استنكرت جمعيات الكتبيين بالمغرب بيع الكتب واللوازم المدرسية في مؤسسات التعليم الخصوصية، في ما تعتبره "خرقا لمقتضيات القانون 06.00، الذي يعد بمثابة قانون أساسي للتعليم المدرسي الخصوصي". وهددت جمعيات المهنيين باللجوء إلى القضاء وبالاحتجاج أمام الوزارة الوصية في حالة الاستمرار في عدم تفعيل هذا القانون، بسبب "الأضرار الناتجة عن البيع المباشر للكتب واللوازم المدرسية بهذه المؤسسات، الذي يؤثر سلبا على قطاع الكتبيين". وقال محمد عصامي، ممثل جمعيات الكتبيين، إن العمليات التجارية، التي تجري بهذه المؤسسات، تضر بمصالح الكتبيين وبخزينة الدولة ومداخيلها من الناحية الجبائية، موضحا أن الكتب المستوردة يؤدى عنها بالعملة الصعبة وتكلف ملايير السنتيمات، لأنها معفاة من واجبات الجمارك، ككتب مدرسية وثقافية وعلمية، بالإضافة إلى أن مؤسسات التعليم الخصوصي لا تؤدي ضرائب على ما تشتريه وتبيعه من كتب ولوازم مدرسية كما هو الشأن بالنسبة للكتبيين. ودعا عصامي، في ندوة صحفية، عقدت مساء أول أمس الاثنين بالرباط، حضرها ممثلو مهنيي الكتاب المدرسي من مختلف الأقاليم، إلى تفعيل القانون المذكور، الذي يمنع بيع الكتب واللوازم المدرسية بمؤسسات التعليم الخصوصية، وإلى تدخل المصالح المركزية والجهوية والإقليمية لوزارة التربية الوطنية، والسلطات المحلية للاضطلاع بمهامها بوقف هذه "التجاوزات الخطيرة في وظائف مؤسسسات التعليم المدرسي الخصوصي، بما يخدم التوازن، ويحقق تكافؤ الفرص، حتى يتمكن شركاء الوزارة من الانخراط في تفعيل الإصلاحات، ومحاربة الفساد والتجاوزات". وأبرز عصامي أن قطاع الكتبيين يضطلع بدور مهم على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى أنه يضم أزيد من 80 ألف مكتبة عبر التراب الوطني، ويُشغل حوالي 240 ألف شخص، ويُعيل أزيد من 160 ألف أسرة. واعتبر أنه، رغم المساهمة الاقتصادية لهذا القطاع، إلا أنه "يتجه نحو الاندثار، مشيرا إلى أن عدد المكتبات أصبح في تراجع مستمر، نتيجة الإفلاس. واستحضر فاس التي، كانت توجد بها 22 مكتبة بحي الطالعة الصغرى خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وتراجعت إلى ثلاث مكتبات حاليا. ويرى عصامي أن من أسباب هذا التراجع بيع اللوازم المدرسية في مؤسسات التعليم الخصوصي وفي المساحات التجارية الكبرى وبعض المكتبات الموسمية، ومن طرف بعض بائعي المواد الغذائية والباعة المتجولين وبعض تجار الأسواق الأسبوعية، إلى جانب دور النشر المزودة لمؤسسات التعليم الخصوصي، التي قال إنها "تمنحها نسبة أرباح تفوق أرباح الكتبيين، وتسمح لها بإرجاع ما تبقى لديها من كتب". وتقول جمعيات الكتبيين بالمغرب إن من أهدافها المساهمة في تنظيم القطاع، وإدماج الشباب المتخرج في شعبة مهنة الكتاب، والعمل على النهوض بالمجالات التربوية والثقافية، عن طريق ترويج الكتاب وتقريبه من المواطن، والمساهمة في التواصل بين المؤلف والناشر والمطبعي والموزع والقارئ، بالإضافة إلى الدفاع عن مصالح الكتبيين.