وقعت، الخميس الماضي، جريمة قتل بشعة، خلال جلسة خمرية بين شقيقين، أحدهما يدعى عبد العالي، 40 سنة، والثاني اسمه جواد، 28 سنة، حين كانا يعاقران الخمر بأحد الأكواخ الذي يمتلكانه بالدوار الجديد قرب حي السلام بمدينة سلا. خلال الجلسة الخمرية، كان مع الشقيقين فتاة جلبها الشقيق الأصغر، وبعد مضي 4 أو 5 ساعات من الجلسة، شرع الشقيق الأكبر في مغازلة الفتاة، وحاول التحرش بها، ما أثار غضب شقيقه الأصغر، فاستشاط غضبا من محاولة شقيقه الاستفراد بفتاته، فنشب بينهما خلاف حاد، ضرب خلاله الشقيق الأكبر شقيقه الأصغر، فبدآ يتشاجران، بعد أن لعبت الخمر بعقليهما، فاستل الشقيق الأصغر سلاحا أبيض من بين تلابيبه، ووجه طعنة قاتلة لشقيقه في الجهة اليسرى من بطنه، وأصاب كليته، فخرج وهو يحمل السلاح الأبيض بين يديه إلى خارج الكوخ، وهو يصرخ بأعلى صوته "قتلت أخي...قتلت أخي"، في حين، لاذت الفتاة التي كانت برفقتهما بالفرار إلى وجهة مجهولة. خرج سكان الدوار، فهرول أحدهم إلى الاتصال بسيارة الإسعاف، بعد أن شاهدوا الضحية غارقا في دمائه، وهو على الأرض، في حين، سارع البعض إلى ولاية أمن سلا للإبلاغ عن وقوع الجريمة. انتقلت عناصر الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن سلا، إلى مسرح الجريمة، وألقت القبض على المتهم، الذي كان في حالة سكر طافح، في حين، جرى نقل الضحية إلى مستشفى مولاي عبد الله بسلا، لكنه فارق الحياة متأثرا بالطعنة القوية، التي تلقاها في كليته، وأودع مستودع الأموات إلى حين تحديد أسباب الوفاة بعد تشريح جثته. أما المتهم، فخضع لتحقيق معمق بعد استعادته لوعيه، فاعترف بقتل شقيقه وهو تحت تأثير الخمر، موضحا للمحققين، أن سبب ارتكابه الجريمة، هو شجاره مع شقيقه الضحية حول فتاة كانت برفقتهما. وأحالت مصلحة الشرطة القضائية المتهم على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف الملحقة بابتدائية سلا، بعد متابعته بتهمة القتل العمد والسكر العلني، في حين، صدرت مذكرة بحث في حق الفتاة، التي كانت برفقة الضحية والمتهم. يذكر أن هذه الجريمة ارتكبت بعد أسبوع من وقوع جريمة بشعة أخرى بحي القرية بسلا، إذ أقدم فيها زوج خمسيني على قتل زوجته الثانية ودفنها بمنزل الزوجية. وتعتبر الضحية الزوجة الثانية للمتهم، بعد وفاة زوجته الأولى، إذ يبلغ من العمر 52 سنة، ويعمل مياوما، وبعد ارتكابه للجريمة البشعة التي هزت المدينة، توجه نحو مدينة طنجة، لزيارة ابنه، وهناك أخبره بتفاصيل جريمته، وبرغبته في الاختباء عنده، فما كان من الابن إلا الإبلاغ عن جريمة والده، حيث انتقلت عناصر الشرطة القضائية لأمن سلا إلى مدينة طنجة، وجرى اعتقال المتهم بتنسيق مع عناصر الشرطة التابعة لأمن طنجة، وجرت إحالته على مصلحة الشرطة القضائية لأمن سلا، وبعد التحقيق معه، وتدوين اعترافاته في محاضر قانونية، جرى إحالته على النيابة العامة باستئنافية سلا، ومتابعته بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.