ألهب المعلم الكناوي، محمود غينيا، رفقة نجليه حسام وحمزة غينيا، وأحد مساعديه، والمجموعة الإيطالية بينو مينافرا "مود إفريقيا"، حماس جمهور الموقع الأثري شالة، مساء أول أمس الأحد. محمود غينيا مع العازف الإيطالي ساندرو ساتا (كرتوش) في الحفل الاختتامي للدورة 16 من مهرجان الجاز بشالة، الذي حضرته أعداد غفيرة من الجماهير، أغلبها من الشباب، رقصوا وتفاعلوا مع الإيقاعات الكناوية، وإيقاعات الجاز الأوروبي، وظلوا واقفين مدة ساعتين تقريبا، متماهين مع الموسيقى ومع الكلمات الكناوية، التي رددها المعلم غينيا ومرافقوه المغاربة والأوروبيون. وكان حفل اختتام المهرجان باهرا بكل المقاييس، ففي بداية الحفل شد عازف الساكسوفون الفرنسي، الشاب إيميل باريزيان ومجموعته الرباعية، الحاضرين بموسيقاه الرائعة، التي يمزج فيها بين موسيقى العالم وموسيقى الجاز، ويقدم توليفة موسيقية جديدة، قوية وغنية، تنضح بالشاعرية، من قبل مجموعة شابة، ركبت موجة المغامرة بهذا الشكل الفني، الذي قد يجد فيه البعض نوعا من الغرابة، لكنه يحظى بالإقبال في مختلف المحافل الموسيقية العالمية. أما مجموعة بينو مينافرا الإيطالية، "مود إفريقيا"، أحد أبرز وجوه الجاز الأوروبي، فأمتعت الجمهور بموسيقاها المستمدة من الجذور الإفريقية، وهي تعبر عن التوق للحرية، وتناهض الميز العنصري في جنوب إفريقيا، وتعبر عن أصوات المتضررين من ذلك الحيف، وعلى رأسهم نيلسون مانديلا. وهذا العمق الإنساني للجاز، الذي توقعه المجموعة، هو ما جعل رئيسها، العازف بينو مينافرا، يصرح بأن "الجاز هو محرك العالم". أما الحفل الختامي بامتياز، فكان هو عمل الفيزيون، الذي قدمه المعلم غينيا، الحارس الفعلي لموسيقى كناوة بالمغرب، ومجموعة بينو مينافرا، المتخصصة في الجاز الأوروبي. وشد هذا العمل الحاضرين، وكذا المجموعة الإيطالية، التي حرص أعضاؤها على أخذ صور مع المعلم محمود غينيا، أسطورة الموسيقى الكناوية، الذي ولد سنة 1951 من أب كناوي وأم عرافة، وقضى عشرين سنة مع والده، حتى تشرب أصول المهنة، فأتقن آلة الكنبري وأسرار "الليلة"، وعزف مع موسيقيين عالميين، أمثال كارلوس سانتانا، وأدم رودولف، وفرح سيندرس. وشارك في الحفلات الخمسة للدورة 16 من مهرجان الجاز بشالة، 10 فرق و40 فنانا من 13 بلدا أوروبيا، اختيروا للمشاركة في هذا العرس السنوي لفن الجاز، الذي تنظمه، منذ سنة 1996، مندوبية الاتحاد الأوروبي بالمغرب، والسفارات والمعاهد الثقافية للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، بشراكة مع وزارة الثقافة، وولاية الرباطسلا – زمور – زعير، وصندوق الإيداع والتدبير، لموهبتهم، ولما يمثلونه من تنوع، كما شارك في التظاهرة 15موسيقيا مغربيا، عرفوا بمواهبهم ، بينهم بنبيلة معن، وطارق هلال، وفريد ميارة، وفايز العموري، من جيل الشباب المبدع، احتفت بهم هذه التظاهرة، التي ستنظم ابتداء من السنة المقبلة في شتنبر، بدل يونيو، كما أشار إلى ذلك مديرها الفني الأوروبي، جان بيير بيسو.