تواصل حرب الطرق حصد المزيد من الضحايا يوما عن يوم، وتزايدت حدتها مع اشتداد حرارة فصل الصيف، إذ شهدت العشرة أيام الأولى من شهر يوليوز الجاري، حوادث سير اعتبرت مأساوية، لقي، في 3 منها، 11 شخصا مصرعهم، وأصيب 7 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، في كل من خنيفرة، وكرسيف، والفنيدق. حوادث السير تتسبب في إصابات خطيرة تؤدي أحيانا إلى عاهات مستديمة (مشواري) وأودت آخر حادثة وقعت، أول أمس الأحد، في خنيفرة، بحياة رضيع عمره 7 أشهر، وتسببت في إصابة ستة آخرين بجروح بليغة جراء انقلاب سيارة على الطريق الرابطة بين المركز القروي اكلموس، ومدينة امريرت بإقليم خنيفرة. وأوضح مصدر من السلطات المحلية أن الحادث نجم عن فقدان السائق السيطرة على السيارة، مشيرا إلى أنه جرى نقل المصابين إلى المستشفى الإقليمي بخنيفرة لتلقي العلاجات الضرورية. وفي حادثة كرسيف، خلف اصطدام سيارة خفيفة بسيارة "بيك آب"، أول أمس الأحد، على الطريق الرابطة بين كرسيف وتازة، وبالضبط بتراب الجماعة القروية تدارت، مصرع 4 أشخاص من أسرة واحدة، وإصابة آخر بجروح وصفت بالخطيرة. وجرى نقل جثث الضحايا، الأب والأم وابناهما، إلى مستودع الأموات بمستشفى كرسيف، في حين نقل سائق السيارة "البيك آب"، الذي أصيب بجروح خطيرة، إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن باجة بتازة. وفي حادثة الفنيدق، التي وقعت في فاتح يوليوز، كانت الحصيلة أثقل، إذ لقي ستة أشخاص مصرعهم، وأصيب أربعة آخرون بجروح خطيرة في حادثة سير وقعت على الطريق الوطنية رقم 13، الرابطة بين المضيق والفنيدق. ووقع الحادث إثر اصطدام سيارة رباعية الدفع، كانت متوجهة إلى الفنيدق بسيارة أجرة قادمة من هذه المدينة. ونجم الحادث، حسب التحقيقات التي أجريت بعين المكان، بعدما فقد سائق السيارة الرباعية الدفع التحكم في عربته، ما أدى إلى اصطدامه بقوة بسيارة الأجرة، التي كانت تسير في الاتجاه المعاكس لهذه الطريق ذات الاتجاهين. ويلاحظ أن عدد الحوادث يرتفع بشكل ملحوظ خلال فصل الصيف، بسبب الضغط الكبير الذي يسجل في حركة السير، بسبب العطلة وما يصاحبها من كثرة التنقلات والسفر من مدينة إلى مدينة، خاصة شهري يوليوز وغشت، اللذين تكثر فيهما التنقلات في اتجاه المنتجعات الصيفية والشواطئ، إضافة إلى تزايد عدد العربات في حظيرة السير، بمناسبة عودة عدد مهم من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وتتسبب، حسب المديرية العامة للأمن الوطني، عوامل التهور في السياقة، وعدم احترام قانون السير، والسرعة المفرطة، والحالة الميكانيكية للعربات، والسياقة في حالة سكر، وعدم انتباه الراجلين، وعدم احترام حق الأسبقية، وعدم انتباه السائقين، وتغيير الاتجاه الغير مسموح به، وعدم احترام الوقوف المفروض بعلامة قف، وتغيير الاتجاه دون إشارة، وعدم احترام الوقوف المفروض بضوء التشوير الأحمر، والتجاوز المعيب، والسير في يسار الطريق، والسير في الاتجاه الممنوع، وغيرها، في تحويل فرحة الانتشاء بالعطلة الصيفية، ورمال الشواطئ الذهبية إلى مآس تذهب ضحيتها أرواح بشرية، وتنتج عنها إصابات خطيرة، قد تصل بأصحابها إلى عاهات مستديمة. يذكر أن الأسبوع الممتد من 27 يونيو الماضي إلى 3 يوليوز الجاري، عرف وقوع 1033 حادثة سير بدنية داخل المناطق الحضرية، تسببت في مصرع 25 شخصا، وإصابة 1393 بجروح، من بينهم 91 إصاباتهم بليغة.