خرجت دول خليجية عربية عن صمتها تجاه الحملة الدموية على الاحتجاجات الشعبية في سوريا واستدعت سفراءها في انتقاد واضح لتصرفات الرئيس بشار الاسد وهي خطوة من شأنها ان تعمق عزلته الدولية. ففي اقل من 24 ساعة حذت البحرين والكويت حذو السعودية باستدعاء سفيريهما من دمشق للتشاور.
وكانت السعودية سحبت سفيرها في وقت متأخر مساء الاحد.
وقال الملك عبد الله في بيان نادر تلي على قناة العربية ان الحملة العسكرية الضارية التي تشنها سوريا على المظاهرات المستمرة منذ خمسة اشهر للمطالبة بحريات سياسية "ليس من الدين ولا من القيم والاخلاق."
ووجه العاهل السعودي تحذيرا شديدا لسوريا بأن عليها ان تنفتح للتغيير. وقال انه يتعين على سوريا "ايقاف الة القتل واراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الاوان وطرح وتفعيل اصلاحات لا تغلفها الوعود بل يحققها الواقع."
وقال مايكل ستيفنس المحلل بمعهد رويال يونايتيد سيرفيسيز ومقره الدوحة "تحرك دول الخليج يساهم في عزل نظام الاسد في العالم العربي وبالتالي يشير الى تغير استراتيجي كبير في المنطقة .. من الدعم الضمني لافعال النظام السوري الى الادانة الصريحة."
ورغم انه من غير المرجح ان تؤدي التعليقات الخليجية الى التدخل في سوريا فانها مثلت اشد انتقاد عربي يوجه لاي دولة عربية منذ بدأت موجة الاحتجاجات تهز الشرق الاوسط في يناير كانون الثاني واطاحت برئيسي مصر وتونس.
وفي وقت سابق يوم الاثنين قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح للصحفيين في البرلمان ان الكويت استدعت سفيرها لدى سوريا مضيفا أن وزراء خارجية دول الخليج العربية سيجتمعون قريبا لمناقشة العنف غير المقبول تماما ضد المحتجين السوريين.
واضاف انه عندما يتجاوز عدد القتلى الابرياء الفين فان ذلك امر غير مقبول تماما.
وبعد ساعات انضمت البحرين الى موجة التنديد المتزايد بسوريا عندما اعلن وزير الخارجية الشيخ خالد ال خليفة استدعاء سفير بلاده من دمشق.
وخلافا للحرب الاهلية في ليبيا فان الحملة العسكرية السورية هي اعنف تطور للاضطرابات في العالم العربي هذا العام.
وتقول حكومة الاسد انها تقاتل مجرمين ومتطرفين مسلحين يهاجمون قواتها مما يدفعها الى الرد. ويقول نشطاء سوريون في مجال حقوق الانسان ان قوات الاسد تهاجم المحتجين السلميين.
لكن من غير المرجح ان يتبع الكلمات شديدة اللهجة التي وجهتها الدول الخليجية لسوريا اي عمل حاسم في هذا التوقيت. ويتوقع محللون الا تصل حكومات الخليج الى حد دعم التدخل في سوريا مثلما فعلت ضد ليبيا حيث أرسلت الامارات وقطر طائرات لدعم الضربات الجوية لحلف شمال الاطلسي.
وكررت الكويت موقف الجامعة العربية الخاص باستبعاد العمل العسكري ضد سوريا. واعلنت الجامعة انها ستستخدم الاقناع بدلا من "الاجراءات الجذرية" للضغط من اجل وقف اراقة الدماء في سوريا.
وبرغم غياب الرغبة للتحرك العسكري يقول ستيفنس ان السعودية تلعب دور "مغير قواعد اللعبة" في جعل دول الخليج تضغط على قائد عربي اخر لكي يتنحى وهو الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
وكانت قطر التي سعت الى قيادة الدبلوماسية العربية مع انتشار الاضطرابات اول دولة تستدعي سفيرها في سوريا في يوليو تموز.
(شارك في التغطية محمود حربي في الكويت ومحمود حبوش في دبي) من اريكا سولومون وايزابيل كوليز