تضامنت مجموعة "من الأطفال لأجل الأطفال"، التي تأسست قبل حوالي أربع سنوات، بمبادرة من الطفلة سلمى أزهري، مع جمعية "الإحسان"، التي تدعم الأطفال المتخلى عنهم، عبر تنظيم حفل فني، أخيرا في الدارالبيضاء ساهم فيه عدد من الفنانين المغاربة، وعلى رأسهم كريستي كارو، أستاذة الموسيقى، والعضوة "الدائمة" في لجنة تحكيم )ستوديو M 2)، وعبد الفتاح نكادي، الملحن الذي وضع للعديد من الأفلام المغربية موسيقى الجينيريك، منها المسلسل المغربي الشهير "وجع التراب". وقالت سلمى أزهاري، صاحبة فكرة تأسيس مجموعة "من الأطفال لأجل الأطفال"، إنه "فضلا عن أننا ننظم هذه الحفلات من أجل مساعدة الأطفال المحتاجين، وتقديم الدعم لهم، إلا أننا نحن أيضا كأطفال، استفدنا من هذه المبادرة، لأن تنظيم مثل هذه الحفلات يساعدنا على مواجهة الجمهور، حين نقدم عروضنا كأطفال ينتمون إلى هذه المجموعة" وأكدت في تصريح ل"المغربية" أنها رفقة زملائها، قضت "أوقاتا جميلة، خصوصا أننا نؤدي هذه العروض لفائدة الأطفال المرضى أو المحتاجين"، وأوضحت أن مجموعة "من الأطفال لأجل الأطفال" سبق ونظمت حفلات لفائدة الأطفال المصابين بداء السرطان، وأيضا الأطفال الانطوائيين، وقالت سلمى "اليوم ننظم، في إطار النسخة الثالثة لهذه المبادرة، حفلا تضامنيا مع أطفال جمعية "الإحسان" معتبرة أن "الفضل في إنجاح هذه الحفلات، التي نظمتها المجموعة حتى اليوم، يعود إلى أوليائنا، وأساتذتنا، خصوصا أستاذة الرقص والتعبير الجسدي، أنييس دوترييو" وبدورها قالت سكينة اليحياوي، التي تتابع دراستها في المستوى السادس إعدادي، إن "الحفل يمثل لنا الشيء العظيم، لأنه يختزل جوانب عدة، منها ما هو تحسيسي وتضامني وخيري، فضلا عن الجانب الفني، وأتمنى، من أعماق قلبي، باسم كل المجموعة، التي ساهمت في الحصول على هذه الثمار السارة، أن نكون حققنا جزءا من أحلام هؤلاء الأطفال، الذين حرموا من الابتسامة والدفء والطمأنينة". "من الأطفال لأجل الأطفال" ليست جمعية، كما أنها ليست حركة، بل هي في الواقع، مبادرة، يقف خلفها مجموعة من الأطفال، الذين هم مواطنو الغد، من أجل مساعدة الأطفال المرضى. وانطلقت أولى خطوات هذه المبادرة، من فكرة صغيرة راودت الطفلة سلمى الأزهري، وهي تفكر في الأطفال المحرومين، وأقرانها الذين يعيشون أوضاعا صعبة لسبب من الأسباب. وقدم هؤلاء الأطفال، الذين أطلقوا على مجموعتهم اسم (Pe2)، في حفل العشاء، الذي أقيم لفائدة أطفال جمعية "الإحسان"، عددا من العروض، استعانوا على أدائها بأجسادهم البضة، وديناميتهم ورشاقة أبدانهم، في الحفل، الذي قدمت فقراته كريستي كارو. وقالت الطفلة رانية أكراش، عضوة المجموعة، "كنت فخورة جدا، حين اقترحت علي سلمى أزهري فكرة تكوين مجموعة للتضامن مع الأطفال في وضعية صعبة، لأنني اعتبرتها وسيلة لمساعدة العديد من الأطفال، كما أن انخراطي في هذه التجربة مكنني من أن أتعلم العديد من الأشياء الجميلة، وأتقرب أكثر من زملائي". وتعتبر ياسمين حريم، أن مجموعة "من الأطفال لأجل الأطفال"، التي تضم زملاء في الصف الإعدادي، قررت إقامة حفلات من أجل فعل الخير،ومساعدة الأطفال المحتاجين، وعبرت عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحفل، الذي يتوجه إلى الأطفال الرضع المتخلى عنهم، الذين تتكفل بهم جمعية "الإحسان"، وتقول إنها تجربة مكنتها من التمرس على مواجهة الجمهور وهي تشارك في فقرات الحفل فوق الخشبة. وشكرت كنزة بنكيران في تصريحها، كل المؤسسات التي ساهمت في إنجاح الحفل، وأيضا أساتذتها والأمهات والآباء، "لأنهم دعمونا بشكل قوي". واختار أطفال (Pe2)، لغة الجسد للتعبير عن مشاعرهم وهواجسهم، فجسدوا مسرحيات ورقصات تعبيرية بتناغم كبير، في جو احتفالي، وسط المدعوين، الذين تحلقوا حول موائد العشاء، في فندق رويال منصور، حمست خلاله مجموعة الدقة المراكشية الأجواء. واعتبرت لطيفة كريم، والدة الطفلة سلمى، صاحبة المبادرة، أن تنظيم مثل هذه الحفلات يستغرق وقتا طويلا، ويتطلب جهدا وتضحية، وأعلنت عن أسفها لضعف التجاوب مع مبادرة هؤلاء الأطفال، مشيرة إلى أن مثل هذه المبادرات تحتاج إلى الدعم والمساندة. ولم تخف لطيفة كريم، صاحبة وكالة للتأمين، تخوفها من أن يعجز الآباء عن مواصلة هذه التجربة، لأنها مكلفة بالنسبة لهم، وقالت لأننا توقعنا ضعف مداخل الحفل، أقدمنا على إصدار مجلة حاولنا أن تأخذ شكل مجلات الأطفال، وأعطيناها اسم المجموعة (Pe2)، وسنخصص مداخيل بيعها لأطفال جمعية "الإحسان".