ضاقت شوارع وأزقة عاصمة دكالة، بسكانها وبالزوار والسياح، الذين يترددون عليها، سيما خلال فصل الصيف، بعد أن باتت عبارة عن أسواق قروية، واكتسح الباعة المتجولون و"الفراشة" أرضيتها ليل–نهار جانب من 'الفراشة' بأحد شوارع الجديدة (خاص) وما واكب ذلك من احتلال صارخ للملك العمومي، وللأرصفة، وللشوارع (شارع بوشريط، وشارع الحنصالي، وساحة "البرانس" ...). وساهم الوضع بشكل مقلق في عرقلة حركة السير والجولان، إذ أصبح المرور عبر هذه الشوارع عصيا حتى على الدراجات النارية والهوائية. وأمام هذا الوضع المتأزم، تدخل بحزم معاد الجامعي، عامل صاحب الجلالة في إقليمالجديدة، شهر يوليوز الماضي، وحث السلطات المحلية، ممثلة في باشا المدينة، وقياد المقاطعات الحضرية الستة، على التصدي لظاهرة الباعة المتجولين و"الفراشة"، التي أساءت إلى جمالية وسكينة المدينة، وساهمت في تفشي تجليات الإجرام والانحلال الخلقي. وكانت "المغربية" أول من دق ناقوس الخطرعلى أعمدة صفحاتها، إذ جرت مواجهته عبر تدخل السلطة المحلية، المقيد بمقتضيات القانون، في بعض الحالات، بنشوب اصطدامات من قبل الطرف الآخر، الذي اعتاد، لمدة ناهزت أشهر، على الفوضى والتسيب. وعلمت "المغربية" أن الضابطة القضائية لدى أمن الجديدة، وضعت، الخميس الماضي، بتعليمات نيابية، بائعا متجولا تحت تدبير الحراسة النظرية، من أجل إهانة لجنة من السلطة المحلية والاعتداء اللفظي والتهديد في حق أعضائها، لحظة قيامهم بمهامهم المتجلية في تحرير الملك العمومي، والتصدي للباعة المتجولين و"الفراشة". وبلغ إلى علم "المغربية"، أيضا، أن قائد المقاطعة الحضرية الثالثة بعاصمة دكالة، كان، الخميس الماضي، على رأس لجنة مختلطة للسلطة المحلية، تقوم في إطار مهامها الاعتيادية، الموكلة لها منذ شهر يوليوز الماضي، بإخلاء الشارع العام من الباعة المتجولين و"الفراشة"، الذين كانوا يحتلون الطريق والأرصفة، ويتسببون في فوضى عارمة وعرقلة حركة السير والجولان. وفي حدود الساعة الرابعة عصرا من الخميس الماضي، تدخل القائد ومرافقوه لإبعاد بائع متجول على مقربة من ساحة "البرانس"، غير أن رد الأخير لم يكن متوقعا، حيث سارع إلى التهجم على رجل السلطة ومساعديه، بألفاظ نابية، وعبارات التهديد، وصدرت منه سلوكات وتصرفات، وصلت حد التهديد بالاعتداء الجسماني، ما حدا بالقائد إلى ربط الاتصال بمصالح الأمن الوطني، التي أوفدت دورية راكبة من شرطة الزي، عملت على إيقاف المشتبه به، وإحالته على مصلحة المداومة، التي كانت الدائرة الأمنية الرابعة تؤمن مهامها. وقامت الضابطة القضائية بإنجاز مسطرة تلبسية في الموضوع، ووضعت "المعتدي" تحت تدبير الحراسة النظرية، من أجل الأفعال المنسوبة إليه. واتصلت "المغربية" بأحد أعضاء اللجنة المختلطة، التي كانت مستهدفة بالاعتداء اللفظي والتهديد والإهانة أثناء مزاولة مهامها، وأفاد أن السلطة المحلية لا تدخر جهدا في التصدي للباعة المتجولين و"الفراشة"، الذين باتوا يحتلون الشارع العام والملك العمومي، ويعيقون حركة السير والجولان في المدينة. وحسب المصدر ذاته، فإن جل هؤلاء الباعة استغلوا "الظرفية"، وتدفقوا منذ حوالي 4 أشهر، بالعشرات من المدن والقرى الداخلية، وحلوا بأحياء هامشية وشعبية بالجديدة، حيث نجد حوالي 15 فردا يكترون المنزل الواحد. والخطير في الأمر، يضيف المصدر، أن بعضهم يقوم في المكان والحيز الفضائي الذي احتله، ويعرض فيه سلعته، باحتساء الخمر، وتدخين المخدرات، ناهيك عن سلوكات وتصرفات لا أخلاقية، تصدر متنهم، من قبيل التحرش الجنسي، والتلفظ بعبارات نابية، ونشوب صراعات مع المنافسين، ومنهم من لم يعد يفصله عن "تحفيظ" الشارع العام، إلا القيام ببعض "الإجراءات الإدارية والمسطرية" لدى المحافظة العقارية، في إشارة ساخرة لما أضحى عليه الوضع المتسيب والفوضوي، كما أن بعض "الراكتورات" أصبحوا متخصصين في تحديد أماكن البيع على الملك العمومي، ووضع حدود لها بالصباغة، وباتوا يكترونها بسومة تزيد عن 200 درهم لليوم الواحد.