أشعل نظام العقيد معمر القذافي، أول أمس الأربعاء، مجددا الجبهة في مصراتة بشنه هجوما عسكريا على هذا المعقل الرئيسي للثوار في غرب البلاد 1- مقاتلون ليبيون بالقرب من خط الجبهة الغربية لمصراتة (أ ف ب) في تحد لضربات الحلف الأطلسي العنيفة على النظام وللعقوبات الدولية والعزلة المتزايدة، التي يعاني منها. وفي آخر فصول مسلسل التخلي عن الزعيم الليبي، التقى الرئيس السنغالي عبد الله واد، أمس الخميس، قادة الثوار في معقلهم بنغازي في شرق البلاد، وفق ما أكده مصدر قريب من الرئاسة السنغالية لوكالة فرانس برس. وهي المرة الأولى، التي يتوجه فيها رئيس دولة أجنبية إلى بنغازي منذ بداية الثورة على نظام الزعيم، معمر القذافي، في فبراير الماضي. وكان واد استقبل موفدين من مصطفى عبد الجليل في 19 ماي في دكار ثم في باريس في 27 منه، قبل أن يقرر الاعتراف بالمجلس الانتقالي "ممثلا شرعيا للشعب الليبي ويسمح له بفتح مكتب تمثيلي في دكار". وخلال استقباله الوفد عرض واد تنظيم مؤتمر وطني موسع يكلف إعداد دستور جديد وإجراء انتخابات في ليبيا برعاية الثوار. من جهته، أكد وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في اجتماعهم في بروكسل تصميمهم على مواصلة العملية العسكرية في ليبيا حتى تحقيق أهدافها، كما دعوا إلى الإعداد لمرحلة ما بعد القذافي، معتبرين أن رحيل الزعيم الليبي محتم رغم إعلانه عزمه على المقاومة حتى النهاية. لكن القذافي أكد أن نظامه لن يخضع أبدا ولن يهزم، في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي. وقال في حديثه الأول منذ عدة أسابيع، متوجها إلى التحالف الدولي، الذي يطالبه بالرحيل، "لن نخضع أبدا، لن تستطيعوا هزيمة شعب مسلح". وتأكيدا على ثباته على موقفه، شنت قوات القذافي هجوما على مصراتة أسفر عن مقتل عشرة ثوار وإصابة 26 آخرين، كما أعلنت مصادر في حركة التمرد لفرانس برس. ونجح ثوار مصراتة، الذين تعرضوا للحصار والقصف لمدة شهرين، في كسر الطوق مطلع ماي الماضي، بل وحققوا نصرا كبيرا في 12 من الشهر نفسه بسيطرتهم على مطار المدينة ما جعل الجزء الأكبر منها بعيدا عن مرمى القوات الحكومية. ومنذ ذلك الحين توقفت الهجمات على مصراتة. بدوره، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الأميرال مايكل مولن، في القاهرة إن "موقف الولاياتالمتحدة هو أن القذافي يجب أن يرحل (لكن) أحدا لا يستطيع تحديد موعد لذلك". وتزامن عيد مولد القذافي 69 مع عمليات القصف الأعنف، التي ينفذها الحلف على طرابلس منذ انطلاق غاراته في 19 مارس إذ استهدفت بشكل خاص مقر الزعيم الليبي في باب العزيزية. وتحدث النظام عن مقتل 31 شخصا في هذه الغارات، وهي حصيلة تعذر على الحلف الأطلسي تأكيدها رغم تصريح مسؤول فيه لفرانس برس عن "الأسف لمقتل أي مدنيين". وفي زيارة نظمتها السلطات لاحظ مراسل فرانس برس أن المجمع السكني الكبير لم يبق منه سوى ركام يتصاعد منه الدخان. من جانبه، أعلن مبعوث الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، إلى ليبيا "استعداده" للقاء الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، بعدما التقى مسوؤلين من المعارضة في بنغازي. وقالت باريس إن "عددا متزايدا من الدول يعتبر أن سقوط النظام بات حتميا ويجب من الآن التحضير لمستقبل ليبيا دون القذافي، وهذا ما تجلى بوضوح خصوصا في موقف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز". وكان ولد عبد العزيز، الذي يترأس لجنة القادة الأفارقة المكلفين إيجاد حل سياسي تفاوضي للنزاع الليبي، قال، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، إنه "على كل حال لم يعد بإمكان القذافي أن يحكم ليبيا". وحسب المتحدث الفرنسي، فان اجتماع ابوظبي، الثالث لمجموعة الاتصال حول ليبيا، والذي تشارك فيه خصوصا وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، سيكون "مناسبة لإعادة تأكيد وحدة المجتمع الدولي في إطار قراري مجلس الأمن الدولي 1970 و1973".