يستقبل فريق الوداد الرياضي البيضاوي لكرة القدم، مساء اليوم السبت، ضيفه نادي مازيمبي الكونغولي، بطل إفريقيا موسمين متتاليين، برسم ذهاب الدور الثالث لمنافسات دوري أبطال إفريقيا، على أرضية ملعب محمد الخامس في الدارالبيضاء. منذ أن سحبت قرعة دوري أبطال إفريقيا، في يناير الماضي، والجميع يتوقع عدم وصول فريق الوداد إلى دور المجموعات بحكم مواجهته لمازيمبي الكونغولي في الدور الثالث، إلا أن ذلك لا يعني قطعا أن المهمة مستحيلة، لأن في عالم كرة القدم كل شيء ممكن رغم صعوبة الأمر. مباراة، اليوم السبت، تعد بالشيء الكثير، إذ يتوقع أن يتابعها عدد كبير من محبي وجمهور الوداد، لعل ذلك ما دفع المكتب المسير للفريق لتخصيص 40 ألف تذكرة بدأ ترويجها منذ، الأربعاء الماضي. مازيمبي القوي.. بعد فوزه للمرة الثانية على التوالي بلقب دوري أبطال إفريقيا، ووصوله إلى المركز الثاني في بطولة العالم للأندية، يعتبر النادي نفسه ملكا للقارة السوداء، وبطل أبطالها، الأمر الذي انعكس على معنويات لاعبيه الذين أصبحوا أكثر ثقة في أنفسهم وفي قدرتهم على تحقيق لقب ثالث، دون الاكتراث إلى باقي المنافسين. ولعل تصريحات بعض اللاعبين تعكس مستوى الثقة الذي وصل إليه اللاعبون، إذ قال اللاعب توباك كبانغو، الملقب ب"باتو"، إن زملاءه سيحققون لقبا إفريقيا ثالثا. وأشار توباك، في حوار مع الموقع الرسمي للنادي، إلى أن مازيمبي قادر على هزم جميع الأندية والاستمرار في القمة. الثقة التي يتمتع بها اللاعبون تغمر المحبين والمساندين للفريق أيضا، إذ يحس أغلبهم بالفخر لانتمائهم للفريق، إذ أصبحوا يشعرون بقوة فريقهم وقدرته على الفوز في كل مرة. ويبدو أن تعليقات المحبين والجمهور المازيمبي على صفحة الفريق في الموقع الاجتماعي "فايسبوك"، تظهر مدى ثقة الجماهير بناديها، إذ تصب أغلب التعليقات نحو فوز كبير على الوداد في قلب البيضاء. مازيمبي تأسس عام 1939 وهو أكبر الأندية في الكونغو الديمقراطية، ويأتي بعده نادي فيتا كينشاسا ثم موتيما بيمبي. مازيمبي من أعرق الأندية في القارة الإفريقية أيضا فقد صال وجال في الفترة من منتصف الستينات وحتى عام 1980. كما أحرز العديد من البطولات الإفريقية . بالأرقام مازيمبي بطل إفريقيا لأربع مرات، سنوات 1967 و1968 و2009 و2010. أحرز كأس السوبر الإفريقية مرة واحدة عام 2010 وكانت على حساب الفتح الرباطي، ولديه لقب واحد لمسابقة دوري إفريقيا لأبطال الكأس عام 1980. الوداد العريق.. صحيح أن الترشيحات تصب في خانة نادي مازيمبي للمرور إلى دور المجموعات على حساب الوداد، إلا أن ذلك لا يعني ضعف الفريق الأحمر وعدم قدرته على الفوز، بل يظل صاحب أكثر الألقاب. وفي ما يخص مشاركة الوداد، ضمن منافسات دوري أبطال إفريقيا، سواء بنسخته القديمة أو الجديدة، فقد تجاوز عشر مشاركات أحرز خلالها اللقب مرة واحدة عام 1992. ومن إنجازاته إحراز لقب كأس الكؤوس الإفريقية عام 2002، والكأس الأفرو آسوية سنة 1993، وبلوغ نهائي كأس الاتحاد الإفريقي سنة 1999. وكانت آخر مشاركة للوداد ضمن منافسات كأس عصبة أبطال إفريقيا عام 2007، إذ خرج من الدور 16 بعد هزيمته أمام أسيك ميموزا في الكوت ديفوار بهدفين لصفر، وتعادل أمامه في الدار البيضاء دون أهداف. ويمتلك الوداد في خزانته أكثر من 36 لقبا وطنيا وقاريا، تجعله يخوض مباراة اليوم بروح المنتصر، حتى يستطيع استعادة توهجه والعودة مجددا للساحة القارية. يعتبر الوداد نفسه أقل حظا بحكم المسار الصعب الذي قطعه، منذ بداية المنافسات شهر فبراير الماضي، إذ واجه نادي أدوانا ستارز الغاني، في ظروف صعبة، قبل أن يلتقي كانو بيلارس، الذي كان ضمن أندية نصف النهائي، خلال النسخة الأخيرة، وخلال الدورين التمهيدي والأول، اضطر الفريق الأحمر إلى لعب مباراة التأهل خارج ملعبه، ويبدو أن قدره سيكون كذلك، إذ يستقبل مازيمبي في الدارالبيضاء، على أن تكون مباراة الحسم في لموباتشي يوم 7 أو 8 ماي المقبل. التحكيم الشبح.. يظل التحكيم نقطة تقلق مسؤولي الوداد ومدربه فخرالدين رجحي، بحكم الاتهامات التي كانت وجهت لفريق مازيمبي ومسؤولي من طاقم تحكيم مصري، قال إنهم حاولوا إرشاءه. وكانت لجنة الحكام المصرية تقدمت رسميا للاتحاد الإفريقي بشكوى تفيد تلقي طاقم تحكيم دولي مصري عرضا بالرشوة المالية مصحوبا بتهديدات بالقتل، وهو الأمر الذي دفع مسؤولي الوداد بدورهم إلى مراسلة الكاف للاستفسار عن الموضوع، والضغط من جهته، لتجنب أي تلاعبات قد ينوي الفريق الكونغولي القيام بها في مباراة الإياب المقررة في لوموباتشي. ورفض طاقم التحكيم المصري المكون من ياسر عبد الرؤوف وأيمن دجيش وبشير صلاح وفهيم عمر تقاضي رشوة قدرها 10 آلاف دولار لكل منهم من مسؤولي نادي مازيمبي الكونغولي، مقابل "تفويت" مباراة سيمبا التنزاني التي أقيمت أخيرا ضمن مباراة الذهاب من دور 32 من بطولة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم وانتهت بفوز الفريق الكونغولي بنتيجة 3-1. وكان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" عين ثلاثي تحكيم من أنغولا لإدارة مباراة الوداد البيضاوي ضد مازيمبي الكونغولي. ويتكون الطاقم المذكور من مارتان دي كارفالو حكما رئيسيا يساعده جيرسون كانومبو وجيرسون دو سانتوس، أما الحكم الرابع فهو مواشي هويكا، فيما جرى تكيلف البوركينابي سي بوريما بمراقبة المباراة. نصائح لمازيمبي.. قال الفرنسيان فرونسوا جودار، المدرب السابق لمجموعة من الأندية الوطنية، وكريستيان فيا، الصحافي السابق في جريدة لكيب الفرنسية، والدولي المغربي ميري كريمو، إن الخط التصاعدي للوداد ينبئ بمباراة قوية على أرضية ملعب محمد الخامس في الدارالبيضاء. وأوضح كريستيان فيا، في تصريح للموقع الرسمي لمازيمبي، إن فريق الوداد غني عن التعريف، وهو من أكبر الأندية المغربية بتاريخه وألقابه وجمهوره، مشيرا إلى أن الوداد عاد بقوة خلال فترة الإياب من بطولة المغرب لكرة القدم، "لهذا السبب الوداد رمى بكل أوراقه في اتجاه دوري عصبة أبطال إفريقيا، وعلى نادي مازيمبي أن يكون حذرا". من ناحيته، قال الدولي المغربي، ميري كريمو، إن الوداد عاد بقوة خلال الفترة الثانية من البطولة، لتوفره على مجموعة من اللاعبين معتادين على اللعب باللمسة الواحدة وفي مساحة صغيرة. وقال الفرنسي فرونسوا جودار الذي يمتلك خبرة طويلة في كرة القدم الوطنية والإفريقية، إن الوداد يلعب بطريقة قصيرة وتقنية، مشيرا إلى أنه يحب كثيرا اللاعب خالد السقاط والدور الكبير الذي يقوم به في الجهة اليسرى، خصوصا في الهجوم. في انتظار الجماهير.. خصص المكتب المسير للوداد 40 ألف تذكرة للقاء المرتقب أمام مازيمبي الكونغولي، من بينها 30 تذكرة للمدرجات العادية التي حدد سعرها في 30 درهما، و8 آلاف تذكرة للمنصة المغطاة التي حدد سعرها في 50 درهما، و1500 تذكرة للمنصة الشرفية، التي حدد سعرها في 100 درهم، إضافة إلى 250 تذكرة خاصة بالمنصة الشرفية التي يصل سعرها إلى 200 درهم. ويعول الفريق الأحمر على مساندة جماهيره لتجاوز عقبة مازيمبي ذهابا في انتظار الإياب. وطرح المكتب المسير تذاكر المباراة للبيع منتصف الأسبوع في ثمانس نقط بيع المرخص لها. ومن المنتظر أن يبدع جمهور "الوينرز" من جديد خلال مباراة اليوم، بعد اللوحة التي رسمها في مباراة الديربي الأخير أمام الرجاء البيضاوي، ونالت إعجاب الجميع. الغيابات ترهق الوداد.. في الوقت الذي استعد نادي مازيمبي بشكل جيد وبدون أي غيابات، دخل الوداد معسكره الإعدادي في غياب عدد من لاعبيه. ومن أبرز الغيابات عبد الرحمان كابوس وفريد الطلحاوي، المصابان، بالإضافة إلى أيوب الخالقي وجمال العليوي بسبب تلقيهما لبطاقتين صفراوتين في اللقاءات السابقة برسم عصبة الأبطال الإفريقية. ولم يستطع الفريق الأحمر اللعب منذ بداية الموسم مكتمل الصفوف، إذ عانى في أغلب مبارياته غياب بعض لاعبيه، لأسباب صحية وتأديبية.