استطاعت الممثلة المغربية هدى الريحاني في فترة وجيزة أن تقدم أعمالا تلفزيونية وسينمائية ومسرحية مهمة ومن أبرز أعمالها "البرتقالة المرة" للمخرجة بشرى إيجورك، و"رحمة"، و"خيط الروح"، و"قصة حب" لحكيم نوري" و"وجها لوجه" لعبد القادر لقطع، و"فيها الملح والسكر ومبغاتش تموت"، لحكيم نوري، و"ذاكرة من طين" لمجدي الرشيش، وأخيرا "نهار تزاد طفا الضو" لمحمد الكغاط، كما شاركت في فيلمي "الانكسار" و"تمزق" لسعد الشرايبي، وتألقت في تنشيط البرنامج التلفزيوني "أجي تعاونو"، الذي لاقى نجاحا كبيرا، كما تألقت على خشبة المسرح في "حراز عويشة" مع مسرح تانسيفت بمراكش، و"حنة إيدينا" مع فرقة "طاكون". عن فيلمها الأخير "نهار تزاد طفا الضو"، الذي بدأ عرضه، أخيرا، في مختلف القاعات السينمائية المغربية، وعن مشاريعها الفنية المستقبلية، تتحدث هدى الريحاني في حوار صريح مع "المغربية". جسدت دورا كوميديا في فيلمك الأخير "نهار تزاد طفا الضو" بعد أن تألقت في العديد في من الأدوار الدرامية، لماذا هذا التحول؟ وهل تفضلين الأدوار الكوميدية أم الدرامية؟ أعتقد أن المسألة ليست اختيارية، إذ يجب على الممثل أن يجسد جميع الأدوار، التي تسند إليه، سواء كانت درامية أو كوميدية، وباعتباري كذلك، أي ممثلة، فإنني لا أرى مانعا من تجسيد أي دور، شرط أن يتوافق مع قناعاتي الفكرية، وأن يكون موضوع الفيلم والسيناريو في المستوى المطلوب. ما هي الأصداء التي تلقيتها حول الفيلم بعد أيام قليلة من عرضه؟ رغم أن الفيلم مازال في الأسبوع الأول من عرضه، إلا أن الأصداء تبشر بالخير، ورغم الإقبال المكثف على الفيلم، إلا أن هذا لا يعني أنه سيبقى بعيدا عن الانتقادات، التي أتمنى أن تكون موضوعية. عموما، من المنتظر أن يحقق الفيلم المزيد من الإقبال في الأسابيع المقبلة، لأنه يحمل موضوعا جديدا، كما أنه ينتمي إلى صنف الكوميديا النظيفة، التي لا تخدش الحياء، ما يجعله فيلما عائليا بامتياز. هل أنت راضية عن هذا العمل السينمائي الجديد ؟ صراحة، أحببت الفيلم كثيرا، لأنني كنت مقتنعة بموضوعه، كما أنني أحترم أداء جميع الممثلين الذين شاركوا فيه، خصوصا رشيد الوالي، كما أنوه بمجهودات المخرج الكغاط، الذي يسعى جاهدا إلى تقديم سينما مغربية جديدة وهادفة، ورغم ذلك يبقى الحكم في الأخير للجمهور، والنقاد الشرفاء. ما رأيك في السينما المغربية، مقارنة بنظيرتها المصرية والعربية على وجه الخصوص ؟ أنا سعيدة جدا بهذا التقدم الملحوظ، الذي حققته السينما المغربية، في الآونة الأخيرة، فكل الأرقام تؤكد أن السينما المغربية تطورت كما وكيفا، وأصبحت تنافس على الجوائز في مختلف المهرجانات، كما أصبحت تتصدر شباك القاعات الوطنية. ما هو الدور الذي تقوم به الفنانة هدى الريحاني في تقدم السينما المغربية؟ أساهم بقدر الإمكان في القيام بدوري الذي أجسده في أي فيلم بشكل جيد، فأنا فقط أداة من أدوات الصناعة السينمائية، التي يلعب المخرج والمنتج والتقنيون الدور الرئيسي فيها. ما هو الدور الذي تحلمين بتتجسيده في أعمالك المقبلة ؟ أتمنى أن أتلقى عروضا مختلفة كي يتسنى لي الاختيار، وإبراز مواهبي بطريقة صحيحة، كل الأدوار تستهويني، شرط أن تكون شخصياتها مبنية بناء فنيا متكاملا. شاركت في الفيلم الناجح "البرتقالة المرة" بدور البطولة، فما سر نجاحه في نظرك؟ بالفعل، حقق الفيلم نجاحا كبيرا، وأعتقد أن الفضل يعود إلى العمل الجماعي لأسرة الفيلم، إذ كان لكل واحد منا دور كبير في نجاحه. هل تعتبرين أن هذا الفيلم حقق لك النجاح الذي كنت ترغبين به؟ نعم أنا أعتبر هذا الفيلم من بين الأفلام التي حققت نجاحا كبيرا على مستوى المغرب، وأضافت إلى تجربتي الفنية الشيء الكثير. لاحظنا غيابك عن الشاشة الصغيرة في شهر رمضان، ترى ما هي الأسباب؟ لم أتلق أي عروض في شهر رمضان، كما لا أريد أن أربط عملي برمضان، فأنا مستعدة للعمل في أي وقت. مارأيك في برامج رمضان هذه السنة؟ كانت هناك أعمال ذات مستوى جيد، وأخرى دون المستوى، وأعتقد أن على المخرجين الاستعانة بممثلين متمرسين، أكثر من اهتمامهم بالديكور. كيف هي علاقتك بالجمهور، وكيف يمكن للممثل إن يحافظ عليها؟ أعتقد أن علاقتي مع الجمهور جيدة، لأنني أحرص على تقديم أعمال جادة تحترم شعوره، ولا تخدش حياء أي أحد، ورغم أنه من الصعوبة إرضاء الجهور المغربي، لأنه جمهور ذكي وحساس، إلا أنني أعتقد أن ذلك ممكنا من خلال احترامه وتقديره، وعدم الاستخفاف بمستواه الفني الراقي. ما هو جديدك الفني؟ بالإضافة إلى "نهار تزاد طفا الضو"، الذي يعرض حاليا بالقاعات السينمائية، مازلت أنتظر عرض ثلاثة أفلام أخرى جديدة، ويتعلق الأمر ب الأيادي الخشنة" لمحمد العسلي"، و"غدا عند الفجر" لجيلالي فرحاتي، و"ذاكرة من الصلصال" لمجيد الرشيش.