دشنت حرب الطرق، مستهل الأسبوع الجاري، بحصيلة دامية وثقيلة من حيث القتلى والجرحى، إذ لقي 12 شخصا مصرعهم، من بينهم 3 عناصر أمن، وأصيب 9 آخرون، بجروح متفاوتة الخطورة، في حادثتي سير منفصلتين، وقعتا، أول أمس الاثنين، بالسمارة، وجرسيف.عدد حوادث السير يرتفع خلال فصل الصيف (خاص) بخصوص الحادثة الأولى، التي وقعت على مشارف مدينة السمارة، ذكر مصدر من الوقاية المدنية، أنها أدت إلى مصرع ثلاثة أفراد من الشرطة، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، إصابة اثنين منهم وصفت بالخطيرة. وأوضح المصدر ذاته أن أسباب الحادثة تعود إلى انفجار إحدى عجلات سيارة الشرطة، التي كان يستقلها ستة شرطيين يعملون بمجموعة التدخل السريع بالسمارة، ما أدى إلى انحراف السيارة عن مسارها وانقلابها، بعد أن فقد السائق السيطرة عليها. وذكر المصدر ذاته أن أفراد الشرطة كانوا عائدين إلى مدينة السمارة، بعد انتهائهم من مهمتهم، التي كانت تندرج في إطار تعزيز التغطية الأمنية، خلال أيام المهرجان الرابع لأسبوع الجمل، الذي نظم بمدينة كلميم. ونقل المصابون إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج، في حين جرى وضع الضحايا بمستودع الأموات، في انتظار تسليمهم إلى ذويهم، من أجل مواراتهم الثرى، بمسقط رؤوسهم. وخلفت الحادثة الثانية، التي وقعت، في اليوم ذاته، بالجماعة القروية، التابعة لإقليم جرسيف، مصرع تسعة أشخاص، وإصابة ستة آخرين بجروح خطيرة. وحسب مصادر أمنية، فإن الحادثة نجمت عن اصطدام سيارتين خفيفتين بالطريق الوطنية رقم 6 الرابطة بين سلا ووجدة. ونقلت عناصر الوقاية المدنية المصابين إلى مستشفى المدينة قصد تلقي العلاج، في حين، فتحت مصالح الأمن المختصة تحقيقا من أجل معرفة ملابسات الحادث. من جهة أخرى، تواصل حرب الطرق حصد المزيد من الضحايا يوما عن يوم، خلال فصل الصيف، إذ يلاحظ أن عدد الحوادث يرتفع بشكل ملحوظ خلال هذا الفصل، بسبب الضغط الكبير، الذي يسجل في حركة السير، وكذا مناسبة العطلة وما يصاحبها من كثرة التنقلات والسفر من مدينة إلى مدينة خاصة في شهري يوليوز وغشت، الذين تتمركز فيهما التنقلات في اتجاه المنتجعات الصيفية والشواطئ، إضافة إلى تزايد عدد العربات إلى حظيرة السير، بمناسبة عودة عدد مهم من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وتتسبب، حسب مراقبين، عوامل التهور في السياقة، وعدم احترام قانون السير، والسرعة المفرطة، والحالة الميكانيكية للعربات، والسياقة في حالة سكر وغيرها، في تحويل فرحة الانتشاء بالعطلة الصيفية ورمال الشواطئ الذهبية إلى مآس تذهب ضحيتها أرواح بشرية، وتنتج عنها إصابات خطيرة، قد تصل بأصحابها إلى عاهات مستديمة. وغالبا ما تعزى الأسباب الرئيسية المؤدية إلى وقوع هذه الحوادث، حسب الإدارة العامة للأمن الوطني، إلى "عدم التحكم، وعدم انتباه الراجلين، والسرعة المفرطة، وعدم انتباه السائقين، وعدم احترام أسبقية اليمين، وتغيير الاتجاه دون إشارة، وعدم الوقوف الإجباري عند علامة قف، والسير في يسار الطريق، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، والسياقة في حالة سكر، والتجاوز المعيب، والسير في الاتجاه الممنوع، وعدم الوقوف الإجباري عند إشارة الضوء الأحمر".