واصل الرئيس السوري بشار الأسد قصف مدينة دير الزور في شرق البلاد بالدبابات، صباح أول أمس الثلاثاء، لكن عزلته الدولية زادت بعدما أدانت دول عربية مجاورة حملة العنف التي يشنها واستدعت سفراءها من دمشق. حملة الأسد المستمرة على معارضيه واحدة من أشد الأحداث دموية في موجة الاضطرابات (أ ف ب) وأصبحت حملة الأسد المستمرة، منذ خمسة أشهر، على معارضيه، واحدة من أشد الأحداث دموية في موجة الاضطرابات، التي تجتاح العالم العربي هذا العام. وتفاقم العنف في الأيام السبعة الماضية، بعد أن أمر الأسد بشن هجوم بالدبابات على مدينتين. وتدخل العاهل السعودي الملك عبدالله وطالب بإنهاء إراقة الدماء، واستدعى سفير بلاده من دمشق. واستدعت الكويت والبحرين، أيضا، سفيريهما لدى سورياا. وصدر البيان السعودي بالتزامن مع دخول دبابات وجنود سوريين مدينة دير الزور في شرق البلاد، في تصعيد آخر لإخماد الانتفاضة ضد حكم أسرة الأسد، المستمر منذ 41 عاما. وقتل ستة مدنيين سوريين، أمس الثلاثاء، في ريف أدلب (شمال غرب) القريب من تركيا وحماة (شمال) ودير الزور (شرق)، خلال عمليات عسكرية للقوات السورية، حسب ناشيطين حقوقيين. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن والجيش السوري اقتحما بالدبابات، أمس الثلاثاء، بلدتي بنش وسرمين في ريف أدلب، ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى. وقال المرصد، في بيان تلقته وكالة فرانس برس، إن "عشرات الدبابات وناقلات الجند المدرعة اقتحمت، صباح أمس الثلاثاء، بلدات بنش وسرمين، وبدأ إطلاق نار كثيف فيهما سمع في القرى المجاورة". وأضاف أن "العمليات العسكرية والأمنية، التي تنفذها القوات السورية، منذ صباح أمس الثلاثاء، في مدينة بنش، أسفرت عن سقوط شهيدين وعدد من الجرحى جراح خمسة منهم حرجة". وأشار المرصد إلى أن تظاهرات حاشدة تجري في بلدة بنش، منذ بدء حركة الاحتجاجات. وفي بيان آخر، أفاد المرصد عن إطلاق نار كثيف في أحياء دير الزور (شرق)، حيث توفي شخصين متأثرين بجروحهما. وقال المرصد إن "بعد سماع أصوات إطلاق النار الكثيف في أحياء الحويقة والقصور والجبيلة، صباح أمس الثلاثاء، وصلت معلومات مؤكدة عن استشهاد شاب وسيدة متأثرين بجروح أصيبا بها". وأفاد أن "عمليات مداهمة واعتقالات تنفذ الآن في حي الحويقة، أسفرت حتى هذه اللحظة عن اعتقال 17 شخصا". وفي مدينة حماة، أحد مراكز الاحتجاجات، قتل مدنيان برصاص قوات الأمن، حسب ناشط حقوقي، طلب عدم كشف اسمه. وقال المحامي "انتشرت خمسون دبابة في محيط حلفايا وطيبة الإمام شمال حماة وقتل مدنيان". وينتظر وصول وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أول أمس الثلاثاء، إلى دمشق، حاملا رسالة شديدة اللهجة إلى السلطات السورية، تطالبهم بوقف القمع فورا بحق المحتجين. ودعا الناشطون السوريون على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" على موقع فايسبوك داود أوغلوأ إلى زيارة مسجد حي الميدان في دمشق للصلاة بعد الإفطار، من أجل أن يستمع إلى مطالب المحتجين. وتشهد سوريا، منذ منتصف مارس الماضي، موجة احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، أسفرت عن مقتل حوالي ألفي مدني واعتقال أكثر من 12 ألف ونزوح الآلاف، وفق منظمات لحقوق الإنسان.