لم تمنع حرارة الشمس المفرطة، أمس الجمعة، المواطنين في حي عين الشق، بمدينة الدارالبيضاء، من المشاركة في التصويت على مشروع الدستور. وقال عدد من المشرفين على هذه العملية إن الإقبال بدأ منذ الساعات الأولى من الصباح، بشكل مكثف، على صناديق الاقتراع، من قبل المواطنين في هذه المنطقة. أول تصويت فتاة لم تتجاوز عقدها الثاني، توجهت نحو أحد أفراد القوات المساعدة ، تسأل عن المكان المخصص للتصويت على مشروع الدستور، ضمن نساء ورجال في مقاطعة عين الشق. حرصت هذه الفتاة، المشاركة لأول مرة في استفتاء دستوري، على عدم ترك الفرصة تمر دون أن تسجل موقفها من مشروع الدستور، وبعد أن أرشدها "المخزني" الواقف أمام باب المدرسة الابتدائية الإنارة إلى مكان التصويت، لم تلتفت إلى أحد، فالوجهة بالنسبة لها أصبحت محددة، والأمر لا يحتاج إلى الكثير من ضياع الوقت. دستور 2011 هذه الفتاة نموذج من مجموعة من المواطنين بعين الشق، شاركوا في عملية الاستفتاء على مشروع الدستور. ففي الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، قدم سكان بمقاطعة عين الشق إلى المدرسة الابتدائية الإنارة، تحذوهم رغبة المشاركة، كما يقول أحد المشرفين على عملية التصويت في هذه المدرسة، موضحا "منذ الساعات الأولى من يوم التصويت، بدأ المواطنون الراغبون في المشاركة في الاستفتاء يقبلون بشكل كبير على صناديق الاقتراع، ويمكن القول إن نسبة المشاركة محترمة جدا ، وستزيد مباشرة بعد صلاة الجمعة". "البرا كتظهر من عنوانها" الأمر نفسه يزكيه مراقب آخر على التصويت بثانوية مولاي عبد الله ، قائلا "من خلال تجربتي في الانتخابات السابقة، فإن نسبة المشاركة تتضاعف بشكل كبير في الساعات الأخيرة من عملية التصويت، خاصة في الساعة الأخيرة قبل نهاية العملية. ففي حدود السادسة مساء ستزيد بدون شك نسبة المشاركة"، وأضاف "راه البرا كتظهر من العنوان ديالها"، في إشارة إلى النتيجة الإيجابية المرتقبة للاستفتاء. أجواء جيدة لم تكن الأجواء في مدرسة الإنارة وثانوية مولاي عبد الله تختلف عما ميز عمليات التصويت في جل الأماكن المخصصة لذلك في مدينة الدارالبيضاء، فالمشرفون على العملية حرصوا على أن تمر في أجواء من الطمأنينة والهدوء، وباستثناء بعض الملاحظات، أبداها مواطنون لم يعثروا على بطائقهم الانتخابية في المؤسسات المفروض أن يصوتوا بها، فإن جميع الأمور مرت على أحسن ما يرام ، حسب شهادة أحد المشرفين، الذي قال "لحد الساعة، كل الأمور تمر بشكل جيد، فالمواطنون يقبلون على عملية التصويت بشكل جيد، وليس هناك أي شيء يعكر الأجواء، وكل شيئ على ما يرام بهذه المدرسة". ذكريات الماضي في ثانوية مولاي عبد الله، وجدت امرأة في حضورها للتصويت على الدستور فرصة كي تعود سنوات إلى الوراء، وقالت موجهة كلامها إلى مرافقها، "هاذ المؤسسة هي الأولى في المنطقة، كانت غير هي". ولم يجعل الحنين إلى الماضي هذه المرأة تقف وحدها عند باب الذكريات، بل كانت بين مواطنين كثيرين، ربطوا الماضي بالمستقبل عبر مشاركتهم في التصويت،. وقال أحد المسنين "نتمنى خيرا في هذه المشاركة، الأيام الآن أحسن من الماضي، وبزاف ديال الأمور تغيرت و تحسنت، وحنا باغيين الخير لهاذ الوطن، وإن شاء الله، راه الشباب هوما اللي غادي يصنعوا مستقبل هاذ البلاد". حرارة الصيف لم تؤثر الحرارة، التي عرفتها الدارالبيضاء أمس الجمعة، على الإقبال على صناديق الاقتراع في مقاطعة عين الشق بالدارالبيضاء، فقد فتحت الأماكن المخصصة للتصويت أبوابها في حدود السابعة والنصف صباحا، وحرص المشرفون على الاقتراع على أن تمر الأمور على أحسن وجه. وقال أحد هؤلاء المراقبين، في الساعات الأولى للعملية، "لابد أن نسبة المشاركة ستكون مكثفة، نظرا للإقبال المسجل لحد الساعة على صناديق الاقتراع".