جرى، أول أمس الاثنين، بدوكوي (480 كلم غرب أبيدجان)، توشيح عناصر تجريدة القوات المسلحة الملكية المنتشرة في كوت ديفوار، بميدالية الأممالمتحدة للسلام، تقديرا لأعمالهم من أجل حماية المدنيين واستتباب السلام والأمن بهذا البلد. ونوه قائد القوة العسكرية بعملية الأممالمتحدة بالكوت ديفوار، الجنرال الطوغولي، غناكودي بيرينا، بالتجريدة المغربية، مبرزا أن عناصرها 724 أبانوا عن "مهنيتهم" و"تفانيهم" منذ حلولهم بكوت ديفوار. وقال "واجهت التجريدة المغربية منذ الأيام الأولى لوصولها معارك عنيفة بين الأطراف المتناحرة يوم 28 مارس 2011، وانخرطت بقوة وعزم وشجاعة في حماية السكان"، وإيجاد ملجأ لهم في مناطق آمنة تابعة للبعثة الكاثوليكية في دوكوي، بديفو وسان بيدرو (شرق). وأضاف أن التجريدة المغربية "لم تدخر جهدا لتوفير الرعاية والمساعدة للسكان المدنيين في المنطقة الواقعة تحت مسؤوليتها". وأوضح المسؤول الأممي رفيع المستوى أن عناصر القوات المسلحة الملكية نجحت، خلال المعارك العنيفة بين قوات الرئيس السابق، لوران غباغبو، وقوات خلفه الحسن واتارا، في إنقاذ اللاجئين من هذه الوضعية الصعبة، وتقديم المساعدة الطبية للجرحى والمرضى، ونقل المصابين بجروح خطيرة إلى مستشفى دوكوي، وضمان تزود النازحين بالماء الصالح للشرب، واسترداد الأسلحة والذخائر، وضمان حماية الميناء ومطار سان بيدرو. وخاطب الجنرال الطوغولي الجنود المغاربة قائلا "إنكم تستحقون الثناء الكبير على جهودكم المتواصلة والدائمة خلال فترة وجودكم في الكوت ديفوار"، مبرزا أن تسليم ميدالية الأممالمتحدة تعد "اعترافا بجهودكم وسلوككم المتسم بنكران الذات كسفراء للسلام"، ومكافأة لكم على تفانيكم في خدمة الأممالمتحدة في كوت ديفوار. وأضاف "المملكة المغربية ستكون فخورة جدا بكم، لأنكم مثلتموها خير تمثيل في مؤسسة دولية جديرة بهذا الاسم، ولكن، أيضا، من خلال مشاركتكم في مهام شاقة للحفاظ على السلم وعودة الاستقرار إلى بلد شقيق هو كوت ديفوار". وأعرب المسؤول الأممي، أيضا، بهذه المناسبة، عن امتنانه للقوات المسلحة الملكية وللحكومة المغربية "على دعمهما المتواصل من أجل السلام العالمي". وكانت المساعدة التي قدمها الجنود المغاربة للنازحين وضحايا المعارك، التي دارت رحاها بكوت ديفوار في مارس الماضي، محط ترحيب من قبل العديد من المسؤولين في الأممالمتحدة. وحضر حفل توشيح تجريدة القوات المسلحة الملكية عدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في عملية الأممالمتحدة، والسلطات المحلية الإيفوارية وممثلين عن سفارة المغرب في أبيدجان. ومنذ عام 2004، يشارك المغرب بأزيد من 700 عنصر من القوات المسلحة الملكية في عملية الأممالمتحدة، من أجل المساعدة في استعادة السلام والاستقرار في الكوت ديفوار.