في دوار لمكانسة، التابع لعمالة عين الشق بالبيضاء، انتهى نزاع بسيط بجريمة قتل راح ضحيتها المسمى بوشتى سكراني،من مواليد سنة 1976 . وهو النزاع الذي كان الإخوان أولاد لحريزي أحد أطرافه،إذ عمل الأخ الأصغر على ضرب الهالك بواسطة عصا على رأسه، في حين وجه له الأخ الأكبر لكمات قوية في أنحاء جسده، قبل أن يتدخل بعض الحاضرين من أجل فض النزاع، ليعود الضحية إلى بيته وينام، وفي الصباح عندما جاءت والدته لإيقاظه وجدته جثة هامدة. وبعد علمها بالخبر، شرعت عناصر الفرقة الجنائية، التابعة للشرطة القضائية عين الشق سيدي معروف، في التحقيق في الموضوع من أجل معرفة ملابسات الحادث. عرف الهالك بإدمانه على شرب الخمر، وكان يفضل الجلسات الخمرية التي تجمعه عادة مع بعض الأصدقاء، وقد رفض في أكثر من مرة كل النصائح من أجل الابتعاد عن شرب الخمر، إذ أفادت والدة الضحية أن ولدها مدمن على شرب الخمر، ولم تسفر كل المحاولات التي قامت بها بغية إقلاعه عن هذه العادة السيئة بنتيجة. وقد كان ليلة وقوع الحادث في نزاع مع شقيقين. أحدهما يدعى (محسن.ر) وهو من مواليد سنة 1992، و الثاني يدعى (م.ر) وهو من مواليد سنة 1989، قبل أن تفاجأ الأم بوجوده جثة هامدة عندما أرادت إيقاظه من النوم في صباح اليوم الموالي. فك لغز الجريمة حين علمت عناصر الشرطة القضائية بالخبر انتقلت إلى عين المكان للبحث في الموضوع، والكشف عن هوية الجاني، وما إن علم أحد الجناة بقدوم عناصر الشرطة القضائية حتى فر هاربا، ولم تنفع محاولات تعقبه من طرف رجال الأمن، إذ أن الجاني استغل معرفته بكل الأزقة الضيقة المتواجدة في دوار لمكانسة ليتمكن من الفرار، فيما تم إيقاف شقيقه، الذي تبين بعد تنقيطه في النظام الآلي أنه من ذوي السوابق العدلية، حيث أدين قبل أربع سنوات من الآن بأربع سنوات حبسا نافذا بتهمة هتك عرض قاصر بالعنف، ولم يقض العقوبة كاملة، ثم أدين بعد ذلك بأربعة أشهر حبسا بتهمة الضرب والجرح، ولكن وبعد إخضاعه للبحث من طرف عناصر الفرقة الجنائية أنكر كل التهم الموجهة إليه، ليعترف بعد محاصرته بالعديد من القرائن أنه لم يكن وحده رفقة أخيه وراء قتل الضحية، بل كان هناك شخص آخر طرفا في ارتكاب الجريمة. إيقاف المتهم الثالث لم يكن المتهم الثالث سوى (ح.خ) الملقب ب«لمضولع» وهو من مواليد سنة 1963، كما أنه متزوج وأب لستة أبناء. وبعد القبض عليه من طرف الفرقة الجنائية، تمت مواجهته بالعديد من الأسئلة تمحورت كلها حول مشاركته في جريمة القتل، موضوع البحث، لكنه نفى التهمة الموجهة إليه من طرف المتهم الأول، غير أنه لم يجد بدا من الاعتراف بالمنسوب إليه بعد إحاطته بالعديد من القرائن التي تثبت تورطه في الجريمة. وصرح (ح.خ) بأنه كان يعمل في حرفة المطالة، واشترى بعد ذلك دراجة نارية بثلاث عجلات للبحث عن رزق جديد، بعد أن قلت مداخيل الحرفة المذكورة. وفي يوم الحادث، وبعد انتهائه من عمله، توجه إلى شارع الداخلة بقرية الجماعة، واقتنى أربع قنينات من ماء الحياة من بائع خمور، وعند وصوله إلى دوار لمكانسة، ركن دراجته وجلس بأحد الأزقة من أجل شرب الخمر. كان ذلك ليلا. وبينما كان يحتسي الخمر، تقدم منه الهالك رغبة منه في معاقرته كؤوس الخمر، فرفض المتهم ذلك بشدة، الشيء الذي أجج غضب الهالك الذي أمطر المتهم بوابل من السب والشتم، وتبادلا الشتم، وأدرك المتهم أن الهالك يحمل معه سكينا، وحاول إيذاءه بواسطته، مما دفع بالمتهم إلى أخذ سلسلة حديدية يستعملها في إحكام قفل دراجته، وأصاب بها الضحية في كتفه، ليتدخل بعد ذلك المتهم (م.ر) وفض النزاع، ليغادر الهالك المكان، و يعود بعد ذلك المتهم حسن ليكمل شرب خمره، وبعد ذلك بوقت قليل سمع صراخا في الزقاق الآخر، وتوجه ليستفسر عن الأمر، فوجد الضحية في صراع مع المتهمين الشقيقين. وأضاف المتهم الثالث أن المتهم الأول كان يوجه ضربات قوية إلى رأس الهالك بواسطة عصا، فيما كان المتهم الثاني يوجه إليه العديد من اللكمات في كافة أنحاء جسده، قبل أن يتدخل مجموعة من الحاضرين من أجل فض النزاع. البحث عن بائع الخمور بعد اعترافات المتهم الثالث انتقلت الفرقة الجنائية إلى قرية الجماعة، بشارع الداخلة حيث يوجد بائع الخمور المسمى (ص.س) وهو من مواليد سنة 1965، وبمجرد مشاهدته الفرقة الجنائية لاذ (ص.س) بالفرار عبر سطوح المنازل المجاورة، حيث داهمت عناصر الفرقة الجنائية المنزل، وتمكنت من حجز 50 قنينة من ماء الحياة، و50 قنينة من نوع آخر من الخمور، و45 قنينة بيرة، و8 قنينات من نبيذ احمر. تقديم المتهمين إلى العدالة اعترف المتهم الثالث أنه عندما ضرب الضحية بواسطة السلسلة الحديدية، تخلص منها برميها في الخلاء المجاور لدوار لمكانسة. وعند استكمال التحقيق تمت إحالة المتهم (ح.خ) بدون سوابق والمتهم ( م.ر) على أنظار محكمة الاستئناف بالبيضاء بتهمة الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض المفضي إلى الموت، بينما سجلت مذكرة بحث في حق ( م.ر) و (ص. س). وقد تم تكييف التهمة إلى القتل العمد والمشاركة فيه في حق المتهمين الشقيقين.