دخلت تعزيزات عسكرية مدينة اللاذقية الساحلية السورية في شمال غرب البلاد، لوقف إطلاق نيران قناصة تمركزوا على سطوح المنازل وأوقعوا أربعة قتلى بينهم ضابطان و150 جريحا، منذ الجمعة المنصرم. مظاهرة مويدة للنظام في دمشق (أ ف ب) وأفادت صحيفة الوطن القريبة من النظام أن "قوات من الجيش السوري دخلت، أول أمس السبت، إلى مدينة اللاذقية (350 كلم شمال غرب دمشق) وانتشرت في كل المناطق وأعادت الأمن والآمان وبدأت مطاردة ما تبقى من زعران" (أشرار). وأعلن مسؤول سوري طالبا عدم كشف هويته أن "قناصة أطلقوا النار على مارة فقتلوا شخصين وجرحوا اثنين آخرين". وأضافت الصحيفة أن"من قام بعمليات التخريب ليسوا متظاهرين لهم مطالب، بل زعران معروفون بتاريخهم الإجرامي في المدينة, يضاف إليهم عدد من الذين أتوا من مدن أخرى ومن خارج سورية وبدأوا يتجولون بمجموعات مسلحة ويكسرون محال وسيارات ويحرقون عددا من الممتلكات العامة والخاصة". وأكدت أن "قوات الجيش تدخلت بعد مناشدات من الأهالي والسكان". من جانبها، قالت بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية, إن هناك "مشروع فتنة" للنيل من سورية عبر استهداف نموذج العيش المشترك، الذي تتميز به. وأوضحت بثينة شعبان, في لقاء مع الصحافة بدمشق, أن حق التظاهر السلمي "مضمون ومكفول لأي مواطن في سورية، ولكن ما يجري هو محاولة إشعال فتنة واستهداف للأمن والاستقرار وحياة المواطنين". وأضافت أن هذا الاستهداف "ليس جديدا، وأن الشعب السوري واع وسوف يتجاوز هذه المحاولات التخريبية وهذا الاستهداف", مشددة على أن سورية لن تسمح بالعبث بأمنها واستقرارها. وقالت شعبان إن "ما نحن بصدده ليس تظاهرات سلمية مطلبية تريد أن تسرع من وتيرة الإصلاح في سورية (...) بل هو شيء مختلف وليس له علاقة بالمطالب المحقة والمشروعة، التي يجري تلبيتها تباعا", مؤكدة أن معظم الشعب السوري وجد أن الإصلاحات، التي جرى الإعلان عنها" إصلاحات جريئة, ونحن مع ما يريده شعبنا في سوريا ونعمل من أجل تحقيقه". وبخصوص الأحداث، التي شهدتها عدد من المدن السورية الجمعة المنصرم, أشارت شعبان إلى أن ما وقع في مدينتي الصنمين وحمص كان وراءه مجموعة من "المسلحين والمهربين.. ومجموعة صغيرة من الشباب), فيما وجهت أصابع اتهام بتورط شباب فلسطينيين في ما حدث في اللاذقية. وقالت "أتى أشخاص البارحة من مخيم الرملة (للاجئين الفلسطينيين) إلى قلب اللاذقية وكسروا المحال التجارية وبدأوا بمشروع الفتنة, وعندما لم يستخدم الأمن العنف ضدهم خرج من ادعى أنه من المتظاهرين وقتل رجل أمن واثنين من المتظاهرين". يذكر أن سورية تشهد مظاهرات، منذ 18 مارس الجاري، تطالب بإقرار إصلاحات سياسية واجتماعية وبالحرية والديمقراطية, بدأت من مدينة درعا لتعم بعد ذلك صلاة الجمعة مجموعة من المدن الأخرى, وأدت إلى وقوع صدامات مع قوات الأمن خلفت سقوط عشرات القتلى والجرحى.