كان الحدث البارز، خلال الشوط الرابع من دورة الحساب الإداري، التي علقت قبل أسبوع، دون مناقشة ولو نقطة واحدة في جدول الأعمال، هو عدول فريق حزب التجمع الوطني للأحرار عن قرار الاستقالة فريق حزب التجمع الوطني للأحرار قبل قرار الاستقالة والتراجع عليه إذ بمجرد ظهور بعض أعضاء الفريق في ساحة مقر الولاية، حتى انتفض بعد المواطنين ضد هذا القرار، مؤكدين أنه لم يكن حريا بأعضاء فريق التجمع الوطني للأحرار أن يقدموا استقالتهم، ثم يتراجعون عنها بهذه السرعة. لم يكن قرار العدول عن الاستقالة، التي أعلن عنها فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس مدينة الدارالبيضاء، ليمر دون إثارة نقاش في صفوف عدد من المنتخبين، إذ برر بعض أعضاء فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المدينة، تراجعهم عن الاستقالة من المجلس، بتوصلهم بطلب من رئيس الحزب صلاح الذين مزوار، يؤكد من خلاله ضرورة مواصلة العمل من داخل الأغلبية الحالية، بعدما تلقى ضمانات قوية من أمناء الأحزاب المشكلة للأغلبية بالمجلس الجماعي. وقال الطاهر اليوسفي، رئيس الفريق بمجلس المدينة، إن من بين الأسباب التي أدت إلى التراجع عن قرار الاستقالة هو أن الدفاع عن مصلحة مدينة الدارالبيضاء والاستمرار في خدمة سكانها، يعد في سلم أولويات الحزب، إضافة إلى الأهمية البالغة للنقاط التي كانت مدرجة في جدول أعمال هذه الدورة، وتابع قائلا "لقد زار عدد من أحزاب الأغلبية والعمدة محمد ساجد فريق التجمع الوطني للأحرار للعدول عن الاستقالة، على اعتبار أن الفريق جزء مهم من التحالف الذي يقود المدينة". وأضاف أن من بين الأشياء التي دفعت إلى التراجع عن قرار الاستقالة هو أن العمدة التزم قبل انعقاد الشوط الرابع من دورة الحساب الإداري بتأجيل نقطة الحساب الإداري إلى دورة أخرى حتى تجري دراستها باللجان ومرورها عبر القنوات الإدارية والمسطرية وفق الشروط والضوابط القانونية الجاري بها العمل. وأكدت مصادر من داخل حزب التجمع الوطني للأحرار أن أعضاء فريق الحمامة بمجلس مدينة الدارالبيضاء وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع بعض مستشاري الحزب في المقاطعات، مضيفة أنه كانت هناك رغبة من قبل عدد من مستشاري الأحرار في المقاطعات بعدم نهج سياسة المكان الفارغ بمجلس المدينة، سيما أن نظام وحدة المدينة يحد من صلاحيات المقاطعات. وعن الخروج من قاعة الاجتماعات أثناء انعقاد الشوط الرابع من دورة الحساب الإداري، التي رفعت دون مناقشة ولو نقطة واحدة في جدول الأعمال، أكدت المصادر نفسها أن هذا راجع إلى ما وصفته بالفوضى التي تخللت عقد هذا الشوط، مؤكدين أنه لم تكن الظروف مواتية لنقاش جاد حول القضايا التي تشهدها المدينة. وقبل أن يعدل فريق حزب التجمع الوطني للأحرار عن قرار الاستقالة، كان رئيس مقاطعة سيدي عثمان، محمد الحدادي، فجر قنبلة سياسية في وجه العمدة، خلال الشوط الثالث من دورة الحساب الإداري التي عقد يوم 19 أبريل الماضي، بعد الإعلان عن خبر الاستقالة، واعتبر البعض في حينها أن هذا القرار مجرد رد فعل عن الأجواء التي أصبحت تعرفها دورات المجلس، وأن أعضاء فريق التجمع سيتراجعون عن هذا القرار، لكن بدأ الشك يتسرب إلى قلوب أصحاب هذا الرأي، خاصة بعدما أعلن بعض أعضاء الفريق، خلال ندوة صحفية عن تشبثهم بقرار الاستقالة، معتبرين أنها مسألة لا رجعة فيها، وأن هناك العديد من الأسباب هي التي دفعت إلى اتخاذ هذه الخطوة، من بينها استحالة العمل في جو التوتر والصراع الذي أصبح يخيم على المجلس، وتداخل الأدوار داخل المجلس بين الأغلبية والمعارضة، وبروز مظاهر بعيدة عن المعارضة البناءة، وانغماس البعض في ما وصفوه بالشعبوية والسياسوية المفرطة ضدا على مصالح البيضاويين، إضافة إلى الحياد السلبي لسلطة الوصاية واكتفائها بالتفرج على الأحداث التي يشهدها المجلس. مشاريع معلقة قال عدد من أعضاء فريق التجمع الوطني للأحرار إنهم شعروا باستحالة تنفيذ مشاريع والتزامات الحزب تجاه البيضاويين، بسبب انعدام شروط النقاش الديمقراطي البناء داخل المجلس، مضيفين أن جميع المساعي والمحاولات المتكررة من فريق التجمع الوطني للأحرار لإعادة مجلس مدينة الدارالبيضاء إلى وضعه الطبيعي في سبيل المصلحة العامة للمدينة باءت بالفشل. وأعلن منتخبو حزب الأحرار، خلال الندوة نفسها، أنهم مستعدون لتحمل جميع تبعات الاستقالة في باقي المجالس الأخرى، في إشارة إلى مجلس العمالة والجهة، وفي تصريح سابق ل "المغربية"، أكد رئيس الفريق، الطاهر اليوسفي"إذا كانت للاستقالة من المجلس تبعات على مستوى المجالس الأخرى، فليس هناك طريق آخر سوى تقديم الاستقالة من هاذين المجلسين، وأضاف أن الهدف من اتخاذ هذه الخطوة ليس المساهمة في "البولوكاج"، الذي تعرفه المدينة منذ شهور، ولكن هي صرخة ووقفة تأمل في الوضع. ورغم أن المبررات التي رفعها أعضاء الفريق أثناء إعلانهم عن الاستقالة لم تختلف، إلا أن عدولهم عن هذا القرار أثار نقاشا واسعا، وهو ما دفع بعض المواطنين، خلال الشوط الرابع من دورة الحساب الإداري، يخاطبون أعضاء الفريق أثناء دخولهم إلى مقر الولاية قائليين "عنداكم تبيعونا.. هادشي ماشي معقول، ياك قدمتوا استقالتكم علاش راجعين". وإذا كانت عودة فريق التجمع الوطني للأحرار إلى دفء مجلس المدينة، كما يقول عدد من أعضاء الفريق، مسألة أوجبتها مصلحة المدينة، فإن العديد من المنتخبين يؤكدون أنه إذا كان من حق رجال مزوار اتخاذ أي قرار يرونه مناسبا، فإنه كان عليهم أن يفكروا ألف مرة، قبل أن يفجروا قنبلة الاستقالة في وجه العمدة ساجد، لأن المدينة لا تتحمل مثل هذه القرارات.