تولت لجنة مؤقتة، يرأسها أحمد بنحداد، عضو في المكتب السابق لفريق المغرب التطواني، تسيير الفريق ذلك بعد تقديم المكتب المسير، الذي يرأسه عبد المالك أبرون، لاستقالته، خلال الجمع العام الاستثنائي، الذي مر في أجواء "استثنائية" الجمعة الماضي، بسينما إسبانيول بتطوان. ووجد عبد المالك أبرون صعوبة بالغة في إقناع منخرطي النادي والجماهير التطوانية، التي حضرت الجمع العام، بقبول استقالته، إذ لم تسمح له بتقديمها واحتجت على ذلك بشدة، ولم ترضخ للأمر إلا عندما أعلن أبرون أنه سيستمر رئيسا شرفيا، وأنه لن يتخلى عن الفريق وسيدعمه كما في السابق "هذه هي الطريقة الوحيدة، التي مكنت الجمع العام المرور بسلام، وتجنب نتائج غضب الجماهير التطوانية"، يقول مصدر مسؤول في الفريق التطواني. واضطر أبرون إلى المغامرة بالسماح للجماهير بحضور أشغال الجمع العام، بعد أن حجت بكثافة (حوالي ألفي مناصر)، إلى قاعة الجمع العام، ما استنفر رجال الأمن الذين وجدوا أنفسهم أمام مشكلة حقيقة، إذ عرقلت الجماهير حركة السير، وظلت تهتف بضرورة رفض استقالة رئيس الفريق، وكان إدخالهم للقاعة الحل الوحيد لتجنب حالة فوضى في المدينة. واعترف ممثل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بأن الجمع التطواني كان فريدا من نوعه، ووصفه بالعرس الرياضي، نظرا لكثافة الحضور الجماهيري، الذي تابع التقريرين الأدبي والمالي باهتمام كبيرين، سيما أن التقرير المالي كان دقيقا وقدم للحضور كل صغيرة وكبيرة عن مالية الفريق، التي سجلت عجزا يفوق ملياري سنتيم، فضلا عن مديونيته لعبد الملك أبرون بأزيد من 500 مليون سنتيم، ما دفع الجماهير بالمطالبة ببقائه لأنه الشخص الوحيد، الذي بإمكانه جر الفريق إلى بر الأمان، إذ وجهت انتقادات لاذعة إلى السلطات المحلية التي لا تقدم منحا كافية للفريق، كما طالبت "المتآمرين" بترك الفريق وشأنه، وعدم ترك السياسية تؤثر على مستقبل ناديهم، وكان أبرون في كل مرة يجهد نفسه للالتماس من الجماهير بالهدوء، واعدا إياهم أنه سيقدم ترشيحه لرئاسة جديدة للنادي إذا ما ابتعد "المتآمرون عن النادي"، وإذا ما أبدت الجماهير ومكونات النادي تشبثها به، واستعدادها لمؤازرته ضدهم. واعتبر أبرون أن موضوع الإضراب، الذي نفذه 14 لاعبا، يدخل في نطاق صراع غير معلن بين عدة أطراف للإساءة إليه شخصيا ومن خلاله إلى فريق المغرب التطواني، مضيفا في كلمته أن المكتب المسير اتخذ في حق هؤلاء العقوبات التي تتماشى مع ما اقترفوه في حق فريقهم وجمهورهم على السواء. وصادق المنخرطون بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي، ووجد بلحداد رئيس اللجنة المؤقتة صعوبة بالغة في إلقاء كلمته، بعدما رفض الحضور القبول به كرئيس، إلا أن تدخلات أبرون ساهمت في تهدئة الوضع، وإقناع الجميع بأن استقالته هي الحل لتجنيب النادي حربا خفية قد تعصف به إلى القسم الثاني.