كثفت الدول الغربية مطالبتها مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة عقدها، أول أمس الأربعاء، حول سوريا، بأخذ "إجراءات إضافية" ضد نظام بشار الأسد، بعد رفضه النداءات المتكررة والملحة لوقف قمعه الدموي للمتظاهرين المطالبين برحيله. العقوبات التي فرضت على النظام السوري لم تؤد إلى وقف حملة القمع (خاص) لكن الدعوة الغربية لم تلق آذانا صاغية لدى المندوب الروسي، الذي أكد أن العقوبات، التي فرضت على النظام السوري لم تؤد إلى وقف حملة القمع ، التي يشنها النظام ضد المحتجين، والتي أسفرت، حسب منظمات حقوقية عن مقتل نحو ألفي شخص غالبيتهم من المدنيين. وخلال عرضه أمام مجلس الأمن، في جلسة مغلقة، تقريرا عن تطورات الأحداث في سوريا، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، اوسكار فرنانديز تارانكو، إن عمليات القتل في سوريا لم تتوقف، بعد أسبوع من إصدار المجلس بيانا رئاسيا يدين حملة القمع ويدعو إلى وقفها "فورا". وأكد تارانكو أنه وبينما كان مسؤولون من الأممالمتحدة يلتقون دبلوماسيين سوريين كانت ترد تقارير عن وقوع مزيد من القتلى. ونقل عن المسؤول قوله إن 87 شخصا قتلوا في أعمال العنف، الثلاثاء الماضي وحده. وأضاف أن قوات الأمن السورية تقوم في بعض الأحيان بقطع الكهرباء عن بلدات مستهدفة في العمليات. وعرض أيضا لتقارير تتحدث عن تنفيذ عمليات إعدام ميدانية وحالات انشقاق في صفوف الجيش، بسبب رفض الجنود تنفيذ الأوامر المعطاة إليهم بإطلاق النار على المتظاهرين بقصد قتلهم، كما أفاد دبلوماسيون. وقال دبلوماسي إن الخلاصة الأساسية لتقرير تارانكو هي أن سوريا "لم تستجب" لدعوات المجلس لها بوقف العنف. ومن جهة أخرى، أفاد ناشطون حقوقيون أن القوات السورية اقتحمت بالدبابات، صباح أمس الخميس، مدينتي سراقب بمحافظة ادلب (شمال غرب) وقصير بمنطقة حمص (وسط). وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي إن "دبابات وناقلات جند مدرعة ترافقها حافلات كبيرة محملة بعناصر أمنية وعسكرية اقتحمت مدينة سراقب، صباح أمس الخميس". وأضاف أنه سمع أصوات إطلاق الرصاص "بشكل كثيف" في المدينة، التي تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح تطالب برحيل النظام. وأكد عبد الرحمن أن "الدبابات انتشرت في وسط المدينة"، حيث بدأت "الأجهزة الأمنية حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت أكثر من مائة شخص، حتى الآن، بينهم 35 طفلا". وتابع أن "قوات الجيش تقوم بتحطيم أبواب المحلات التجارية العائدة للنشطاء المتوارين، بحثا عنهم وقطعت الكهرباء عن المدينة"، التي تشهد تظاهرات يومية، بعد صلاة التراويح للمطالبة برحيل النظام، حسب الناشط نفسه. وفي حمص، أفاد ناشط حقوقي أن عشرات الدبابات اقتحمت مدينة قصير، التي تبعد 30 كلم جنوب غرب حمص (وسط). وأكد هذا الناشط قيام القوات الأمنية بحملة اعتقالات، وكذلك قطع جميع الاتصالات عن المدينة، التي هرب العديد من سكانها إلى البساتين المجاورة.