعب كرة القدم السابق عزيز بودربالة، وفيلم "سر العرصة" لحسن غنجة، ومسلسل "الأبرياء" لمحمد عاطفي، الذي قدمت خلاله دور "نويشطة"، وهو الدور الذي تفاعل معه الجمهور. تعتبر عاكف أن الثقافة العامة من بين الصفات التي يتميز بها الفنان، مبرزة، في حوارها مع "المغربية"، أنه بالتكوين والتحصيل المستمر، سيتمكن الفنان والفن المغربي من تبوؤ مكانة مهمة. عاكف تتحدث، أيضا، عن تجاربها الفنية، وجديدها الفني، ونظرتها الحالية للفن المغربي. شاركت في أول "تيلينوفيلا" مغربية، التي حملت عنوان "زينة الحياة"، ما هي الإضافات التي قدمتها لمسارك الفني؟ بالنسبة إلى مشاركتي في مسلسل "زينة الحياة"، الذي يعد أول مسلسل مطول في المغرب، مهمة في مساري الفني، كونها تجربة غير مسبوقة في مجال الدراما المغربية، كما أنها تجربة جمعت بين عدد من كتاب السيناريو، و12 مخرجا، ما مكننا من الاستفادة من نظرات إخراجية مختلفة. كما أنني تمكنت، من خلال هذا المسلسل، من الاحتكاك بتجارب العديد من الفنانين المغاربة، من مختلف الأجيال، وباختلاف تراكمهم الفني. هل أنت راضية عن دورك في مسلسل "زينة الحياة"؟ بالنسبة إلى دوري في مسلسل "زينة الحياة" هو دور مهم ضمن سيناريو الأحداث، كما أنه تطلب مني جهدا كبيرا في التحضير إليه، لأنه يدور حول مجموعة من الحالات السيكولوجية التي تتأرجح بين الإحساس، والحرمان، والإهانة من قبل الزوج، كما تعيش حالة من الاكتئاب، وصدمات متتالية. وأحيانا كانت الدموع التي تتماشى مع طبيعة المشاهد دموعا حقيقية، لأنني كنت قدر المستطاع أعمل على التأقلم أكثر مع الشخصية. تنوعت ردود الأفعال عقب عرض المسلسل، هناك من وجه انتقادات واسعة إلى المسلسل، ما رأيك في ذلك؟ التجربة في حد ذاتها، إنجاز، لأنه عمل تطلب مجهودا كبيرا من قبل الفنانين والتقنيين والمنتجين، وبطبيعة الحال ليس هناك أي عمل متكامل، "لأن الكمال لله تعالى"، غير أنه يجب تشجيع التجربة، في انتظار أعمال مماثلة تغني الخزانة الدرامية العربية. بعيدا عن "زينة الحياة"، ماذا عن مشاركتك الدرامية المقبلة؟ تلقيت مجموعة من العروض لمسلسلات درامية، أثناء تصويري لمسلسل "زينة الحياة"، أو بعد الانتهاء من تصويره، لكنني فضلت التريث قليلا، لأن "زينة الحياة" تطلب مني مجهودا كبيرا، وبالتالي حتى أكون مستعدة للعمل الجديد. شاركت، أخيرا، ضيفة شرف في سلسلة "صالون شهرزاد"، تحت إدارة مخرج مصري، كيف ترين هذه التجربة؟ هي فكرة محمودة، لأنه التعامل مع مخرج أجنبي يمنحك طريقة أخرى في الاشتغال الدرامي أو السينمائي، كما أن المخرج المصري رمسيس أمير يتميز بأسلوب إخراجي خاص به، وهو ما جعل السلسلة تكون قريبة من المشاهدين في شهر رمضان. على ذكر شهر رمضان، ما رأيك في البرمجة التي قدمتها القنوات الوطنية للمشاهدين المغاربة؟ لا يمكنني الحكم على الأعمال الدرامية التي قدمتها القنوات الوطنية، خلال شهر رمضان، كوني أنتمي إلى المجال، لكن ما يمكن قوله هو إن الأعمال التي قدمت اختلفت من حيث المستوى، كما أنها فسحت المجال إلى وجوه جديدة، فضلا عن الكم الكبير للأعمال. وحسب ملاحظات الجمهور، وما قرأته في بعض الجرائد الوطنية، فإن هناك تفاوتا في الملاحظات الموجهة إلى هذه الأعمال. بعيدا عن الفن المغربي، شاركت، أخيرا، في مسلسل "بيوت من مكة" للمخرج حاتم علي، ما الذي أضافه هذا العمل إلى تجربتك الفنية؟ كانت مشاركة مهمة في مسيرتي الفنية، خاصة في التعامل مع مخرج عربي من حجم حاتم علي، كما أنني شاركت إلى جانب العديد من الوجوه الفنية العربية، من قبيل غسان مسعود، وعبد العزيز مخيون، فضلا عن مشاركة متميزة لعدد من الفنانين المغاربة، من قبيل محمد حسن الجندي، ومحمد مفتاح، وياسين أحجام، وهشام بهلول، وسهام أسيف، وفضيلة بن موسى. وجسدت، خلال هذا العمل، دور المرأة القوية التي ساهمت في التاريخ الإسلامي، وهو دور جديد أجسده للمرة الأولى. هل يمكن الحديث عن مقارنة بين السينما المغربية ونظيرتها العربية؟ بالنسبة إلي لا يمكن الحديث عن المقارنة بين السينما المغربية ونظيرتها العربية، إذ لا يجوز وضع مخطط للمقارنة في الوقت الحالي، لأن العديد من الدول العربية تخطت مرحلة البدايات، يجب الآن أن نتحدث عن صناعة سينمائية، بعد مرور أكثر من نصف قرن من الإنتاج السينمائي الوطني، ويجب أن نشرع في البحث عن صناعة سينمائية محلية في أفق وصولها إلى العالمية. ماذا عن جديدك الفني؟ أنا الآن في تداريب عمل مسرحي جديد بعنوان "للا زينة" مع المخرج والمنتج أحمد أومال، وهو العمل الذي يتمحور حول شخصية "زينة"، التي تجمع بين الطمع وحب الذات، والرغبة والنزوة، وهو العمل المنتظر أن نجوب من خلاله، قريبا، عددا من القرى والمدن المغربية. هل يمكن اعتبار هذا العمل عودة إلى "أب الفنون"؟ المسرح أعتبره مدرسة ومجالا للتعبير، وفرصة لاكتشاف مكامن الفن، كما أنه يمنح الفنان فرصة للتعبير أكثر، وخلاله يمكن أن يقدم الفنان مجموعة من الصور الفنية، والتعبيرات الجسدية والحركية. نحن مقبلون الآن على موسم المهرجانات السينمائية، كيف ترين مساهمة هذه التظاهرات في الترويج للحركة الفنية الوطنية؟ بكل تأكيد، المهرجانات تشكل مناسبة أمام مهنيي الإبداع الفني، إذ تشكل فرصة للقاء والتواصل وتبادل الأفكار الفنية. كما أن المهرجانات تساهم أيضا في الترويج للصورة الفنية، التي بات يزخر بها المغرب ضمن خريطة الدول العربية، وجعله مناسبة أيضا لتقديم مختلف الخدمات الفنية لفائدة السينمائيين الأجانب، من قبيل فضاءات التصوير، سواء الطبيعية أو العمرانية، وكذا التسهيلات الممنوحة في مجال الترخيص لتصوير الأعمال، واكتشاف الوجوه الفنية الوطنية، فضلا عن التعاقد مع عدد من المؤسسات التي تشتغل في الحقل السينمائي أو الدرامي الوطني. شاركت، أخيرا، بمدينة طنجة، في السباق التضامني الذي نظمته البطلة العالمية نزهة بيدوان، هذا يحيلنا إلى التساؤل حول مدى الحيز الزمني الذي تحتله الأعمال الاجتماعية في أجندة زبيدة عاكف؟ قبل أن أكون فنانة، فأنا إنسانة، والأعمال الاجتماعية تحتل مكانة مهمة في حياتي اليومية، وأسعى قدر المستطاع إلى المشاركة، كلما أتيحت لي الفرصة، في عمل خيري أو تضامني، لأنه من واجبي فعل ذلك. في سباق مدينة طنجة، رفقة البطلة العالمية نزهة بيدوان، كنت مدعوة رفقة زميلي الفنان كريم الدكالي، وخلاله طلب مني المشاركة رمزيا في هذا السباق، بهدف التشجيع على ممارسة الرياضة، وهو ما قمت به فعلا، وتنافست أيضا (تضحك)، ودخلت إلى خط النهاية، في المركز الثاني. أود فقط أن أشير إلى أنني مستعدة إلى المشاركة في أي عمل اجتماعي أو تضامني.