أخذ الفنان اللبناني، رامي عياش، على عاتقه تصحيح الفكرة الخاطئة للفنانين العرب عن المغرب، خاصة أولئك الذين يواجهون، حسب قوله، مشاكل مختلفة أثناء إحياء حفلاتهم وترويج أعمالهم الفنية في المغرب. (سوري) وأوضح رامي، في حواراته السابقة، أنه كان محظوظا بالتعامل مع إحدى شركات تنظيم السهرات الفنية، التي ساندته ووفرت له الظروف الملائمة فنيا، مؤكدا أنه سيجند كل طاقاته من أجل تحقيق الرواج الفني، عن طريق تنظيم سهرات فنية ومهرجانات مغربية يحييها جل الفنانين العرب، من خلال شركته الخاصة للإنتاج، في المغرب، "كلوبال ميوزيك". عن رغبته في اكتشاف مواهب شابة في مجال الغناء والرقص والفكاهة والتنشيط، وعن مشروع أول فيلم سينمائي في مساره الفني، ومشروع تأسيسه لجمعية خيرية لصالح الطفولة، كان ل"المغربية" مع الفنان اللبناني رامي عياش، الحوار التالي. أعتبره تتويجا لمسيرتي الفنية، كما أنه يمثل لي الشيء الكثير، خاصة أنني أكرم في المغرب، كما أن هذا التكريم، جاء عقب إعادة توزيع أغنية "نداء الحسن"، التي قدمتها أخيرا للجمهور المغربي والعربي، وهي الأغنية التي تحمل مجموعة من الكلمات التي تعبر عن مدى إيمان المغاربة بالمسيرة الخضراء المظفرة، التي تشكل إحدى معجزات القرن الماضي، و"المغرب في وجداني..". في الآونة الأخيرة قدم مجموعة من الفنانين اللبنانيين أغاني مماثلة عن المغرب، وما يزخر به من مؤهلات، هل ستسير على المنوال ذاته؟ هو ليس بمنوال، وإنما إيمان بما يضمه المغرب من إنجازات تحققت في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تستحق من كل فنان مغربي وعربي أن يتغنى بها، والمغرب بلد رائع، وبه أحس وكأنني في لبنان. حبك الكبير للمغرب، هل سيدفعك إلى أداء أغنية باللهجة المغربية؟ بكل تأكيد، هناك مشروع من هذا القبيل، ما زالت أواصل التحضير لملامحه، وأنا الآن بصدد إدخال بعض التغييرات على كلمات الأغنية وكذا بعض الألحان، وهذا العمل هو عبارة عن "ديو" مع فنانة مغربية، سنعلن عن تفاصيله عند الانتهاء من وضع كافة الجوانب المتعلقة به. هل تقديمك لهذا العمل، يكسر ما يتداول لدى عدد من الفنانين المشارقة حول صعوبة اللهجة المغربية؟ اللهجة المغربية مثل باقي اللهجات العربية، فقط ما ينقصها هو توضيح بعض الكلمات حتى تكون في متناول المتلقي من كل أنحاء العالم العربي، وللإشارة فالأغنية المغربية تمكنت من كسر الحدود الجغرافية والوصول إلى مناطق عربية كثيرة، فأنا معجب مثلا بأغنية "مرسول الحب" للأستاذ عبد الوهاب الدكالي، وهو عمل فني يمزج بين الكلمة واللحن والأداء القوي. هل هناك مشاريع فنية أخرى؟ نعم، لقد أصدرت قبل شهرين ألبوم "غرامي عياش"، والحمد لله لاقى استحسان الجمهور، كما أنني بصدد التحضير لجولة فنية، فضلا عن المشاركة في عدد من المهرجانات. أين ستقودك هذه الجولة الفنية؟ إلى عدة دول عربية من بينها المغرب، وكذا أوروبا، وأستراليا، والولايات المتحدةالأمريكية، وكندا، وأتمنى أن تكون الدول العربية كثيرة في هذه الجولة، للتخفيف من معاناة سكان بعض منها. كيف ترى مشاركتك السنة الماضية في مهرجان موازين؟ يمكن أن أعتبرها من بين أقوى التظاهرات الفنية التي شاركت فيها، وأنا أسعد دائما بلقاء الجمهور المغربي على امتداد تراب المملكة، ومهرجان موازين صار حدثا فنيا دوليا بارزا في أجندة الفنانين العالميين. هل هناك مشاريع في التنشيط أو التمثيل سيرا على نهج عدد من الفنانين العرب؟ هناك مشروع فيلم سينمائي مصري، إن شاء سأشارك فيه، وحاليا كل الترتيبات موقوفة نظرا للوضع الحالي في مصر، وسأحاول من خلال هذا العمل تقديم صورة أخرى عن رامي عياش. كيف ترى مستوى الأغنية المغربية؟ أود بداية أن أؤكد أن افتتاحي لشركة "كلوبال ميوزيك"، نابع من غيرتي على الأغنية المغربية، وأنا سعيد بلقب "سفير الأغنية المغربية بالوطن العربي"، رغم أنني لبناني، وشركة "كلوبال ميوزيك"، فكرة جاءت لتبني الأصوات المغربية من خلال مسابقة "نجم الفن"، لكن للأسف أجرينا "الكاستينغ" بالدارالبيضاء فقط. ما هي أسباب اختفاء هذه المسابقة خلال الآونة الأخيرة؟ المسابقة لم تتلق أي مساعدة، وبالتالي لم نتمكن من اكتشاف الأصوات المغربية في كافة أنحاء المملكة، وأتمنى من كل قلبي أن تقدم لنا مساعدات حتى نتمكن من مواصلة هذه التظاهرة. أود أن أشير إلى أن المسابقة، اكتشفت في دورتها الماضية موهبة اسمها داني نور، أنتجنا له عملا فنيا سيعرض على القنوات الفضائية قريبا. وكنت أنتظر من المسابقة، الأخذ بيد العديد من المواهب التي لا تجد أحيانا، شركات الإنتاج المتخصصة، التي تقدم لها يد المساعدة. كيف ترى الموجات الشبابية الجديدة التي تعرفها الساحة الفنية العربية، ومدى إمكانية تأثيرها على انتشار الأغنية؟ يمكن اعتبار أن ذلك سيحدث موجة من شأنها أن تؤثر على الساحة الفنية العربية، فمثلا شخصيا أشتغل على امتداد سنوات لطرح ألبوم مكون من 9 أغان ترقى لمستوى تطلعات الجمهور، لكن الموجة الحالية ساهمت في تقديم أغان بسرعة زمنية كبيرة، وأحيانا بمستويات فنية لا تتطلع لرغبات الجمهور. اخترت أخيرا الاستقرار لفترة زمنية في المغرب، ما الأسباب وراء ذلك؟ ممكن أن أؤكد أن الصدفة قادتني إلى المغرب، لكن أجواءه ومدى كرم وحب المغاربة عوامل دفعتني إلى الاستقرار به، وخلال هذه الفترة تفاجأت بأن الجمهور المغربي، يحتفظ بصورة سلبية عن الشعب اللبناني، وحاولت قدر المستطاع أن أعمل على الترويج للصورة الحقيقية عن لبنان. غالبا ما تشارك في تظاهرات اجتماعية، إلى أي حد تحتل الأنشطة الاجتماعية مكانة في الحياة اليومية لرامي عياش؟ بكل تأكيد فأنا إنسان قبل أن أكون فنانا، والأنشطة الاجتماعية لها مكانة مهمة في حياتي اليومية، نظرا لكون أي شخص منا من موقعه يجب أن يساهم في التخفيف عن معاناة الآخر، ولهذا الغرض إن شاء الله قررت إنشاء جمعية خيرية تهتم بأوضاع الطفولة تحمل اسم "عياش الطفولة"، غرضها الرئيسي هو الاهتمام بالأطفال في الوطن العربي وباقي أنحاء العالم. ماذا عن برنامج هذه الجمعية؟ الجمعية ستؤسس في لبنان وإن شاء الله سأطلق فروعا لها في كافة الدول العربية، بهدف التعرف عن قرب عن أوضاع الطفولة في هذه الدول، وسنسطر برنامج عمل متكامل بشراكة مع مجموعة من الفعاليات لتقديم خدمات مختلفة للأطفال من مختلف الأعمار والجنسيات، ومختلف الفئات. ما هي رسالتك للجمهور المغربي؟ يمكن أن أؤكد أن المغرب بلد للأمن والأمان، والشعب المغربي من بين أكثر الشعوب حفاظا على مقومات الوطن، وأنا أحب "بزاف" الغناء، كلما دعيت إلى أي مناسبة في المغرب. كما أذكر الجمهور المغربي أنا دائما مستعد لتقديم أعمال فنية يستحسنها. ماذا عن مشروع الزوجة المغربية؟ كانت فقط إشاعة، وهذا عاد بالنسبة لأي شخص، فما بالك بالفنان، بكل تأكيد الإشاعات تلاحقه من كل مكان.