بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أسرة الفقيد بريكة الزروالي، الذي وافته المنية، يوم الاثنين الماضي، بالرباط، عن عمر يناهز81 سنة. وضمن جلالة الملك، هذه البرقية، التي تلاها وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، بمنزل أسرة الفقيد بالعيون، أحر تعازيه وأصدق مواساته في هذا القدر الذي لا راد له. ومما جاء في هذه البرقية "بهذه المناسبة المحزنة، نعرب لكم ومن خلالكم إلى زوجته الفاضلة، الحاجة الزهرى بنت محمد فاضل، وإلى أبنائه البررة، ونخص منهم بالذكر خديمنا الأرضى الوالي خالد الزروالي، مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، وكذا إلى ذويه ومحبيه وسائر أفراد قبيلة إزركيين الأوفياء، الذين يحظون بسابغ رضانا وعنايتنا السامية، عن أحر تعازينا وصادق مواساتنا في هذا الرزء الفادح، الذي لا راد لقضاء الله فيه". وذكر جلالة الملك بما كان يتحلى به الفقيد من خصال الوفاء للبيعة المقدسة لجلالته ولأسلافه الميامين، والولاء للعرش العلوي المجيد، والغيرة الوطنية الصادقة، والتشبث بمقدسات المغرب في الوحدة الوطنية والترابية، والتفاني في الدفاع عن مغربية الصحراء، التي كان من رجالاتها المخلصين الأفذاذ. كما استحضر صاحب الجلالة المهام الجسيمة التي تقلدها الراحل باقتدار ومسؤولية وحكمة وحنكة، سواء كنائب برلماني، وخليفة لرئاستي مجلسي النواب والمستشارين، وكعضو للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، وكمسؤول بوزارة الداخلية وإدارتها الترابية، حيث كان رحمه الله نعم الخديم الوفي للمملكة، فضلا عن عمله المبرور لوطنه، وتجنده الدائم للدفاع عن مغربية صحرائه، وعن وحدته الوطنية والترابية، في مختلف المؤسسات والهيئات والمحافل الداخلية والخارجية. وأعرب جلالة الملك عن مشاطرته أسرة الفقيد أحزانها في هذا المصاب الأليم، مؤكدا لها سامي عطفه ورضاه وموصول رعايته المولوية، راجيا من العلي القدير أن يشمل الفقيد بالمغفرة والرضوان، ويعمه تعالى ببركة هذا الشهر الفضيل، ويجزيه الجزاء الأوفى عما قدم لوطنه من خدمات مبرورة، ويجعله من الذين أنعم الله عليهم جلت قدرته، من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا. ومن جانبها، عبرت أسرة الراحل بريكة الزروالي، عن تأثرها العميق لهذا المصاب الجلل، مؤكدة أن الالتفاتة المولوية والعناية السامية لجلالة الملك محمد السادس، خففت من هوله عليهم. وجدد أفراد أسرة الراحل وقبيلته، في كلمة بالمناسبة، التأكيد على تشبثهم بروابط البيعة والولاء، معاهدين الله على البقاء والوفاء لهذه البيعة الشرعية، وعلى محجة الإخلاص التي سار على هداها الفقيد بريكة الزروالي طيلة حياته. وأكدوا تشبثهم بأهذاب العرش العلوي المجيد، واستعدادهم الدائم للتضحية من أجل الوطن، والدفاع عن حوزته وحرمته ووحدة ترابه من طنجة إلى الكويرة. وتليت، بهذه المناسبة الأليمة، آيات بينات من الذكر الحكيم، قبل أن ترفع أكف الضراعة إلى الله العلي القدير بأن يتغمد الراحل بواسع رحمته، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه، وأن يجعل مثواه فسيح جنانه، ويتلقاه بفضله وإحسانه في عداد الأبرار من عباده المنعم عليهم بالنعيم المقيم. كما رفع الحاضرون أكف الضراعة إلى الله عز وجل بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين، بأن يطيل عمر جلالته ويحفظه ويكلأه بعنايته الإلهية، وأن يقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة.