لفظ حسن زياني، 25 سنة، طالب بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة، شعبة الإسبانية، سنة ثانية، أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه، بعد تلقيه طعنة غادرة من قبل شخص "ملتح" هجم بشكل هستيري على مقهى الحافة بطنجة، حاملا سلاحا أبيض، عبارة عن مدية حادة، حوالي العاشرة والنصف من ليلة الجمعة الماضية. وأصيب في الهجوم، الذي ما تزال أسبابه مجهولة، زميل الضحية في الدراسة، ويدعى سعد بوخنيفي، 25 سنة، بجرح بليغ في الصدر، وجرى نقله إلى مستشفى محمد الخامس، حيث ما يزال يرقد تحت العناية الطبية. كما لم يسلم من طعنات المتهم، مواطن فرنسي، يدعى فرانسيسكون (ن)، أصيب هو الآخر بجرح في الفخذ وصف بالطفيف، وسرعان ما غادر المستشفى، مباشرة بعد تلقيه الإسعافات الضرورية. وباغث المعتدي، الذي حسب شهود عيان، كان يردد "الله أكبر" لحظة الهجوم على المقهى، الضحية حسن، الذي كان رفقة أربعة طلبة إسبانيين، لحسن الحظ لم يصابوا بأي أذى، قبل أن يحاول توجيه طعناته بشكل عشوائي إلى عموم رواد المقهى، ما نتج عنه تدخل بعضهم لصده، بضربه ببعض الكراسي، الشيء الذي جعله يتراجع ويفر هاربا إلى وجهة غير معلومة. وعلمت "المغربية" من مصادر أمنية، أن المحققين تمكنوا من تحديد هوية المتهم، ويدعى عبد اللطيف (ز)، 34 سنة، يتحدر من مدينة طنجة، من ذوي السوابق العدلية، وسبق له أن قضى سنتين حبسا بسجن سلا، بعدما جرى ترحيله من إسبانيا سنة 2007، على خلفية جريمة مرتبطة بالهجرة غير الشرعية. وقال أحد الطلبة، الذين كانوا بموقع الحادث، إنه من غير المستبعد أن يكون الجاني هاجم الضحايا، بعدما سمعهم يتبادلون أطراف الحديث بالإسبانية، ربما انتقاما لطرده من إسبانيا، فيما لم يستبعد طالب آخر أن يكون الدافع لارتكاب الجريمة إرهابي، الأمر الذي استبعده الشهود، الذين عاينوا الحادث، والذين صرح أحدهم ل "المغربية"، أن الجاني يعاني من مرض نفسي. وانتقد طلبة مدرسة الملك فهد العليا للترجمة، تردي الوضع الأمني بالمدينة عموما، وبمحيط المدرسة على وجه التحديد. وقال طلبة في تصريح خصوا به "المغربية"، إن عناصر مشبوهة بدأت في الآونة الأخيرة تطارد بعض طلبة المدرسة، الذين يتوفرون على حواسيب محمولة، مشيرين إلى أن بعض طالبات المدرسة أصبحن بدورهن عرضة لاعتداء بعض العناصر المشبوهة، التي تتعقب خطواتهن بمحيط المدرسة.