بعد إصداره الجزء الأول من كتاب "مائة مثل ومثل" سنة 2007، واصل الباحث المغربي، لحسن باديس، نبشه في الأمثال المغربية من خلال إصدار الجزء الثاني من هذا الكتاب، الذي ستتلوه أجزاء أخرى. ويتضمن الجزء الثاني من كتاب "مائة مثل ومثل"، الواقع في 69 صفحة من الحجم المتوسط، مجموعة من الأمثال الشعبية المغربية غير المرتبة، خلافا للجزء الأول من الكتاب، الذي جرى فيه تصنيف الأمثال على شكل أبواب بمواضيع معينة. ويعزو الكاتب هذا الاختيار في وضع أمثال متفرقة في موضوعاتها في هذا الجزء، إلى رغبته في ألا يخلق نوعا من الملل للقارئ، ولا يجعله مقيدا بالموضوع نفسه حتى نهايته، وهو يقرأ الكتاب. وإضافة إلى الأمثال المختلفة الواردة في الكتاب رفقة معانيها المختلفة، يقدم الكتاب هدية إلى القراء عبارة عن مستملحات من ابتكار الكاتب، وقطعة زجلية بعنوان "كل مثلة حكمة". وفي تقديمه لهذا الكتاب، يشرح الزجال لحسن باديس دوافع تأليفه لهذا الكتاب، المتمثلة في تعطش المتلقي للأمثال الشعبية وشغفه بها، وفي استحسان القراء للجزء الأول من كتابه، إضافة إلى رغبته في إحياء التراث الشعبي القيم، والذي يحمل في طياته، كما يقول "تجارب الحياة المعيشية ويعبر عما جادت به القرائح الناضجة، والأزمنة الغابرة، التي ينطبق بعضها على كل زمان ومكان". وعن مزايا الأمثال الشعبية يقول الكاتب "تعتبر الأمثال الشعبية، الفن الراقي الحكيم، خلاصة لحصيلة من التجارب اليومية، التي عاشها أسلافنا ونعيشها اليوم، فهي تقودنا إلى كيفية التعامل مع الغير في الحياة الاجتماعية المعقدة، والحبلى بشتى أنواع التناقضات، التي تفيد جميع شرائح المجتمع، الذي تختلف طبائع أفراده، وتصرفاته، ومعاملاته بما هو جميل، وما هو خبيث". ويضيف الباحث أن النظرة السلبية السابقة للمثل تغيرت اليوم، إذ اقتنع الفاعلون الثقافيون بضرورة رد الاعتبار إلى الأدب الشعبي، واعتباره عنصرا أساسيا من مكونات الشخصية الوطنية، مشيرا إلى أن المثل عندما يكون أوسع انتشارا بين الناس، يصبح أقوى تأثيرا فيهم. الباحث لحسن باديس من مواليد الرشيدية سنة 1954، حاصل على جائزة وطنية في الشعر والزجل، صدرت له مجموعة من المجاميع الزجلية" "هزيت حمل خوتي وأنا دري"، و"كيفاش..؟"، و"محاين الوقت"، و"صيفطت ليك السلام"، ابتكر فيها الكاتب 150 سلام، وله قيد الطبع ديوان زجلي بعنوان "هوايش المعاني"، وآخر تربوي مصحوب بقرص مدمج بعنوان "شكرا ماما".