منذ الساعات الأولى لافتتاح مكاتب التصويت بالعاصمة وعدد من المدن التونسية الأخرى، بدأ أفراد الجالية المغربية المقيمة بالديار التونسية، يتقاطرون على هذه المكاتب للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد. وعرف مكتبا التصويت، اللذان جرى افتتاحهما بالعاصمة التونسية، الأول بمقر السفارة والثاني بالقنصلية، إقبالا تصاعديا ليصل ذروته في منتصف النهار، حسب ما عاينه في عين المكان مراسل وكالة المغرب العربي للأنباء، علما أن أغلبية أفراد الجالية المغربية بتونس يوجدون ب (تونس الكبرى)، التي تضم أربع ولايات. وبمقر السفارة، حيث كان سفير المغرب، نجيب زروالي وارثي، أول من أدلى بصوته، عبر العديد من المواطنين بعد الإدلاء بأصواتهم، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن فرحتهم بالمشاركة في أداء هذا الواجب الوطني، مؤكدين انخراطهم في دينامية الإصلاح السياسي والدستوري، الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس من أجل بناء "مغرب ديمقراطي يسوده الرخاء والخير العميم لكافة المغاربة". واهتمت وسائل الإعلام التونسية بهذا الحدث المهم، إذ قامت التلفزة الوطنية التونسية بتغطية ومتابعة عملية الاقتراع بمقر السفارة المغربية، وأخذ ارتسامات المشاركين، فيما نشرت عدة صحف، أمس، نص النداء، الذي وجهته السفارة والقنصلية العامة المغربيتان لأفراد الجالية، تحثانهم فيه على المشاركة بكثافة في الاستفتاء. من جهة أخرى، أكد رؤساء مكاتب التصويت في كل من سوسة وصفاقس وقفصة وجرجيس، بالجنوبالتونسي، في اتصالات بالهاتف مع وكالة المغرب العربي للإنباء، أن المواطنين المغاربة المقيمين بمختلف المدن التونسية، توافدوا على مكاتب التصويت بكثافة. وبمدينة جرجيس (400 كلم جنوب العاصمة)، حيث يوجد المستشفى العسكري المغربي الميداني، الذي يواصل تقديم خدماته الطبية للاجئين النازحين من ليبيا، فتحت القنصلية المغربية مكتبا للتصويت، لتمكين أفراد الطاقم الطبي العامل بهذه الوحدة الصحية، من تأدية واجبهم الوطني. وقال القنصل العام، خالد الناصري، الذي يوجد في عين المكان، إن المصالح القنصلية حرصت على توفير التسهيلات اللازمة لكافة المغاربة المتوجودين على التراب التونسي للمشاركة في الاستفتاء، مشيرا إلى أن جميع العاملين بالمستشفى وعددهم 64 فردا، قاموا بالتصويت على الدستور، كما التحق بالمكتب نفسه أفراد الجالية المغربية المقيمون بجزيرة جربة القريبة، للإدلاء بأصواتهم. يذكر أنه سيكون في وسع أفراد الجالية المغربية بتونس، الذين يقدر عددهم الإجمالي بنحو 18 ألف نسمة، المشاركة في الاستفتاء طيلة ثلاثة أيام (من الجمعة إلى الأحد)، شأنهم في ذلك شأن كافة المغاربة المقيمين بالخارج.