تعهدت الولاياتالمتحدة "بمواصلة المهمة" في أفغانستان، رغم مقتل 30 جنديا أمريكيا في سقوط مروحية أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن إسقاطها. 'مواصلة المهمة أفضل طريقة لتكريم الضحايا' (خاص) وجاء التعهد، الذي قطعه وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، والتحية التي وجهها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بعد مقتل الجنود الأمريكيين، ومترجم وسبعة جنود أفغان خلال عملية ضد طالبان في وقت متأخر من الجمعة الماضي. ويعد هذا أسوأ هجوم تتعرض له القوات الأجنبية، منذ أن غزت القوات الأمريكية بمساعدة قوات دولية أفغانستان للإطاحة بنظام طالبان في 2001 في أعقاب هجمات 11 شتنبر على الولاياتالمتحدة. وذكرت صحيفة "نيفي تايمز" أن 17 من القتلى هم من قوات البحرية الخاصة العالية التدريب، التي توكل إليها أصعب المهمات. وقالت إن معظمهم من "السرب الذهبي" من مجموعة التطوير الحربية الخاصة في البحرية، التي يشار إليها في بعض الأحيان ب"الفريق السادس"، وتوازي "قوة الدلتا" في الجيش الأمريكي. وفي ماي، شن "الفريق السادس" غارة على مخبأ زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن في باكستان أدت إلى مقتله. إلا أن مصادر في إدارة أوباما ذكرت أن الجنود القتلى "لم يشاركوا" في الفريق الذي قتل بن لادن. وتتألف مجموعة التطوير الحربية الخاصة من أسراب هي "الأزرق" و"الذهبي" و"الأحمر" و"الفضي، إضافة إلى سرب الاستطلاعات الإستراتيجية، مثل "السرب الأسود"، حسب ما أفادت "نيفي تايمز"، التي أكدت أن "السرب الذهبي" بأكمله قتل في سقوط المروحية. وقال بانيتا، في بيان له، إن "شجاعتهم (الجنود) كانت مضرب المثل، وكذلك تصميمهم على جعل العالم مكانا أكثر أمانا لبلادهم ولمواطنيهم". وأضاف "سنكمل المشوار لننهي هذه المهمة، التي بذل من أجلها هؤلاء وجميع من خدموا وفقدوا حياتهم في أفغانستان أغلى التضحيات". ورفض البنتاغون التعليق على سبب تحطم المروحية، إلا أنه قال إنه فتح تحقيقا في الحادث. وحذر الأميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان الأمريكية، من التسرع في الاستنتاجات. وقال مولن، في بيان، إن "المعلومات ما زالت تأتي حول الحادث، وأعتقد أنه من المهم إتاحة المجال أمام المحققين للقيام بعملهم قبل التسرع في الاستنتاجات". وأضاف "نحتاج إلى أن نبقى ملتزمين بالمهمة. القتال مستمر". وأكد إن " أفضل طريقة لتكريم هذه التضحية هي أن نواصل المهمة ونستمر في القتال، ونتابع التحرك إلى الأمام". وذكر مسؤولون أفغان أن صاروخا أطلقه مسلحو طالبان أدى إلى سقوط المروحية وهي من طراز شينوك، التي كانت تحمل قوات أمريكية وأفغانية في ولاية ورداك جنوب غرب العاصمة كابول. وقال المتحدث باسم حكومة ولاية ورداك، شهيد الله شهيد، إن "المروحية الأمريكية أصيبت بصاروخ أطلقه عليها مقاتلو طالبان أثناء إقلاعها". وأضاف أن "الصاروخ، الذي أطلقه المسلحون، ضرب المروحية ودمرها تماما". وصرحت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) أن 30 من عناصرها، وجميعهم أمريكيون، ومترجم مدني وسبعة من الكومندوس الأفغان قتلوا في الحادث. إلا أنها لم تذكر سبب تحطم المروحية. وبدوره أكد المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، أن قوات طالبان أطلقت النار على مروحية شينوك أمريكية وأسقطتها، وأقر بمقتل ثمانية من متمردي الحركة. وتستخدم مروحيات شينوك في نقل الجند والإمدادات ويمكنها نقل 44 عسكريا بالإضافة إلى أفراد الطاقم. ونعى أوباما القتلى، وقال، في بيان صدر عن البيت الأبيض، "ستكون حياتهم مصدر إلهام لنا، وسنواصل العمل لضمان، من بلادنا والكفاح من أجل القيم التي كانوا يجسدونها". وأضاف أن "الأمريكيين متحدون جميعا في هذه الساعات القاتمة في دعمهم للعسكريين نساء ورجالا، الذين يخدمون في الجيش، حتى نتمكن من العيش بحرية وأمان". وتكثف طالبان عملياتها ونجحت، في الأسابيع الأخيرة، في تنفيذ عمليات اغتيال استهدفت شخصيات مقربة من الرئيس حميد كرزاي.