ينادونه ب"البوكوص"، ويلقبونه ب"MZ"، وهو في الواقع مراد الزاوي، الاسم الذي يتردد في العديد من الأعمال العالمية، التي صورت داخل المغرب وخارجه معتمدا على موهبته الفنية وطاقاته التمثيلية، التي جعلته محط اهتمام مخرجين مغاربة لم يترددوا في التعامل معه. رغم ملامحه التي تؤهله لدخول باب العالمية من بابه الواسع، حسب رأي أغلب النقاد والسينمائيين، كسر الزاوي القاعدة، وقرر خوض تجربة "السيتكوم"، من خلال السلسلة الكوميدية "عش البنات" المنتظر عرضها على "الأولى" في رمضان المقبل، مؤكدا أنه لا يحاول الاكتراث بملامحه أو وسامته التي "ستسجنه" في أدوار محددة، بل يسافر في عوالم السينما باحثا عن الأدوار المركبة والجادة والمختلفة، رغم أن هذه الأخيرة في رأيه دخلت مرحلة "الكوما" أو الغيبوبة" وتنتظر اتحاد جيل كامل من الممثلين والمخرجين والمنتجين أيضا، لإحيائها من جديد. بعد اهتمامك بالسينما، الذي بدا واضحا من خلال الأفلام المغربية والعالمية التي شاركت فيها، شاركت أخيرا في السلسلة الكوميدية "عش البنات" المنتظر عرضها في رمضان المقبل، لماذا غيرت اختياراتك الفنية، من السينما إلى السيتكوم؟ في المغرب نفتقر إلى القاعات السينمائية، فهناك 8 دور عرض، لذلك لا يستطيع الفنان أو المخرج الاعتماد على الشاشة الفضية فقط، لإبراز أعماله وموهبته، خاصة أن عشاق الفن السابع، ومن يرتادون القاعات السينمائية هم فئة خاصة، ومن هنا أتت رغبتي في ولوج عالم التلفزيون ليتعرف علي عشاقه. وأفتخر بالمشاركة في سيتكوم "عش البنات"، الذي من خلاله سألامس جمهورا عريضا، سواء في المدينة أو البادية بعيدا عن السينما، وأعتبر أن نسبة المشاهدة، التي تزداد في الشهر الفضيل، ستكون فرصة لتعرف أكبر عدد من المتتبعين على جميع أبطال العمل، بمن فيهم مراد الزاوي. لماذا فكرت في "السيتكوم" دون "المسلسل التلفزيوني"، علما أن الأول يتطلب توظيف الممثل لطاقاته الكوميدية أكثر؟ لا أجد مشكلا في تقديم الأدوار الكوميدية، إذ سبق أن قدمت الكوميديا في فيلم "هادي والتوبة"، رغم أنني أفضل الأدوار الدرامية، والمركبة، لكنني لم أتردد في قبول المشاركة في سلسلة "عش البنات"، عندما اقترح علي المخرج هشام الجباري، الذي أحترمه جدا وأقدره، الدور، بالإضافة إلى أن فكرة السلسلة جديدة، واعتمدت على ممثلين أكفاء للمشاركة فيها. ماهو الدور الذي تجسده في السيتكوم؟ أجسد دور طيار، متزوج من إحدى بنات أب متقاعد، يقرر الزواج بعد زواج بناته، وتضطر الظروف الطيار للعيش مع زوجته في بيت والدها، ليعيشا معا مجموعة من الأحداث والمواقف الاجتماعية في قالب كوميدي. بعد انتهاء تصوير "عش البنات"، هل ستشجعك التجربة على المشاركة في "سيتكومات" أخرى؟ مع هشام الجباري ممكن، في حين لا أعلم إن كنت سأفكر في تكرار التجربة مع مخرج آخر، أعلم أنه "لا يجب أن نقول أبدا"، ولكن يجب أن أتريث طبعا في اختياراتي الفنية، وأن أحسب على الأقل خطواتي، خاصة في ما يتعلق بالمخرج الذي أتعامل معه. ملامح وجهك توحي بأنك ممثل أجنبي أكثر من مغربي، ألم تفكر في التخصص في أداء الأدوار السينمائية، خاصة مع مخرجين عالميين؟ أنا بالفعل أشارك في أعمال أجنبية عالمية، وأتطلع إلى مواصلة المشاركة فيها، بحثا عن الأدوار الجادة والمركبة، غير واضع في أولوياتي النجومية أو الوصول أو العالمية، فكل ما يستهويني، هو تقنيات العمل المعتمدة في الفيلم الأجنبي، وسيناريوهات العمل أيضا، بالإضافة إلى الاستفادة من مخرجين عالميين قدموا الكثير للفن السابع. من جهة أخرى، يظن الكثيرون أنني أعتمد على ملامح وجهي في الحصول على أدوار معينة، في حين أنني لا أعتمد بالدرجة الأولى على "وسامتي" كما يقولون، بل أحاول أن أغير من شكلي كليا، حتى ولو ظهرت بملامح شريرة أو حلقت شعري وسالت الدماء من رأسي، كما حدث في فيلم مع المخرج هشام العسري. يقال في السينما هناك أدوار نجسدها وأدوار نحلم بتجسيدها، أي الأدوار تستهويك؟ كفنان، يجب أن أجسد أغلب الأدوار، لكن كمراد الزاوي، أبحث دائما عن الأدوار المعقدة والصعبة، وأعتبر أنني لم أقدم بعد، العديد من الأدوار، التي لا علاقة لها بشخصيتي الحقيقية، لأغير نظرة الجمهور والوسط الفني لي بأنني مجرد فنان "بوكوص"، أو ذي ملامح غربية يجب حصرها في أدوار معينة. ماهو جديدك بعيدا عن سيتكوم "عش البنات"؟ انتهيت أخيرا من فيلم للمخرج هشام العسري بعنوان "دي آند"، كما اشتغلت معه أيضا من خلال الفيلم التلفزيوني "أنا نورا ولكن.."، وأعددت "سيري ويب" أو مسلسلا يعرض عبر قناة تبث عبر الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، تحت عنوان "ياك". وأستعد أيضا لأعمال مع المخرج المغربي نورالدين الخماري، والمخرج جيروم أوليفار، الذي تعاملت معه في الفيلم السينمائي "قنديشة"، بالإضافة إلى بعض الأعمال السينمائية مع مخرجين عالميين. وماذا عن المسلسلات التلفزيونية؟ أنا منفتح على كافة المجالات، وربما سأكون سعيدا إذا تعاملت مع المخرج هشام الجباري أيضا. ما سر تشبثك بالتعامل الفني مع الجباري؟ أرى أن أهم عامل من عوامل نجاح الفنان في أي عمل، هو التفاهم ما بين طاقم العمل، خاصة المخرج، الذي يمثل العمود الفقري لأي منتوج فني. ما الفرق بين التعامل مع مخرج مغربي وآخر أجنبي؟ أشعر أن الاشتغال مع المخرج الأجنبي يمنح الممثل حرية أكبر، لأنه لا يتدخل في تفاصيل أداء الممثل، فالمخرجون الأجانب يثقون في كفاءة الممثلين أكثر، مهما بلغت درجة كفاءتهم وإبداعهم في مجال الإخراج. /خضت أيضا تجربة الإعلانات الإشهارية، هل تفكر في تكرار التجربة؟ بالفعل، سبق أن قدمت العديد من الإعلانات الإشهارية في بداياتي، لكنني أحرص على تقديم مشاهد أوظف فيها جانب التمثيل، دون أن تكون مشاركتي بشكل اعتباطي. تفكر في السينما والتلفزيون، أيهما تفضل، وأين المسرح من اهتماماتك؟ إنه عالم قائم الذات، إلا أنه يأخذ معظم وقت الفنان عندما يفكر في ولوجه، ويتطلب شهورا من التفرغ، وللأسف لا أملك الوقت الكافي للتفرغ لأبي الفنون، بسبب انشغالاتي بالعديد من المشاريع الفنية. أما عن المجال الذي أفضله، بطبيعة الحال السينما، لكن للأسف أعتبر أن السينما في المغرب في "الكوما"، ولا يسعنا إلا أن نتعاون كجيل جديد من الفنانين والمخرجين للنهوض بالفن السابع، وينقصنا جيل جديد من المنتجين السينمائيين الغيورين على هذا الفن، ممن ينتجون من أجل الإبداع دون أن يضعوا في أولوياتهم الربح المادي فقط. قدمت أعمالا على خشبة المسرح، ما هي أهم الذكريات التي تحتفظ بها في هذا المجال؟ ربما الذكريات التي لا تفارق مخيلة أي فنان مسرحي، هي اللحظات التي يكافأ فيها على مشهد مسرحي معين بتصفيقات حارة من الجمهور. هل شعرت بهذه المتعة في السينما؟ للسينما طعم خاص، لكنها مختلفة تماما عن المسرح، ففي هذا الأخير نعيش مع بعضنا كأسرة لفترات طويلة، أما السينما، فمهما اجتمعنا، نفترق بعد قضاء يوم كامل من التصوير. هل أنت راض عن الأدوار التي قدمت ؟ يمكن القول إنني كنت دائما محظوظا. أديت أدوارا مختلفة تماما عن بعضها، وأديت أدوارا ستظل راسخة في تاريخ السينما المغربية، الشيء الذي لم يتح للعديد من الفنانين.