يتابع عدد من المهتمين بالشأن الصحي، النقاش الدائر، منذ أسابيع في فرنسا، حول مخاطر مادة "البارابين"، التي تدخل في التركيبة الصناعية لعدد من المنتوجات، ضمنها الأدوية والمواد الغذائية والفلاحية ومستحضرات التجميل، مع وجود معلومات حول تسببها في الإصابة بأمراض سرطانية، منها سرطان الثدي، وتأثيرها على خصوبة الرجال. وانصب قلق المتتبعين على ما تحتويه الأدوية من مادة "الباربين"، باعتبارها مادة حافظة، تستخدمها المختبرات الصيدلية للمحافظة على خصائص الدواء وضمان استمرار فعاليته، إذ تؤدي دورا في محاربة انتشار البكتيريا وتكون الفطريات في الدواء. وأفادت مصادر طبية "المغربية"، أنه يصعب حصر أو سرد الأدوية أو المستحضرات والمواد الغذائية التي تتضمن مادة "البارابين" في المغرب، في ظل عدم توفر دراسة نهائية حول مخاطر هذه المادة، سيما أن الأبحاث العلمية الجارية في أوروبا لم تنته بعد، إذ يستوجب عدم زرع الهلع وسط المواطنين، مقابل توعيتهم بمخاطر هذه المادة. وتترقب دول الاتحاد الأوروبي، مع حلول شهر نونبر المقبل، الكشف عن نتائج دراسة، يجريها جهاز مستقل للبحث العلمي، للتأكد من مخاطر المادة على الإنجاب، ومدى تهديدها للأطفال، لاتخاذ موقف نهائي بخصوص استعمالها. وذكرت المصادر أن المركز الوطني للوقاية من التسممات واليقظة الدوائية، لم يعلن، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، عن أي نشرة إنذارية حول هذه المادة، بالنظر إلى استمرار عمل الدراسات والأبحاث حول مخاطر وجود هذه المادة في تركيبة الأدوية، مع فعاليتها في العلاجات. جدير بالذكر أن عددا من مختبرات صنع مستحضرات التجميل، أضحت واعية بمخاطر مادة "البارابين"، إذ تضمن لوحات إشهار منتوجاتها، خلو مستحضراتها من مادة "البارابين"، ويفسر الاختصاصيون ذلك، بأن "أكثر من 60 في المائة من كل ما يوضع على البشرة يدخل مجرى الدم". ويعود الحديث عن مخاطر مادة "البارابين" إلى سنة 2004، إذ انتبهت الوكالة الفرنسية للسلامة الصحية، إلى هذه المادة، بعد أن كشفت دراسة بريطانية عن وجود بقايا ل"البارابين" في أنسجة أورام الثدي، إذ اعتقد العلماء أنها مرتبطة باستعمال مستحضرات التجميل التي تحتوي على هذه المادة. وأحصت الوكالة الفرنسية للسلامة الصحية وجود 400 نوع من الأدوية التي تتضمن مادة "البارابين"، 306 منها تتضمن مادة من "بروفيل برابين"، من النوع الذي يشكل تهديدا للخصوبة. وتبعا إلى ذلك، أصدرت دول الاتحاد الأوروبي تعليمات إلى مختبرات صنع الأدوية إلى تطوير طرق أخرى للحفظ والتخزين. وفي انتظار استكمال الأبحاث العلمية، يوصي الاختصاصيون مجموع المستهلكين إلى استشارة أطبائهم بخصوص هذا الموضوع، وتجنب استعمال المنتوجات المتضمنة لمواد حافظة، ما أمكن ذلك، إلا في حالات الضرورة. يشار إلى أن مادة "الباربابين" توجد في المعلبات على أنواعها المختلفة، كما توجد في أغلب مستحضرات التجميل، بدءا بمثبتات الشعر ومعطرات الإبط، مرورا بكريمات مبيضات الوجه، وأحمر الشفاه وطلاء الأظافر ومعاجين الحلاقة، وصولا إلى كريمات الوجه ومحيط العين، ومنظفات الشعر.