اجتمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، مع نظيره البارزيلي، أنطونيو دي أغيار باتريوتا، أمس الاثنين بالرباط، في لقاء عمل، خصص للتباحث بشأن المواضيع المتعلقة بالتجارة والتعاون الثنائي فضلا عن مجموعة من القضايا الدولية، خاصة المتعلقة بالشرق الأوسط. وقال الفاسي الفهري، في ندوة صحفية، عقب الاجتماع، إن اللقاء كان فرصة لتعميق الحوار السياسي، وإعطاء دفعة جديدة في جميع المجالات الاقتصادية والتقنية والثقافية، كما كان فرصة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية والمتعددة الأطراف، بما في ذلك ما يجري في الساحة العربية والإفريقية. وأكد الوزير، بالمناسبة، أن العلاقات بين المغرب والبرازيل "مبنية على الثقة المتبادلة والشفافة، التي نمت بشكل كبير منذ زيارة جلالة الملك محمد السادس إلى البرازيل"، منوها بهذا التطور. وأضاف أن "المهم هو أن المغرب أعرب عن التزامه بتطوير العلاقات مع هذا البلد العظيم، مع الأخذ بالاعتبار الدور المتنامي والواضح للبرازيل على الساحة الدولية، لهذا ندافع عن استمرار وجود البرازيل في مجلس الأمن الموسع، ونهنئ انتخابه على رأس المنظمة العالمية للتغذية (فاو)". وأضاف الفهري" نُقدر ما تقوم به البرازيل في إفريقيا، وبصفتنا بلدا إفريقيا، ندعو إلى تطوير علاقاتنا مع بعضنا البعض من جنوب المحيط الأطلسي إلى جنوب أميركا"، مشيرا إلى أن الاجتماع عرف مناقشة الوضع في ليبيا وسوريا واليمن. من جهته، شكر وزير الشؤون الخارجية البرازيلي المغرب لدعمه لترشيح البرازيل لرئاسة منظمة "الفاو". وأعرب دي أغيار باتريوتا عن تعازيه لجلالة الملك محمد السادس في وفاة صاحبة السمو الملكي الأميرة للاعائشة، وهنأ جلالته، على الإصلاحات الدستورية التي أجريت في المغرب، الذي قال إنه "يعتبر صديقا للبرازيل وجارا متعدد الهويات، لأنه ينتمي إلى الدول العربية والإفرقية والمتوسطية". وأضاف دي أغيار باتريوتا " يسرنا أن يُعرف المغرب، كما نعرفه نحن، كدولة ديمقراطية متعددة الثقافات، وهذه خطوة مهمة إلى الأمام ستمكن المغرب من تعزيز علاقاته مع الديمقراطيات الأخرى، وسيكون له تأثير متزايد على القضايا الدولية". وأبرز الوزير البرازيلي أن الاجتماع عرف مناقشة المصالح التجارية الثنائية المتنوعة. وقال " نتطلع لاستعادة الروابط الجوية المباشرة بين الدارالبيضاء وساوبولو، التي ستزيد من تعزيز المبادلات الاقتصادية وتوثيق الاتصالات بين المسؤولين في المجالات الاقتصادية والسياسية للبلدين"، مشيرا إلى أن اللجنة المشتركة ستعقد لقاء مرتقبا بالبرازيل سيمكن من الوقوف عند هذه النقطة. وأضاف "نعطي أهمية كبيرة للتحليل المشترك مع المغرب بشأن ما يجري في الساحة الدولية، بما في ذلك الربيع العربي، وهو أمر أساسي بالنسبة للبرازيل، بوصفها عضوا في مجلس الأمن، يجب أن يكون له منظور عالمي متوازن حول الوضع في المنطقة".