بعد نجاح العرض الأول، الذي احتضنته حديقة "ماجوريل" في مراكش، في استقطاب 50 ألف زائر على مدى أربعة أشهر، يحط معرض "إيف سان لوران والمغرب"، ب"فيلا الفنون" بالدارالبيضاء، من 13 أبريل الجاري إلى 17 يوليوز المقبل إيف سان لوران (خاص) لتقديم موديلات إيف سان لوران، التي استوحاها على مدى أربعين سنة من المغرب، الذي كان يكن له حبا كبيرا. يقدم المعرض، الذي تنظمه مؤسسة "أونا" بشراكة مع مؤسسة "بيير بيرجي- إيف سان لوران"، وحديقة "ماجوريل"، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى ثلاثة أشهر، أزيد من 40 تصميما للخياطة الرفيعة من مجموعة مؤسسة "بيير بيرجي و إيف سان لوران" في باريس، مرفقا بوثائق تتضمن صورا، وأشرطة وثائقية حول إيف سان لوران، ونصوص من كتاب "إيف سان لوران، شغف مغربي"، الذي ألفه رجل الأعمال الفرنسي بيير بيرجي. وفي هذا السياق، قال رئيس "مؤسسة بيير بيرجي- إيف سان لوران" مندوب المعرض بيير بيرجي، في ندوة صحفية احتضنتها "فيلا الفنون" بالدارالبيضاء، أثناء حفل الافتتاح، إن المعرض ينظم وفاء لذكرى شريكه وصديقه مصمم الأزياء العالمي الشهير إيف سان لوران، الذي توفي سنة 2008، وللعلاقة الفريدة التي تربط الراحل، منذ سنة 1966 بالمغرب عموما، وبمدينة مراكش خصوصا، تلك المدينة التي سحرته بألوانها المشرقة، التي استوحى منها تصاميمة وأزياءه الشهيرة، التي غزت العالم، قائلا "بعد وفاة إيف سان لوران أرغب بشدة في أن يحكي المغاربة، الذين أحبهم كثيرا، عن أعماله في بلد كان بمثابة وطنه، كما صدح بذلك على الدوام". وأضاف بيرجي، خلال الندوة ذاتها، التي شهدت حضور السينوغرافي كريستوف مارتن، وعدد من أصدقاء ومساعدي الراحل، أن إيف سان لوران كان دائما يقر بتأثير المغرب على إبداعه، إذ لم تغب عنه ألوان وغنى اللباس في مراكش، حيث اكتشف لون وجاذبية المغرب، الذي أثر فيه طيلة حياته، مؤكدا أن لوران، الذي افتتن بالمغرب، منذ وصوله إليه في فبراير 1966، عرف كيف يستلهم تصاميمه من الجلابة والجبادور، والبرنس، والقفطان، والطربوش ليبدع تصاميم خاصة به، محدثا "ثورة ديمقراطية في عالم الأزياء بتصميماته الزاهية الألوان المستوحاة من الأزياء المحلية المغربية والإفريقية، فقبله كان المصممون يخدمون الأثرياء فقط، أما سان لوران فقدم الموضة لكل الناس". من جهته، قال مصمم المعرض السينوغرافي الفرنسي كريستوف مارتن، إن التصاميم المعروضة في محيط متناسق مزود بإضاءة خاصة، تكشف سحر الألوان الصارخة (الوردي والأحمر والأصفر والبرتقالي والأخضر)، التي تمتزج بالألوان الصامتة كلون (الصوف الطبيعي والبني والأزرق الداكن)، تعكس مدى تأثر سان لوران بالمغرب، فمجموعاته التي أبدعها على مدى نصف قرن من الزمن تستمد روحها من القفطان، والعباءات والسراويل المزينة والمطرزة على الطريقة المغربية. كما تعكس الأزياء المعروضة برواق الحلم الإفريقي، نماذج متنوعة من الأزياء الإفريقية المستمدة من مختلف دول القارة التي زارها لوران. للتذكير، توفي إيف سان لوران، الذي ولد في مدينة وهران بالجزائر، في العاصمة الفرنسية باريس عن عمر يناهز 71 عاما. التحق بدار "كريستيان ديور" في باريس عام 1954 بعد فوزه بمسابقة للتصميم عندما كان عمره 18 عاما. وفي غضون ثلاث سنوات، عين كبيرا لمصممين بعد وفاة كريستيان ديور، ولم يتجاوز عمره 21 عاما. واشتهر سان لوران بتصاميمه التي عكست بأناقتها وإثارتها الدور المؤثر، الذي أخذت المرأة بأدائه في المجتمع الغربي. ومن الشهيرات التي كن يرتدين تصاميم سان لوران النجمة الفرنسية كاترين دينوف، وأميرة موناكو الأميرة غريس.