أعربت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، لطيفة أخرباش، أول أمس الثلاثاء، في بلغراد، عن ثقة المغرب في قوة حركة عدم الانحياز، وتعدد روافدها الفكرية، وقدرتها على التكيف مع متغيرات العالم. وأكدت أخرباش، في كلمة لها، خلال مؤتمر بلغراد، المنعقد بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لنشأة حركة عدم الانحياز، ضرورة تفعيل عمل حركة عدم الانحياز، وتجديد هياكلها وملاءمة أجندتها مع الأولويات الدولية، من خلال التموقع الإيجابي والفاعل إزاء أهم القضايا التي تشكل هذه الأولويات، و بالاعتماد على قاعدة فكرية متينة ومهيكلة، وبالتمسك بروح التوافق والتشاور الدائم داخل الحركة، مع الالتزام بمبادئها الجوهرية. وقالت أخرباش إنه حيال مختلف القضايا الشمولية، التي ما فتئت ترفع سقف التحديات المطلوب مواجهتها جماعيا، تجدد المملكة المغربية التأكيد على أهمية وفعالية العمل والتنسيق بين دول الحركة، في إطار تعزيز مختلف أشكال التعاون جنوب-جنوب، ومواصلة تفعيل برامج التعاون، ضمن الفضاءات البين إقليمية، والمنتديات القارية، إضافة إلى تكثيف التنسيق مع دول السبعة والسبعين زائد الصين، وتعزيز مكانة التعاون شمال-جنوب، من خلال شراكات مثمرة ومتعددة الأبعاد. واعتبرت أنه وحده هذا المنحى الفاعل والواقعي والعملي كفيل، ليس فقط بصيانة الرصيد التاريخي للحركة ورمزيتها القوية ومبادئها غير المتقادمة، بل كأحسن اختيار لتفعيل دورها وتجديد قدرتها على التكيف الإيجابي والتفاعل الناجع مع محيطها المركب ومع ظرفية دولية دائمة التغير، بما يضمن لها تحقيق حضور وازن ومؤثر في الأحداث الدولية. وشددت أخرباش على أن المضمون المستجد لعمل الحركة والمهمة المستقبلية لها هو أن تنحاز للديمقراطية كحق من حقوق الشعوب غير القابل للتسويف، وللتنمية كفرض دولي قوامه التضامن، ومنهجيته الحكامة والاستدامة، وللسلم والأمان كخيار عام. وفي معرض حديثها عن الأوضاع في منطقة شمال إفريقيا، قالت أخرباش إنه "في ساعة الحقيقة التي تعيشها هذه المنطقة، وفي زمن التوق للديمقراطية والكرامة، الذي تعيشه منطقة شمال إفريقيا والمغرب الكبير، يكون الخذلان الأكبر لحلم الشعوب هو التمادي في إذكاء النزاعات الإقليمية المفتعلة، وبث التفرقة ورعاية وتمويل الانفصالية والارتزاق". وأكدت في هذا الصدد أن "مغربا كبيرا موحدا ودون حدود مغلقة وفضاء مغاربيا مندمجا اقتصاديا لخدمة التنمية والاستقرار والرخاء ، يبقى للأسف انتظارا شعبيا مؤجلا لأسباب لا تفهمها ولا تقبلها المملكة المغربية". وبخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، أعربت أخرباش عن أسف المغرب من كون البعض "يرفض منطق الأممالمتحدة الذي ينصهر فيه المغرب ويلتزم به بكل نية حسنة، تطبيقا لقرارات مجلس الأمن، التي ما فتئت تدعو كل الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات جادة ومكثفة، للوصول إلى حل سياسي مع الالتزام بروح التوافق والواقعية". وأشارت في هذا السياق إلى أن هناك من يرفض، في تنكر صارخ لمقتضيات القانون الدولي الإنساني، تمكين المفوضية السامية للاجئين للأمم المتحدة من إحصاء وتسجيل المحتجزين في مخيمات تندوف الموجودة فوق التراب الجزائري، علما أن هذا الإحصاء هو الشرط الأولي والطريق الأنجع لتوفير الحماية الدولية لهم، ولضمان حقوقهم الإنسانية . أخرباش في زيارة عمل لكييف يومي 8 و 9 شتنبر الجاري الرباط (و م ع) - تقوم كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، لطيفة أخرباش، يومي 8 و9 شتنبر الجاري، بزيارة عمل لكييف، في إطار المشاورات السياسية بين المغرب وأوكرانيا. وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أن جدول أعمال هذه الدورة، التي ستترأسها أخرباش، إلى جانب نظيرها الأوكراني، يفغين ميكيتينكو، يتضمن تدارس آفاق التعاون الثنائي القطاعي، وتعميق الحوار السياسي بين البلدين، خاصة ما يتعلق بعلاقات المغرب بالاتحاد الأوروبي، والاتحاد من أجل المتوسط، والعديد من القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك. وأضاف المصدر ذاته، أن هذه الزيارة ستكون مناسبة بالنسبة لأخرباش لاستعراض أمام الوزراء والبرلمانيين الأوكرانيين، التطورات الأخيرة التي تشهدها القضية الوطنية، وكذا الإصلاحات الديمقراطية في المغرب.