يحاول برنامج الأغذية العالمي إطلاق جسره الجوي، لمساعدة ضحايا الجفاف في الصومال، حيث ما يزال السكان ينتظرون مساعدة إنسانية، لا تنفك تتأخر في الوصول. تأخر المساعدات الانسانية قد يؤدي إلى تفاقم الجوع وكانت مديرة برنامج الأغذية، جوزيت شيران، أعلنت أن الجسر الجوي، لنقل المساعدات الإنسانية إلى مقديشو، كان سينطلق الثلاثاء المنصرم، لكنه تأخر لأسباب تتعلق بالأذونات الجمركية. وقال المتحدث باسم الوكالة، في العاصمة الكينية، ديفيد أور، صباح أول أمس الأربعاء، إن "الأمور تسير بشكل جيد. صدرت الأذونات، وتحميل الطائرة مستمر". إلا أن الطائرة لم تكن أقلعت ظهرا. وهذه الرحلة الأولى، التي ستليها رحلات أخرى، في الأيام المقبلة، ستسمح بنقل 14 طنا من المكملات الغذائية، لمكافحة سوء التغذية الحاد، الذي يعانيه الأطفال. ويفترض أن يجري مكتب تنسيق القضايا الإنسانية لدى الأممالمتحدة تقييما للوضع في الصومال، مع سفراء الدول المانحة، بمناسبة اجتماع تقني منتظم في نيروبي. وقال وزير الزراعة الفرنسي، برونو لو مير، إن هذا الاجتماع هو مؤتمر جديد للجهات المانحة، بعد اجتماع روما الذي انعقد الاثنين الماضي. وأفاد مصدر دبلوماسي أن الاجتماع سيدرس عمل الوكالات في الصومال، ووضع التمويل، و"الإشارات"، التي يرسلها المتمردون الإسلاميون الشباب. وأمام خطورة الجفاف، وعد المتمردون، الموالون للقاعدة، مطلع الشهر الحالي، بأن يسمحوا للوكالات الإنسانية بالعمل في المناطق، التي يسيطرون عليها، "إذا كانت نيتهم فقط مساعدة الذين يعانون". لكنهم تراجعوا جزئيا عن تصريحاتهم، الأسبوع الماضي، مذكرين بأن الوكالات الإنسانية، مثل برنامج الأغذية العالمي تبقى محظورة. وفي يوليوز، أعلنت الأممالمتحدة حالة المجاعة، رسميا، في منطقتين من جنوب الصومال، يسيطر عليهما متمردو حركة الشباب الإسلامية. ويخشى مكتب تنسيق القضايا الإنسانية لدى الأممالمتحدة من أن تمتد المجاعة، خلال شهر أو اثنين، إلى المناطق الثماني، في جنوب الصومال، التي يسيطر عليها المتمردون، في حال لم يسمح بنقل المساعدات الإنسانية إليها. إلا أن المنظمات الإنسانية لم تنسحب كليا من المناطق، التي يسيطر عليها الإسلاميون في العامين الماضيين. ورغم ظروف العمل الصعبة، وتشديد الإسلاميين للرقابة، أبقت بعض الوكالات، مثل منظمتي "العمل ضد الجوع"، أو "أطباء بلا حدود"، أنشطتهما فيها. لكن هذه القيود حدت من نقل المساعدات، ومصادر التمويل، لأن الدول المانحة قلقة من مخاطر عدم وصول المساعدات إلى الفئات، التي هي بأمس الحاجة إليها، حسب مسؤولين في المجال الإنساني. وهذه العقبات والنزاعات المسلحة، في الصومال، تزيد من خطورة آثار الجفاف. وتقدر الأممالمتحدة بأكثر من ثلاثة آلاف عدد الصوماليين، الذين يفرون، يوميا، إلى كينيا وإثيوبيا، وحوالي ألف، الذين يغادرون المناطق في وسط البلاد وجنوبها، إلى مقديشو التي تشهد معارك يومية بين الشباب والقوات الموالية للحكومة، المدعومة من الأسرة الدولية. إلا أن منطقة القرن الإفريقي بأسرها تشهد جفافا، هو الأسوأ منذ عقود، حسب الأممالمتحدة. وتقدر الأممالمتحدة ب 12 مليونا عدد الأشخاص، الذين يواجهون أزمة في المنطقة. وإضافة إلى الصومال، يهدد الجفاف كينيا، وجيبوتي، واثيوبيا، وأوغندا. وتخشى الأسرة الدولية من أن يؤثر الوضع، أيضا، على اريتريا. وقالت شيران، الأحد الماضي، في نيروبي، إن اريتريا "منطقة أخرى لا يمكننا الوصول إليها بسهولة"، مؤكدة أن منظمة الأغذية تقوم بكل ما في وسعها "لتحاول فهم الوضع هناك". (ا ف ب)