تتجه الأنظار، اليوم السبت، إلى القمة الإفريقية بين الرجاء البيضاوي وأسيك أبيدجان الإيفواري، ضمن ثمن نهائي عصبة أبطال إفريقيا لكرة القدم، المقرر إجراؤها بالمركب الرياضي محمد الخامس بالبيضاء، ابتداء من الثامنة مساء. وستكون المباراة بين الرجاء البيضاوي، بطل إفريقيا ثلاث مرات، وأسيك أبيدجان الإيفواري، الحائز على لقب دوري أبطال إفريقيا 1998، صعبة وحاسمة على الطرفين، لأنها لا تقبل القسمة على اثنين، بالنظر إلى أنها مباراة فاصلة، ومنها سيتأهل الفائز إلى دور المجموعات. واتخذ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" إقامة مباراة الرجاء مع أسيك أبيدجان من دور واحد، بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في كوت ديفوار، رغم اعتقال الرئيس المخلوع باغبو. وانطلاقا من قرار "الكاف"، سيكون فريق الرجاء أمام فرصة ذهبية كبيرة، لأنه سيستقبل خصما معروفا على الساحة القارية بقوته بملعبه وأمام جماهيره، سيما أن المباراة الفاصلة تجعل الفريق البيضاوي في حالة الفوز يعود إلى الواجهة الإفريقية، بعدما استعصى عليه الوصول إلى دور المجموعات، ضمن المسابقة ذاتها، لست سنوات. ويأتي موعد المباراة ضد الفريق الإيفواري في وقت بدت عناصر المدرب امحمد فاخر أكثر انسجاما وثقة، وارتياحا كبيرا من الناحية المعنوية، بعد سلسلة من الانتصارات المتتالية في منافسات الدوري الوطني، آخرها فوزه البين في الجولة الأخيرة على أولمبيك آسفي (4 -1)، مما جعله على بعد خطوة واحدة من الظفر باللقب للمرة العاشرة في مساره الرياضي، إذ يلزمه فقط ثلاث نقاط ليتوج بطلا للموسم 2011-2010. وسيعاني فريق الرجاء من كثرة الغيابات الأساسية خلال مباراته ضد أسيك الإيفواري، بسبب الإصابة، أمثال بوشعيب لمباركي، وأمين الرباطي، "هناك احتمال كبير لغيابهما، أما بخصوص السليماني والمهدوفي والطير، فقد عادوا إلى التداريب بشكل عاد، ونتمنى أن يسترجعوا عافيتهم ولياقتهم البدنية قبل موعد المباراة، حسب تصريح المدرب امحمد فاخر، علما أن المدافع إسماعيل بلمعلم انضم، بدوره، إلى لائحة الغيابات، بسبب إصابته في حصة تدريبية ليوم الثلاثاء الماضي، وبالتالي سيكون المدرب فاخر أمام مهمة صعبة لإعداد خط الدفاع لاحتمال غياب أكثر من ثلاثة لاعبين أساسيين، وهم الرباطي، والمهدوفي، وبلمعلم. وسيحاول أصدقاء المهاجم هشام أبوشروان إعادة سيناريو عام 2002، عندما فاز فريق الرجاء على أسيك أبيدجان بأربعة أهداف دون مقابل، ضمن إياب دور نصف نهاية الدوري ذاته، بعدما كان انهزم في مباراة الذهاب بأبيدجان بهدفين دون رد. في المقابل، وإذا كان فريق الرجاء يعاني من كثرة الغيابات، فإن الفريق الإيفواري، الذي وصل الخميس الماضي إلى المغرب مثقلا بالمشاكل، يعاني من ضعف مردودية ولياقة لاعبيه، نظرا إلى الأوضاع السياسية، التي اضطرتهم إلى التوقف عن التداريب لحوالي شهر. وإلى غاية الاثنين الماضي، باشر لاعبو الفريق الإيفواري حصصهم التدريبية بمركب سول بيني بضواحي العاصمة الإيفوارية أبيدجان، تحت قيادة المدرب الفرنسي سيبستيان ديزابر، العائد إلى أبيدجان، بعد سفر اضطراري إلى فرنسا. ويحاول الفرنسي سيبستيان ديزابر استعادة ما فات بشكل سريع، من خلال الاعتماد على برنامج إعدادي يرمي إلى خوض حصتين تدريبيتين في اليوم، ووضع نظام غذائي خاص إلى حين موعد مباراة فريقهم مع الرجاء. وكانت إدارة أسيك أبيدجان تدرس إمكانية الإعداد المبكر بالمغرب، إلا أنها وجدت صعوبة في الالتزام بالمصاريف المالية. ورغم تلك الإكراهات، فإن الفريق الإيفواري يعتبر خصما من العيار الثقيل، يعج بلاعبين شباب من خريجي مركز تدريب النادي، علما أن المدرب الفرنسي كشف، في تصريحات صحفية لوسائل الإعلام المحلية، أنه يدرك جيدا خصمه المغربي، إذ سبق أن عاين مجموعة من مبارياته. أما المدرب فاخر، فقد كشف، في تصريح ل"المغربية"، أنه "لشح المعلومات، حاولنا التنسيق مع إحدى الجهات بالكوت ديفوار، إلا أن المشاكل السياسية بالبلاد حالت دون ذلك"، مشيرا إلى أنه "في الوقت الذي نجهل خصمنا الإيفواري، نجد أن الأخير يدرك جيدا طريقة لعب فريق الرجاء، وكافة تشكيلته الرسمية، إضافة إلى توفره على أشرطة مبارياته الأخيرة، وهذا الأمر كشف عنه مدربه الفرنسي خلال تصريحاته الأخيرة". وأكد مدرب الرجاء أن فريقه يركز على قوته وتجربة لاعبيه، "خاصة أننا سنستقبل الفريق الإيفواري بملعبنا، وأمام جماهيرنا العريضة"، مشيرا إلى أن فريقه يعاني من بعض الغيابات الأساسية، كغياب بوشعيب لمباركي، وأمين الرباطي، "هناك احتمال كبير لغيابهما عن مباراة السبت المقبل. أما بخصوص السليماني والمهدوفي والطير، فقد عادوا إلى التداريب بشكل عاد، ونتمنى أن يسترجعوا عافيتهم ولياقتهم البدنية". وكان الرجاء، بطل إفريقيا ثلاث مرات، تجاوز بصعوبة كبيرة دور الستة عشر، بعد فوزه على ضيفه ستاد مالي، بهدف دون مقابل، في مباراة الإياب، علما أنه انهزم (2- 1) في مباراة الذهاب، التي جرت في باماكو. في حين، تجاوز أسيك أبيدجان، ضمن الدور ذاته، فريق موتور أكشن الزيمبابوي بضربات الترجيح (4 – 2) في ميدان الأخير. للإشارة، فمباراة الرجاء ضد أسيك أبيدجان سيقودها طاقم تحكيم من الكاميرون.