أكد جوزيه مانويل باروزو، رئيس المفوضية الأوروبية أن عملية التقدم والإصلاح السياسي في المغرب تسير بشكل جيد. وأشاد باروزو، في خطاب ألقاه، أول أمس الخميس، بدار الأوبرا بالقاهرة تحت عنوان "شركاء في الحرية .. استجابة الاتحاد الأوروبي إلى الربيع العربي"، بعملية التحول الديمقراطي في عدد من دول المنطقة العربية، منوها بالخصوص بالإصلاحات العميقة، التي انخرطت فيها المملكة المغربية، وبالطريقة التي جرت بها هذه الإصلاحات. وأكد أن الاتحاد الأوروبي حريص على دعم التحولات الديمقراطية، التي تشهدها المنطقة العربية في التزام تام وباحترام واستجابة لخصوصية كل دولة. وأضاف أن "القول إن الدول ذات الغالبية المسلمة والمتعددة ثقافيا لن تتمكن من تحقيق الديمقراطية جهل كبير، وإغفال للتطلعات الإنسانية لشعوب هذه الدول". وقال إن هذا التصور يعد "غير مقبول أخلاقيا لأن الرجال والنساء يختارون وقت الحرية عندما يكون لهم الخيار". وأكد أن الديمقراطية لابد أن تنبع من الداخل ومن إرادة الشعوب في التغيير والتطلع لغد أفضل، مشيرا إلى أنه لا يوجد نموذج معين للتغيير. وأبرز أن الديمقراطية وحدها لن تقضي على الفقر، ولن تخلق الفرص التي يحتاجها سكان المنطقة، ما لم تتحقق معها التنمية الاقتصادية وفرص العمل، داعيا في هذا الصدد إلى سد الفجوة بين التوقعات السياسية المتنامية والقدرات الاقتصادية القائمة. وأوضح أن الالتزامات المالية من جانب الاتحاد الأوروبي لدول الجوار سترتفع لتصل إلى 77 مليار دولار خلال الثلاث سنوات المقبلة، بالإضافة إلى إمكانية تقديم قروض متاحة تقدر بنحو ستة ملايير دولار. وأضاف أن هناك ثلاثة مجالات تحظى بالأولوية في الدعم الأوروبي لدول الجوار، تتعلق بالتحول الديمقراطي، وبناء المؤسسات مع التركيز على الحريات الأساسية، والإصلاح المؤسسي، وإصلاح القضاء ومكافحة الفساد، ودعم المجتمع المدني، وبناء شراكة أوسع معه، ودعم التنمية المستدامة وتحقيق تنمية اقتصادية، وبخاصة من خلال دعم المشاريع الصغرى والمتوسطة، والتدريب ونظم التعليم، وتحسين الصحة وتطوير المناطق الفقيرة. وأشار إلى أنه سيجري في شتنبر المقبل إطلاق برنامج يحمل اسم "الربيع" لدعم الشراكة والإصلاح والتنمية المستدامة في الدول العربية، خصصت له اعتمادات بقيمة 500 مليون أورو، ويمتد حتى سنة 2013. وكشف أن الاتحاد الأوروبي بصدد إعداد برنامج آخر يروم مساعدة الشعوب في بلوغ طريقها للديمقراطية، علاوة على زيادة الدعم المقدم للبرامج التعليمية المعروفة باسم "ايراسموس وميريكوري"، والتي ستزيد تمويلاتها بنسبة 40 في المائة، وستتوسع قاعدة الطلبة المستفيدين منها بنحو 750 طالبا، يحصلون على منح تسهم في إثراء الروابط بين الجانبين. وذكر رئيس المفوضية الأوروبية أن الحزمة الكاملة، التي جرى الاتفاق على تقديمها خلال قمة الثمانية الصناعية الأخيرة لفائدة الدول السائرة في طريق الديمقراطية تبلغ 20 مليار يورو، مؤكدا التزام الاتحاد بتعزيز مرونته في حصول دول "الربيع العربي" على دعم أكبر من الاتحاد الأوروبي. وعبر باروزو عن القلق العميق إزاء ما يحدث في سورية وأدان أعمال العنف والقمع هناك، معتبرا أن وعود الرئيس السوري بشار الأسد بالإصلاح والحوار ما تزال ضعيفة ويجب الوفاء بها. ودعا من جهة أخرى الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، إلى البدء في نقل السلطة فورا حقنا للدماء واحتراما لإرادة الشعب اليمني. وبالنسبة لموقف الاتحاد الأوروبي من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قال رئيس المفوضية الأوروبية إنه يتعين انتهاز الفرصة في وقت يتقدم فيه الربيع العربي، من أجل الوصول إلى تسوية دائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ودعا الدول العربية إلى الاضطلاع بدور مهم وقوي لتحقيق السلام وتأمين طموحات شعوب المنطقة بما فيها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. واعتبر أن مبادرة السلام العربية تعد إحدى المرجعيات للوصول إلى السلام بالتوازي مع قرارات مجلس الأمن، مؤكدا أنه يمكن الوصول إلى السلام فقط من خلال المفاوضات.