دخلت الفرق الحزبية في مجلس مدينة الدارالبيضاء في السرعة النهائية لحل الأزمة، التي يتخبط فيها المجلس منذ أزيد من ثمانية أشهر. وسيعقد العمدة، محمد ساجد، اليوم الأربعاء، لقاء مع رؤساء الفرق والمكتب المسير للبحث عن الصيغة المناسبة لحل مشكل التسيير في المجلس. وقال مصدر من مجلس المدينة إن هناك سعيا من قبل الجميع لإخراج المدينة من النفق المسدود. وأضاف المصدر "لدينا أمل كبير في خروج البيضاء من هذه الأزمة، لكن يظهر أن بصيص الأمل يظل قليلا، أمام المواقف المعلنة حتى الآن". ويرى سعيد الكيشاني، رئيس فريق العدالة والتنمية بالمجلس، أن التوصل إلى حل في هذه الظرفية صعب جدا. وفي تصريح ل"المغربية، قال الكيشاني"عقدنا، في نهاية الأسبوع، لقاء مع العمدة ساجد، من أجل معرفة رأيه في طلب تقدمنا به بخصوص عقد دورة استثنائية، وأكدنا في هذا اللقاء أنه ليس لدينا استعداد لانتظار أكثر"، مضيفا أن العمدة اعترف بصعوبة الأمر. وتتحدث بعض المصادر من داخل مجلس مدينة الدارالبيضاء عن وجود تحركات لدفع مستشاري حزب العدالة والتنمية للخروج من الأغلبية، لكن سعيد الكشاني قال إن "مبادراتنا لا تعني أننا حريصون على البقاء في الأغلبية، فإذا كان مقدرا لنا الخروج إلى صف المعارضة، سنكون في المستوى المطلوب، ولم نكن نقصد، حين طلبنا بإعادة تركيبة المجلس، أن يعوض أعضاء فريقنا نوابا آخرين للعمدة، بل، على العكس من ذلك، نصر على إدماج حزب الاستقلال، وهو ضمن المعارضة في المكتب المسير، حتى يكون المجلس متجانسا". ويعيش مجلس مدينة الدارالبيضاء، منذ شهور، أزمة أثرت بشكل كبير على عقد دوراته، فبعد أن فشل العمدة في عقد دورة الحساب الإداري، لم يتمكن، لحد الساعة، من عقد دورة أبريل، ولم تعد تفصل المجلس عن دورة يوليوز إلا أيام قليلة. وتتكون أغلبية مجلس مدينة الدارالبيضاء من أحزاب التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، وجبهة القوى الديمقراطية والعدالة والتنمية، والاتحاد الدستوري، في حين تضم المعارضة كلا من حزب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي، والحزب العمالي.