قالت لطيفة العابدة، الوزيرة المكلفة بالتعليم المدرسي، إن الدخول المدرسي الحالي لهذه السنة، يتميز بالشروع في تأليف كتب مدرسية جديدة خاصة بالسلك الابتدائي، واستكمال إرساء المقاربة بالكفايات، وتقوية تدريس العلوم والتكنولوجيات وتعزيز التوجيه نحو هذه الشعب، فضلا عن تعميم إرساء المراصد الجهوية للعنف بالوسط المدرسي، وتوسيع برنامج المدارس الإيكلوجية. وأضافت الوزيرة، في ندوة صحفية، عقدتها وزارة التربية الوطنية، صباح أمس الثلاثاء، بالرباط، لتقديم حصيلة البرنامج الاستعجالي 2009-2011، ومستجدات الدخول المدرسي 2011-2012، أن الموسم الدراسي الحالي سيعرف ربط وتجهيز أزيد من 4 آلاف مؤسسة تعليمية جديدة بشبكة الإنترنيت، في إطار برنامج "جيني"، وفتح خمس ثانويات التميز التأهيلية بنيابات القنيطرة، ومكناس، والداخلة، وسلا، وتازة. وبخصوص حصيلة البرنامج الاستعجالي، أكدت الوزيرة أن هذا البرنامج مكن من تحقيق نتائج إيجابية، تتمثل في تحسن مؤشر التمدرس لكل الفئات العمرية، وتراجع معدل الهدرس المدرسي. وزادت قائلة "هذا لا يعني أننا غافلون عن التحديات التي مازالت قائمة للنهوض بالمنظومة التعليمية، لكن نؤكد ضرورة استرجاع الثقة في قُدرات هذه المنظومة للاستجابة للانتظارات". وأشارت الوزيرة إلى ثلاثة محاور أساسية ارتكزت عليها الوزارة لربح الرهانات المتقبية من الإصلاح، تتعلق بمواصلة العمل على تطوير الإصلاح البيداغوجي، وتثمين الموارد البشرية، من خلال تكوينها وتحفيزها، وترسيخ ثقافة المسؤولية بالعمل على نموذج التقييم، سواء على صعيد المؤسسات أو الأشخاص. وخلال تقديمه لحصيلة البرنامج الاستعجالي 2009-2011، أبرز عبد الحق الحياني، مدير الاستراتيجية والإحصاء والتخطيط، أنه بفضل العمق الإصلاحي لهذا البرنامج أحدثت 499 مؤسسة تعليمية، ووسعت 4820 حجرة، وأحدثت 142 داخلية، فيما جرى تأهيل 4760 مؤسسة تعليمية بما يمثل نسبة 73 في المائة من عدد المؤسسات المقرر تأهيلها. وأوضح الحياني أن تفعيل تدابير البرنامج الاستعجالي، مكن من تأهيل 286 داخلية، وربط 2730 مؤسسة بشبكة الماء، و2481 بشبكة الكهرباء، وتأهيل المرافق الصحية ب 1730 مؤسسة. وأشار إلى أنه حصل تقدم ملموس على مستوى التحقيق الفعلي لإلزامية التعليم من 6 إلى 15 سنة، إذ سجل ارتفاع نوعي في نسب التمدرس بالتعليم الابتدائي (6-11 سنة)، الذي بلغ 97،50 في المائة، مقارنة مع سنة 2007-2008، إذ بلغ 91،4 في المائة، وتحسن مماثل في نسب التعليم الثانوي الإعدادي (12- 14سنة)، التي وصلت فيها النسبة إلى 79،1 في المائة. وأوضح مدير الاستراتيجية والإحصاء والتخطيط أن نسب الهدر المدرسي انخفضت بأسلاك التعليم الإلزامي من 13،4 في المائة إلى 10،8 في المائة بالإعدادي، ومن 5،4 في المائة إلى 3،1 في المائة بالابتدائي، فضلا عن التزايد الملاحظ في نسب النجاج بالسنة السادسة ابتدائي والسنة الثالثة إعدادي، بما يمثل على التوالي زيادة 7،5 نقاط و5،75 نقطة. وأبرز عبد الحق الحياني أن مجال تكافؤ الفرص حقق نتائج إيجابية جدا ساهمت في الحصول على تطور مهم في مؤشر المساواة بين الجنسين في مجال التمدرس (94 في المائة بالابتدائي، و81 في المائة بالإعدادي، و98 في المائة بالتأهيلي). وعلى مستوى تقوية الحكامة، أفاد الحياني، أنه أعدت آليات للتعاقد مع الأكاديميات الجهوية والنيابات الإقليمية، وتنظيم دورتين في السنة بالمجالس الإدارية للأكاديميات بدل دورة واحدة، ومأسسة الندوات الميزانياتية الجهوية المخصصة للمصادقة على مخططات العمل والميزانيات المرتبطة بها. وعلى مستوى تدبير الموارد البشرية، يضيف الحياني، مكن الحوار الاجتماعي القطاعي مع الشركاء الاجتماعيين من تحقيق نتائج مهمة، من تسوية الوضعية الإدارية لمجموعة من الأطر التعليمية والتربوية، ومراجعة المقتضيات الخاصة بالترقية الداخلية، وتحسين الظروف المادية لأطر الإدارة التربوية وهيئة التفتيش، بالإضافة إلى الشروع في تنفيذ البرنامج الوطني لإحداث وحدات سكنية لفائدة المدرسات والمدرسين العاملين بالوسط القروي، وتكثيف برامج التكوين المستمر للأطر التعليمية والتربوية، من خلال إنجاز 2,6 مليون يوم من التكوين المستمر. وفي مجال التعبئة والتواصل حول المدرسة، أفاد المسؤول ذاته، أنه وُضع ميثاق ينظم العلاقة بين جميع المؤسسات التعليمية وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، كما جرى التوقيع على أكثر من 1800 اتفاقية شراكة على المستوى المركزي والجهوي مع جمعيات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، وبعض المنظمات الأجنبية.